تفاصيل كشف شبكة حسابات مزيفة تروج للوقاية من كوفيد-19 عبر "تويتر"

11 يناير 2023
تحول الموقع إلى منصة أساسية لمشاركة المعلومات خلال الجائحة (طيفون كوسكون/ الأناضول)
+ الخط -

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف كاتب وطالب ماجستر يدعى جوشوا غوترمان ترانين مجموعة من الحسابات المزيفة التي تروّج لقصص ومعلومات كاذبة عن جائحة كوفيد-19، وهو ما يعطي صورة أوضح عن كيفية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أخبار مضللة، بحسب موقع ذا سان فرانسيسكو ستاندرد.

كتب الدكتور روبرت هانيمان، في نوفمبر/ تشرين الثان الماضي، عبر "تويتر"، أنّه فقد شقيقته بسبب كوفيد-19. آنذاك، تلقى عشرات التعازي وأكثر من 4 آلاف إعادة تغريد و43 ألف إعجاب.

وبعدها بشهر واحد، في 12 ديسمبر/ كانون الأوّل، أعلن هانيمان من جديد عبر "تويتر" أنّ شريكه باتريك دخل في غيبوبة جراء إصابته بكورونا، ومن جديد تدفّقت التمنيات بالصحّة والشفاء.

لم يشكّ أحد في أنّ الحساب الذي يدّعي مشغله أنّه متحوّل جنسياً ودكتور في علم الاجتماع والدراسات النسوية، والمهتم بالشعر، ليس حقيقياً، ولا أنّ صورته التي يظهر فيها رجل مبتسم، مأخوذة في الحقيقة عن موقعٍ يدعى "ديبوزيت فوتوز".

وبالطبع، لم يعرف أحد أنّ حساب شريكه الذي يفترض أنّه يرقد في غيبوبة، الدكتور باتريك سي هانيمان، كان مزيفاً أيضاً، وسُرقت صورته من حساب مختص في التأمين يعيش في ولاية إنديانا.

بحسب "ذا سان فرانسيسكو ستاندرد"، عند رؤية الكاتب والطالب جوشوا غوترمان ترانين تغريدة روبرت هانيمان حول دخول شريكه في غيبوبة قام بمتابعتهما، خاصةً أنّه يملك العديد من المتابعين المشتركين معهم، ولاعتقاده بأنّهم جزء من مجموعة مثلية أكاديمية.

لكن، لم يمرّ سوى عشر دقائق حتّى تبيّن لترانين بمساعدة "غوغل" أنّ لا شيء من ادعاءات الطبيبين المزيفين حقيقية، وأن الصور مسروقة عن الإنترنت، ولا ذكر لأسمائهم على أي موقع أكاديمي. قال ترانين: "بدا هذا الشخص كليبرالي مجنون". وتابع: "أعرف نفسي كيساري، وأتفهم أن يمتلك الناس هوياتٍ مختلفة، لكنّني شعرت بأنّ هذه الشخصية مختلقة في مختبر لكمّ الهويات المتعدّدة وعدد التجارب السيئة التي تمرّ بها".

قدّم كلا الحسابين أنفسهما على أنّهما عضوان في مجتمع الميم، ونشر روبرت صوراً للعلم الأوكراني أكثر من مرة، فيما وضع باتريك علم قوس قزح في سيرته الذاتية.

وسبق لروبرت أن كتب في يوليو/ تمّوز الماضي بصراحة عن معاناته مع مرض إم بي إكس، وهو مرضٌ معدٍ تسبب في إعلان سان فرانسيسكو حالة الطوارئ خلال العام الماضي، وانتشر بشكل كبير بين الرجال المثليين. ومن ثم زعم الشريكان في وقتٍ لاحق، تحديداً في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، أنّهما كانا ضحية لهجوم ضد المتحولين جنسياً.

من غير المعروف من الذي أنشأ الحسابين الوهميين، لكن بناءً على المنشورات والسيرة الذاتية يمكن القول إنّهما استهدفا نوعاً معيّناً من مستخدمي "تويتر": الليبراليين، والمتعاطفين مع مجتمع الميم، ودعاة الحذر من كوفيد-19.

عندما كشف ترانين عن أدلّته أمام المتابعين على "تويتر"، وبدؤوا بالبحث تبين لهم أنّ الطبيبان المزيفان، اللذين روجت منشوراتهما للتحذير من خطورة كوفيد-19، كانا جزءاً من شبكة من أربعة حسابات مزيفة على الأقل.

ادّعت هذه الحسابات ارتباطها بمجتمع الميم، وروّجت لارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، كما اعتادت على انتقاد الأشخاص الذين لم يأخذوا الوباء على محمل الجد.

وعدا عن روبرت وباتريك هانيمان، كان هناك حساب باسم الدكتور جيرالد فيشر، يضع أعلام قوس قزح وأوكرانيا ويصف نفسه بالحليف لمجتمع الميم. إضافةً على حساب رابع باسم ستيف فيلي، يدعى أنّه يعود لأستاذ في جامعة أنتويرب في بلجيكا وبأنّه "مدافع عن مجتمع الميم وفخور بارتداء الكمامة".

وتبيّن للمتابعين أنّ هذه الحسابات الأربعة اعتادت التفاعل مع بعضها البعض إن كان من خلال إعادة التغريد أو التعليق على منشورات بعضهم البعض، وحتى استعادة ذكرياتهم المشتركة.

ولم تتمكن "ذا سان فرانسيسكو ستاندارد" من الحصول على تعليقات من الأكاديميين المزيفين، لأنّ الحسابات الأربعة أزيلت تماماً عن "تويتر".

وتحوّل "تويتر" خلال فترة الجائحة إلى منصة مهمة، استخدمها الخبراء الطبيون للتحدث مباشرة إلى الجمهور حول الفيروس وانتقاد السياسات الحكومية التي لا تصب في صالح حماية الناس من المرض.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

لكن، في الوقت نفسه، كان الموقع مساحةً لمروّجي المعلومات الكاذبة والادعاءات المضللة التي تفتقر إلى الأدلة أو المعرفة العلمية، وهو ما يظهر بشكلٍ واضح في حالة الزوجين المزيفين هانيمان.

ولم يكن من الممكن معرفة من هو المسؤول عن تشغيل الحسابات الوهمية الأربعة، وبالتالي ما يزال الدافع وراء إنشائها غير واضح حتّى الآن.

لكن، بالنسبة لترانين، يظلّ التفاعل الكبير الذي حظيت به تغريدته بين المستخدمين على "إدراك الناس لحقيقة وجود حسابات مزيفة وفهمهم أنّ المعلومات المضللة موجودةٌ على تويتر".

المساهمون