تصفح الأخبار السيئة يضر بالصحة العقلية والجسدية

06 سبتمبر 2022
ازداد الهوس بتصفح الأخبار السيئة خلال الجائحة (Getty)
+ الخط -

أشارت دراسة جديدة إلى أن الدافع القهري لتصفح شبكة الإنترنت، والاطلاع على الأخبار السيئة تحديداً، قد ينعكس سلباً على الصحة العقلية والجسدية.

هوس تصفح الأخبار السيئة (Doomscrolling) هو الميل إلى "الاستمرار في تصفح الأخبار السيئة، رغم أنه يُشعر الشخص بالحزن أو الإحباط أو الكآبة". وهي ممارسة رصد الباحثون ازديادها خلال جائحة كوفيد-19.

وجدت الدراسة، المنشورة في مجلة هِلث كوميونيكيشن، في 23 أغسطس/آب الماضي، أنّ 16.5% من إجمالي ألف شخص شملهم الاستطلاع أظهروا علامات على "مشكلات شديدة" في استهلاك الأخبار، تؤدي إلى مستويات عالية من القلق والتوتر وسوء الحالة الصحية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في جامعة تكساس للتكنولوجيا، برايان ماكلوغلين، إنّ دورة الأخبار على مدار 24 ساعة قد تنجم عنها "حالة تأهب قصوى دائمة" عند بعض الأشخاص، مما يجعل العالم في أعينهم "مكاناً مظلماً وخطيراً".

وأضاف ماكلوغلين: "يمكن أن يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم في حلقة مفرغة؛ بدلاً من الخروج من هذه الدوامة، ينجذبون إليها أكثر، فيصبحون مهووسين بالأخبار، ويتحققون من التحديثات على مدار الساعة، للتخفيف من ضغوطهم العاطفية. لكن ذلك لا يجدي نفعاً. كلما هرولوا وراء الأخبار، بدأت بالتدخل في جوانب أخرى من حياتهم".

أبلغ نحو 27.3% ممن شملهم الاستطلاع عن "مستويات متوسطة" من المشكلات المتعلقة باستهلاك الأخبار، وقال 27.5% إنهم تأثروا بشكل طفيف، بينما أفاد 28.7% بأنهم لم يواجهوا أي مشكلات.

وبينما يمكن لبعض القرّاء تلقي تحديثات الأخبار من دون أن يترك ذلك أي آثار نفسية ملموسة، يُظهر البعض الآخر هوساً أكثر إلحاحاً بوسائل الإعلام، ويكافحون لفصل أنفسهم عن الأخبار السيئة التي يطالعونها.

سجل الباحثون 5 أبعاد إشكالية لاستهلاك الأخبار: الانغماس في محتوى الأخبار، والانشغال بالأفكار حول الأخبار، ومحاولة الحد من القلق عبر استهلاك المزيد من الأخبار، وإيجاد صعوبة في تجنب الأخبار، وتدخل استهلاك الأخبار في حياتهم اليومية.

ووجدت الدراسة أنّ أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من استهلاك الأخبار السيئة، كانوا "أكثر عرضة بشكل ملحوظ" لتجربة صحة نفسية وجسدية سيئة.

وفي السياق، قالت الباحثة كيت مانيل، لصحيفة ذا غارديان، الإثنين، إنّ جائحة كوفيد-19 جعلت الأشخاص "أكثر ميلاً" إلى الهوس بتصفح الأخبار السيئة، بسبب كثرتها من جهة، ووقت الفراغ الإضافي الذي بات في جعبتهم من جهة أخرى.

درست مانيل تأثير استهلاك الأخبار على البريطانيين خلال فترة الإغلاق التي فرضها الوباء، عام 2020. ووجدت أنّ تجنب الأخبار جزئياً كان مفيداً لصحة المشاركين الذين شملهم الاستطلاع الذين أفادوا بأنهم أقل تشتتاً وأكثر هدوءاً في المنزل.

المساهمون