في سن الثامنة والخمسين، قرّر النجم الهوليوودي براد بيت الاستمتاع بالحياة إلى أقصى حد واختيار أعماله التمثيلية بتأنٍّ، لكنّ ذلك لا يعني البتة أي توجه للاعتزال خلافاً لما يروجه البعض، بحسب ما أكد نجم "فايت كلوب" في لقاء مع صحافيين في باريس.
ففي مقابلة نشرتها مجلة "غو" نهاية الشهر الفائت، أعرب النجم الأميركي عن شعوره بأنه يعيش "الفصل الأخير" من مسيرته. وقد أثارت هذه التصريحات تكهنات بأنّ الممثل الذي اكتشفه الجمهور في فيلم "ثيلما أند لويز" في مطلع التسعينيات يستعد لطي صفحة التمثيل.
وأوضح براد بيت "لم يكن ذلك ما قصدته"، بل "ما أردت قوله هو أني أستعد لبلوغ المحطة الأخيرة والفصل الأخير".
وبات السؤال المطروح حالياً "كيف أرغب في تمضية هذا الوقت؟"، وفق براد بيت الذي يشدّد على أنّ "الأمر لا يرتبط بأي حال من الأحوال بالاعتزال".
أدلى براد بيت بهذه التصريحات مساء أمس الاثنين في باريس حيث يوجد لتقديم فيلمه "بولت تراين" الذي يبدأ عرضه في الصالات الأميركية في الخامس من أغسطس/ آب المقبل.
تدور أحداث هذه الكوميديا البوليسية الزاخرة بالمواقف الساخرة، داخل قطار يربط مدينتي طوكيو وكيوتو اليابانيتين يحاول فيه سبعة قتلة تصفية بعضهم البعض.
وأكد الممثل الذي صوّر أعمالاً تحت إدارة مخرجين من مدارس متنوعة، بينهم كوينتن تارانتينو وتيرنس مالك وديفيد فينشر وغاي ريتشي والأخوان كوين، أنّه يحب "القيام بشتى أنواع الأفلام".
وقال "أيّ شخص في سني يكون قد اقترف ما يكفي من الأخطاء، ومن باب المصادفة، راكم ما يكفي من التجربة للتمييز بين الصح والخطأ في ما قام به".
بعدما فاز بجائزة أوسكار سنة 2020 عن دوره في "وانس أبون ايه تايم إن هوليوود" لا يبدو أنّ مشاريع النجم الهوليوودي الخمسيني قد نضبت. وتدور أحداث فيلمه المقبل "بابيلون" من إخراج داميان شازيل (مخرج "لا لا لاند")، خلال العصر الذهبي لهوليوود، كما يشكل مناسبة لبراد بيت للتمثيل مجدداً مع مارغوت روبي، بعد تجربة سابقة مع تارانتينو.
وبصفته شريكاً في الإنتاج ضمن "بلان بي إنترتاينمنت"، ينشط الممثل بقوّة أيضاً في المجال السينمائي، وقد نالت ثلاثة من أفلام الشركة جوائز أوسكار، وهي "ذا ديبارتد" و"تويلف ييرز إيه سلايف" و"مونلايت".
وقال بيت: "أعشق القدرة على تسليط الضوء على مواهب جديدة والمشاركة في مشاريع لم يكن متاحاً العمل فيها سابقاً كممثل"، أمّا "في ما يختص بالباقي، فلست أعلم... أتنقل من فيلم إلى آخر، وأقرر الخطوة التالية بناء على آخر عمل قدّمته".
في الجدل المحتدم حالياً في أوساط الفن السابع على منصات البث التدفقي، اختار براد بيت أوسط الحلول. وقال: "أحب منصات البث التدفقي وصالات السينما على السواء"، خلافاً لزميله توم كروز الذي يصرّ على عرض أفلامه في القاعات السينمائية حصراً.
وأوضح الممثل أنّ "الأفلام باتت مكلفة جداً... كانت هناك إما مشاريع ضخمة، أو إنتاجات أكثر حميمية، وبدا أنّه لم يكن هناك مكان للأعمال التي لا تندرج ضمن هذين التصنيفين".
وفي هذا الإطار، "فتحت المنصات المجال أمام أصوات أخرى"، وفق براد بيت.
وأضاف: "أنا معجب بالأمور التي أشاهدها"، لكن في الوقت عينه، "شاهدت لتوي إلفيس في الصالات. أنا من أشد المعجبين بـ(الممثل) أوستن باتلر، أظن انه سيحقق إنجازات كبيرة. وقد أمضيت وقتا ممتعاً جداً، العودة إلى (صالات) السينما كانت أمراً رائعاً".
وأوضح براين هنري، أحد ممثلي "بولت تراين"، أنّ "براد بيت ليس مجرد أسطورة، هو معلّم في ما يقوم به. وأظن أنّنا التقينا في مرحلة من مسيرته يرغب خلالها بالاستمتاع إلى أقصى حد ممكن"، قائلاً إن "ابتسامته معدية".
(فرانس برس)