وجد تقرير صادر عن مركز مكافحة الكراهية الرقمية CCDH، نقلاً عن البيت الأبيض، هذا الأسبوع، أن الغالبية العظمى من المعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حول اللقاحات الخاصة بـ"كوفيد-19" مصدرها 12 شخصاً فقط.
وتحوّل موضوع الأخبار الزائفة حول فيروس كورونا إلى موضوع شد وجذب بين البيت الأبيض وشركة "فيسبوك"، المتهمة بكونها المنصة الرئيسية لانتشارها.
اتهامات متتالية من البيت الأبيض
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة الماضي، إن مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك"، "تقتل الناس".
وأوضح للصحافيين، عند سؤاله عن المعلومات المضللة وما هي رسالته لمواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك": "إنها تقتل الناس. انظروا، الجائحة موجودة فقط بين من لم يأخذوا اللقاحات. وهي تقتل الناس".
وانتقدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الشركة أيضاً. وقالت، في إيجاز البيت الأبيض: "من الواضح أن هناك إجراءات اتخذوها. إنها شركة قطاع خاص. هناك إجراءات إضافية بإمكانهم اتخاذها. من الواضح أن هناك الكثير مما يمكن فعله".
كذلك انتقد مستشار البيت الأبيض لشؤون كوفيد - 19، أنتوني فاوتشي، السبت، وسائل الإعلام التي تنشر معلومات مضللة عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مؤكداً أنه "كان من المستحيل القضاء على مرض الجدري وشلل الأطفال لو وجد التضليل الحالي" حينذاك.
"فيسبوك" يرد
رفض موقع "فيسبوك"، الجمعة، هذه الانتقادات، مؤكداً أنّ جهوده في إظهار الحقائق هي في الواقع "تُنقذ الأرواح"، قائلاً في بيان ردّاً على بايدن إنّ "الاتّهامات غير المدعومة بحقائق لن تشتّت تركيزنا".
وأضاف الموقع أنّ "أكثر من ملياري شخص شاهدوا عبر "فيسبوك" معلومات موثوقة حول كوفيد - 19 واللقاحات، أي أكثر من أيّ مكان آخر على الإنترنت"، مضيفاً: "لقد استخدم أكثر من 3.3 ملايين أميركي أداتنا لمعرفة مكان الحصول على التطعيم وسبله".
التضليل والشكوك يغزوان "فيسبوك"
وجد مركز CCDH (منظمة غير حكومية وغير ربحية بريطانية/أميركية)، في مارس/ آذار، أن 12 شخصية عبر الإنترنت، أطلق عليها اسم "دزينة المعلومات المضللة" ويبلغ عدد متابعيها مجتمعين 59 مليون شخص عبر العديد من منصات الوسائط الاجتماعي، تنشر المعلومات الخاطئة المضادة للقاحات ونظريات المؤامرة المضادة للقاحات، مع تأثير أكبر من "فيسبوك".
وعلى "فيسبوك" وحده عشرات مسؤولون عن 73% من جميع المحتوى المضاد للقاحات، على الرغم من اعتبار اللقاحات آمنة وفعالة من قبل حكومة الولايات المتحدة ووكالاتها التنظيمية.
ولم تتم إزالة 95% من المعلومات الخاطئة حول الفيروس التي تم الإبلاغ عنها على هذه المنصات.
ووضعت "فيسبوك" و"غوغل" و"تويتر" سياسات لمنع انتشار المعلومات الخاطئة عن اللقاحات، لكن كتب الرئيس التنفيذي لـCCDH، عمران أحمد، في التقرير، أنه حتى الآن فشلت جميعها في تنفيذ هذه السياسات بشكل مُرضٍ.
آثار خطرة
من جهتها تواصل قناة "فوكس نيوز"، التي دعمت باستمرار الرئيس السابق، دونالد ترامب، بثّ أخبار مكثّفة تشكك في اللقاحات. فبعد حملة تلقيح أولى في كل أنحاء البلاد، تراجعت وتيرة تفشي المرض بشكل كبير في الولايات المتحدة. وترتفع حالياً أعداد الإصابات بـكوفيد - 19 في الولايات التي تسجّل أدنى معدّلات تلقيح في وقت تتفشى بسرعة النسخة المتحوّرة "دلتا" شديدة العدوى.
ولم يتحقق الهدف الذي أعلنه بايدن، وهو تلقيح 70 في المائة من الراشدين في الرابع من يوليو/ تموز، يوم العيد الوطني.
وتحوّلت الشكوك الأولية في اللقاحات في مناطق أميركية عدة إلى مشاعر عداء، مع تضخيم الأخبار المناهضة للقاحات بنظريات مؤامرة تنشرها بشكل منتظم وسائل إعلام محافظة.