بلدية رام الله تعيد الحياة إلى منزل مهجور عمره نحو 120 عاماً

23 سبتمبر 2022
سكنت العديد من العائلات الفلسطينية المهجرة في المنزل بعد عام 1948 (فيسبوك)
+ الخط -

أعادت بلدية رام الله نبض الحياة إلى قلب منزل قديم يتألّف من ثلاثة طوابق، بُني عام 1904، وتحوّل في إطار اتفاق مع ملاكه إلى "لوكندة فرح"، ضمن رؤية تهدف للحفاظ على المباني القديمة في المدينة.

شيّد المنزل من الحجر الوردي، ويعلو طابقه الثالث سقف من القرميد الأحمر، ويتكوّن من تسع غرف مع مرافقها، إضافةً إلى مطعم وقاعة استقبال، وتبلغ إجمالي مساحته 500 متر مربع.

ويوجد في مدينة رام الله العديد من البيوت القديمة والمباني التاريخية، التي عملت البلدية على مدار السنوات الماضية على ترميهما وإعادة تأهليها وتحويل عدد منها إلى مرافق عامة.

وقال رئيس بلدية رام الله عيسى قسيس، في حفل الافتتاح يوم أمس الخميس: "لا أبالغ عندما أقول إنّنا لا نقف عند مجرّد بيت قديم لأهل رام الله رممته البلدية، بل نقف مع حدث يقترن بالأصالة، والوفاء للتراث".

وأضاف: "التراث المعماري جزء أصيل من مكونات التراث، وهو جزء من الإبداع الفلسطيني، حيث كان التصميم شاهداً على فنّ العمارة، والتراث ليس مجرّد اللباس والمأكولات، فهو الهوى والهوية، وجزء من الرواية".

وأوضح أنّ ترميم المبنى بعد عشرات السنين من هجره يأتي "ضمن سلسلة مشاريع عملت عليها بلدية رام الله، ترتبط بترميم المباني القديمة لتكون مكاناً مؤهلاً لاستضافة الزوّار".

وقال إنّ "الهدف تأصيل الارتباط بالماضي، والتأكيد على أنّ التوسع العمراني والحداثة لن يشطبا العلاقة مع الماضي"، معرباً عن أمله أن يكون المنزل ملاذاً للباحثين عن الذكريات من أبناء المدينة المغتربين خارج الوطن.

واستطرد قائلاً: "أخص بالذكر هنا عائلة فرح الذين يعود لهم هذا المبنى التاريخي الجميل، وأشكرهم على شراكتهم مع البلدية في الحفاظ عليه".

ويمثّل المنزل رمزاً تاريخياً لبعض العائلات الفلسطينية التي لجأت إليه منتصف القرن العشرين في ظل ظروف قاسية.

وقال رئيس قسم تجميل المدينة في بلدية رام الله، سامي عويضة، إنّ المنزل "استضاف العديد من عائلات المهجرين الفلسطينيين بعد نكبة عام 1948، وسكنت فيه العديد من العائلات".

وقال لـ"رويترز" بعد حفل الافتتاح: "عملية الترميم جرت على عدّة مراحل بالتعاون من مركز المعمار الشعبي رواق، الذي يعنى بترميم المباني التاريخية وإعادة تأهيلها".

ويأمل المسؤولون في رام الله أن يتحول المنزل إلى مصدر جذب سياحي جديد يقصده زائرو المدينة من الداخل والخارج.

وقال وكيل وزارة السياحة والآثار صالح طافش، خلال مشاركته في حفل الافتتاح: "لدينا في النصف الأول من العام الحالي 750 ألف سائح، منهم 35 ألفاً زاروا رم الله، أمّا الوجهة الأولى للزوار فهي بيت لحم".

وأضاف: "تم الاتفاق مع البلدية على ترميم بعض المواقع الأثرية لتكون مناطق جذب سياحي"، مؤكداً أنّ الوزارة ستقدم كافة أشكال الدعم لإنجاح المشروع.

(رويترز)

المساهمون