تراجع مبيعات الصحف المغربية في عام 2020: مؤشر على الانهيار

10 ديسمبر 2021
كورونا عمقت الأزمة التي تعاني منها الصحافة الورقية في المغرب (فاضل سنّا/فرانس برس)
+ الخط -

تراجعت مبيعات الصحف المغربية بنسبة فاقت 62 في المائة خلال سنة 2020، بحسب ما جاء في تقرير جديد لـ"المجلس الوطني للصحافة" حول "الصحافة المغربية وآثار الجائحة بعد رفع الحجر الصحي".

وقال "المجلس الوطني للصحافة" إن مجمل مبيعات الصحف المغربية خلال سنة 2020 "كانت مؤشرًا على الانهيار"، بحيث سجلت نسبة تراجع بلغت 62.5 في المئة مقارنة مع عام 2019، واصفاً التراجع الكبير بـ"المؤشر المخيف".

وأفاد التقرير، الذي تم الكشف عنه أمس الخميس، بأن القيمة المالية لمبيعات الصحف الورقية في المغرب، ومن بينها الصحف الأجنبية، لم تتجاوز خلال السنة الماضية 90 مليون درهم، مقابل 240 مليون درهم في سنة 2019. (الدرهم المغربي يساوي 0.11 دولار أميركي)

ويتجلى "الحجم المخيف لتراجع مبيعات الصحف الورقية الوطنية" في المعدل اليومي للمبيعات، إذ لم يتعد 76 ألف نسخة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2020. في حين واصل مؤشر تراجع مبيعات الصحف انهياره، إذ لم تتعد المبيعات 38 ألف نسخة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة ذاتها.

إلى ذلك، كشف التقرير أن جائحة فيروس كورونا عمقت الأزمة التي تعاني منها الصحافة الورقية في المغرب بشكل غير مسبوق؛ إذ تراجعت نسبة الاشتراكات التي كانت تؤمّن 27 في المئة من مبيعات الصحف بـ65 في المائة.

في المقابل، يشير التقرير استنادًا إلى تقديرات شركة "سبريس"، أكبر شركات توزيع الصحف والمطبوعات في المغرب، إلى أن الصحافة الورقية ستفقد أكثر من 60 في المائة من حجم مبيعاتها، وربما أقل، ولكنها لن تعود إلى سابق عهدها قبل الجائحة.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وفي تشريحه واقع التراجع الذي اعتبره المجلس الوطني للصحافة "رهيباً" و"قد يكون لا رجعة فيه"، يرى المجلس أن سبب تدهور الصحافة الورقية والإلكترونية يعود إلى عدم توفرها على نموذج اقتصادي ملائم لخصوصيتها ولواقع محيطها، إضافةً إلى هشاشتها ونقص رأسمالها، وقلّة مواردها البشرية، وضعف حكامة وحُسن تسيير بعضها.

وكان "المجلس الوطني للصحافة" قد دق ناقوس الخطر، الخميس الماضي، محذراً من مستقبل قاتم لمؤسسات صحافية عدة، في ظل الأزمة الحالية الناتجة عن تداعيات تفشي فيروس كورونا.

ونبّه المجلس، في تقرير أول عن أوضاع الصحافة المغربية في ظل الجائحة، إلى أن الصحافة المبنيّة على قواعد العمل المهني والأخلاقي "مهددة الآن بشبح الإفلاس"، لافتاً إلى أن "مجرد عودة طباعة الصحف بعد الحجر الصحي اعتبرت مؤشراً إيجابياً، بغضّ النظر عن نتائجها الرقمية"، إلا أن هذا الانطباع كان مجانباً للصواب، إذ إن "الصحف لم تعد كلها للصدور في شكلها الورقي، واضطر بعضها الآخر إلى إعادة رسملة أسهمه وتوقف بعضها الآخر عن الصدور، بالنظر للصعوبات التي واجهتها بفعل الوباء".

وكانت الحكومة المغربية السابقة قد أعلنت وضع خطة لإنقاذ المؤسسات الصحافية، التي تعاني أزمة حادة بسبب تداعيات جائحة كورونا وتراجع مبيعاتها وعائداتها من الإعلانات، التي تصل قيمتها إلى عشرين مليون دولار أميركي، وذلك في 27 يونيو/ حزيران 2020.

وتعيش الصحف الورقية في المغرب، منذ سنوات، احتضاراً بطيئاً، في ظل التراجع الكبير في مبيعاتها بسبب ضعف المقروئية والمنافسة الشرسة للصحافة الإلكترونية، حيث لا تتعدى مبيعات الصحف الورقية مجتمعة 150 ألف نسخة يومياً حالياً.

المساهمون