تشكيك بالقدرة التنافسية لأجهزة أندرويد الروسية من دون دعم الدولة

07 مارس 2023
غادرت كبرى شركات الهواتف البلاد بعد فرض العقوبات (ميخائيل سفتلوف/ فرانس برس)
+ الخط -

منذ بدء الأزمة الأوكرانية في عام 2014، وما ترتب عليها من فرض حزم العقوبات الغربية على موسكو، تعمل روسيا جاهدة على تحقيق الاستقلال التكنولوجي حتّى لا تكون رهينة لإمدادات التكنولوجيا المتقدمة الغربية.

وقبل نهاية العام الحالي، تعتزم المؤسسة الوطنية للحاسوب تطوير أجهزة أندرويد ذكية ولوحية للسوق الاستهلاكية الروسية باستثمارات تبلغ 10 مليارات روبل (130 مليون دولار تقريباً)، على أمل الاستحواذ على نحو 10% من السوق الروسية.

مع ذلك، شكّك مسؤول التنمية في شركة بورصة تيليكوم، فاسيلي بيمينوف، في القدرة التنافسية للأجهزة الذكية الروسية لناحية السعر، بالمقارنة مع مثيلاتها الصينية والكورية الجنوبية، التي خفضت تكلفة الإنتاج عبر إنتاج كميات كبيرة من الأجهزة لأسواق كافة دول العالم.

وقال بيمينوف في حديث مع "العربي الجديد": "من وجهة النظر التقنية، لا عقبات أمام تطوير أجهزة ذكية روسية الصنع رغم أن مثل هذه العملية تستغرق وقتاً وتتطلب عملاً دؤوباً واستثمارات هامة، ولكن أسعارها قد لا تكون تنافسية في نهاية المطاف بسبب الكمية المحدودة من السلع المنتجة".

وحول رؤيته لإمكانية التغلب على مشكلة ضعف القدرة التنافسية، يضيف: "لن يحقق هذا المشروع نجاحاً كبيراً ما لم ترافقه إجراءات دعم من الدولة، مثل إلزام المؤسسات الحكومية بالاعتماد على الأجهزة وطنية الصنع، كما عندما تم إلزامها باعتماد بطاقات مير لصرف رواتب موظفي القطاع العام".

وتعد "مير" بطاقة دفع روسية بديلة لبطاقات شركتي فيزا وماستركارد العالميتين اللتين انسحبتا من السوق الروسية بعد أيام على انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا قبل عام ونيف، وسط توقعات بأن تستحوذ "مير" على نحو 60% من سوق الدفع الروسية بحلول نهاية العام.

وكانت صحيفة كوميرسانت قد نقلت عن مؤسس الجمعية الوطنية للحاسوب، ألكسندر كالينين، في نهاية فبراير/ شباط الماضي، قوله إنّ أجهزة أندرويد الروسية ستصنع إمّا بمصانع روسية أو بالتعاقد مع الشركات الصينية.

ومع ذلك، شكك مصدر بسوق الإلكترونيات الروسية تحدث إلى "كوميرسانت" في جدوى هذه الفكرة، قائلاً: "السؤال الأكبر هو كيف سيرخصون استخدام أندرويد بمنصته غوغل موبايل سرفيس لاستخدامها في روسيا. لن تقدم غوغل على مثل هذه الخطوة أبداً".

وأوضح المصدر أنّ أحد الحلول الممكنة هو تنزيل نظام التشغيل أفرورا، المملوك لشركة روس تيليكوم للاتصالات على الهواتف، ولكن ذلك سيتطلب تطوير منظومة كاملة من التطبيقات بتكاليف باهظة.

وفي نهاية فبراير الماضي، فرضت الولايات المتحدة حظراً على تصدير الهواتف الذكية إلى روسيا في حال كان سعرها يفوق 300 دولار، ممّا أدّى إلى انسحاب أبرز شركات إنتاج الهواتف الذكية، ومنها "آبل" الأميركية و"سامسونغ" الكورية الجنوبية وحتّى "هواوي" الصينية من السوق الروسية.

المساهمون