تحقيق أوروبي يستهدف تطبيق "تيك توك" لايت الجديد

تحقيق أوروبي يستهدف تطبيق "تيك توك" لايت الجديد

23 ابريل 2024
عبّرت المفوضية الأوروبية عن مخاوفها من أثر التطبيق على الصحة العقلية للمستخدمين (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الاتحاد الأوروبي يبدأ تحقيقاً في "تيك توك لايت" بسبب ميزة تكافئ المستخدمين على مشاهدة الفيديوهات، مع التركيز على مخاوف تتعلق بسلامة الأطفال والمخاطر المحتملة على الصحة العقلية.
- المفوضية الأوروبية تطالب بتقييم المخاطر وتهدد بتعليق برنامج المكافآت وفرض غرامات كبيرة على "تيك توك"، مع إمكانية فرض عقوبات دورية لضمان الامتثال.
- التحقيق يأتي تحت إطار قانون الخدمات الرقمية الجديد، مع مطالبة "تيك توك" بإثبات سلامة التطبيق والتأكيد على أن البرنامج غير متاح للقاصرين ووجود حد يومي للمشاهدة.

أطلق الاتحاد الأوروبي، الاثنين، تحقيقاً في تطبيق تيك توك لايت، وهدّد بتعليق ميزة "إدمانية" فيه تكافئ المستخدمين على مشاهدة مقاطع الفيديو والإعجاب بها، وسط مخاوف تتعلق بسلامة الأطفال، بحسب وكالة فرانس برس.

ووصل التطبيق الجديد إلى فرنسا وإسبانيا في مارس/ آذار الماضي، ما سمح للمستخدمين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وما فوق بكسب نقاط يمكن استبدالها بقسائم شرائية أو بطاقات هدايا من خلال برنامج مكافآته. لكن المفوضية الأوروبية قالت في بيان، الاثنين، إن لديها مخاوف بشأن "مخاطر التطبيق التي قد تؤدي إلى أضرار جسيمة على الصحة العقلية للمستخدمين"، وخصوصاً القاصرين.

و"تيك توك لايت" إصدار أصغر من التطبيق الشهير، إذ يحتل مساحة أقلّ في ذاكرة الهاتف الذكي، كذلك فإنّه مصمَّم للعمل عبر شبكات الإنترنت منخفضة السرعة.

وقالت المفوضية الأوروبية إن "تيك توك" فشلت الأسبوع الماضي في تقديم تقييم للمخاطر الخاصة بالتطبيق الجديد بحلول 18 إبريل، وطالبت الشركة الآن بتسليمه بحلول اليوم الثلاثاء. كذلك هدّدت بفرض إجراءات مؤقتة، من بينها تعليق برنامج المكافآت في الاتحاد الأوروبي "بانتظار تقييم مدى سلامته". فيما تملك المنصة المملوكة لشركة بايتدانس الصينية مهلةً حتى الأربعاء لتقديم دفاع رسمي ضد هذه الإجراءات.

وهدّدت المفوضية أيضاً بفرض غرامات تصل إلى 1% من إجمالي دخل "تيك توك" أو من حجم مبيعاتها العالمية، في حال فشل المنصة في الردّ على طلباتها، فضلاً عن وضع عقوبات دورية تصل إلى 5% من متوسط دخلها اليومي أو حجم مبيعاتها السنوي في جميع أنحاء العالم. من جهتها، أكدت "تيك توك" أنها ستواصل مناقشاتها مع المفوضية، لكنها أصرت على أن البرنامج غير متاح للقاصرين. قال متحدث باسم المنصة في بيان: "نشعر بخيبة أمل إزاء هذا القرار، مركز مكافآت تيك توك لايت غير مُتاح لمن تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، وهناك حدّ يومي لعدد الفيديوهات التي يمكن مشاهدتها".

التحقيق الثاني مع "تيك توك"

هذا هو ثاني تحقيق يطلقه الاتحاد الأوروبي بحق "تيك توك" بموجب قانون الخدمات الرقمية الجديد، والذي يطالب شركات التكنولوجيا ببذل المزيد من الجهد لمراقبة المحتوى عبر الإنترنت.

قال المفوض المكلّف الشؤون الرقمية، تييري بريتون: "نشتبه في أن تيك توك لايت يمكن أن يكون ساماً ومسبباً للإدمان مثل السجائر المصنفة على أنها لايت". أضاف: "ما لم تقدم الشركة دليلاً دامغاً على سلامتها، وهو ما فشلت في القيام به حتى الآن، فنحن على استعداد لتفعيل إجراءات قانون الخدمات الرقمية الجديد، بما في ذلك تعليق ميزات تيك توك لايت". كذلك، استجوبت المفوضية القائمين على التطبيق حول إجراءاتهم للتخفيف من "المخاطر النظامية" في "تيك توك لايت"، وأمهلتهم حتى 3 مايو/ أيّار المقبل من أجل الرد.

بحسب "فرانس برس"، بإمكان مستخدمي "تيك توك لايت" الفوز بمكافآت إذا قاموا بتسجيل الدخول يومياً لمدة 10 أيام، وإذا أمضوا وقتاً في مشاهدة مقاطع الفيديو (بحد أقصى يراوح بين 60 و85 دقيقة يومياً)، وكذلك عند قيامهم بخطوات معينة مثل الإعجاب بمقاطع الفيديو ومتابعة صانعي المحتوى. لكن المفوضية الأوروبية تعتقد أن الشركة أطلقت التطبيق "دون تقييم جدي مسبق للمخاطر التي ينطوي عليها، خصوصاً تلك المتعلقة بالتأثير الإدماني للمنصات، ومن دون اتخاذ إجراءات فعالة لتخفيف المخاطر".

وتُعَدّ "تيك توك" من بين 22 منصة رقمية يجب عليها الامتثال لقواعد قانون الخدمات الرقمية الأوروبي منذ أغسطس/ آب الماضي. يمنح القانون الاتحاد الأوروبي القدرة على فرض غرامات باهظة على الشركات قد تصل إلى ستة بالمائة من الإيرادات السنوية العالمية للشركة الرقمية. ويمكن أيضاً أن يؤدي تكرار المخالفات إلى حجب المنصة في 27 دولة أوروبية.

في فبراير/ شباط الماضي، فتحت المفوضية تحقيقاً رسمياً بحق "تيك توك"، بسبب مخاوف تتعلق بـ"حماية القاصرين" و"شفافية الإعلان" و"إتاحة البيانات للباحثين"، بالإضافة إلى "المخاطر المرتبطة بالتصميم الإدماني" للمنصة و"المحتوى الضار" المنشور فيها. كذلك، أطلقت تحقيقات أخرى منفصلة بحق منصة إكس المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، وشركة علي إكسبرس الصينية للبيع عبر الإنترنت.

المساهمون