احتشد نجوم مسلسل "هاوس أوف ذا دراغون" (بيت التنين)، في لوس أنجليس لحضور العرض الأول للمسلسل وسط اهتمام جماهيري وإعلامي كبير.
وتدور أحداث المسلسل قبل 200 عام من أحداث "غيم أوف ثرونز" (صراع العروش)، وهو مسلسل خيالي من القرون الوسطى تحول إلى ظاهرة من خلال ثمانية أجزاء عرضت حتى نهاية عام 2019.
وقال ريان كوندال، وهو أحد كتاب المسلسل: "الموضوع الأبرز هنا هو أنها قصة عن عائلة مقسمة. إنها تدور عن عائلة واحدة تمزق نفسها من الداخل".
وتبدأ أحداث المسلسل بمداولات يجريها الملك فيسريس تارغاريان، الذي يلعب دوره بادي كونسيدين، لاختيار وريثه بين شقيقه الأمير ديمون (مات سميث)، أو ابنته الأميرة راينيرا (إيما دارسي). ومع ذلك، يظهر منافس ثالث على العرش، حيث تلعب أوليفيا كوك دور أليسينت هايتاور، الصديقة المقربة للأميرة راينيرا التي تزوجت الملك بعد وفاة زوجته أثناء الولادة.
وقالت كوك إنها استمتعت بالمشاهد المتوترة بينها وبين دارسي التي ظهرت في الإعلان الدعائي للمسلسل، وأضافت "إنه أمر ممتع للغاية بالنسبة لي لأن التمثيل في مواجهة إيما يشبه ممارسة الملاكمة مع مايك تايسون. أنا أحب زملائي كثيرا... على الشاشة سيبدو أننا نكره بعضنا بعضا لكني أحبهم كثيرا"، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
أما بالنسبة لدارسي، فهذا هو أكبر دور لها حتى الآن لكنها مستعدة تماما للشهرة المفاجئة، وقالت "أنا متحمسة حقا لعرض المسلسل أمام الجمهور. أما ما سيفعله ذلك لي في حياتي اليومية، لا يسعني التحدث عنه الآن ولكنني متحمسة حقا لمعرفة رأي الناس". وسيبدأ عرض "بيت التنين" على شبكة إتش بي أو في 21 أغسطس/آب.
ومنذ بداية تداول الأخبار حول العمل الجديد والجمهور يعقد مقارنات بينه وبين "صراع العروش"، ما وضع ضغطاً على صُنّاع المسلسل حتى قبل صدوره.
هل يتكرّر نجاح "صراع العروش"؟
تحاول HBO منذ سنوات بناء أعمال مبنية على عالم "صراع العروش"، على طريقة عالمي "مارفل" و"حرب النجوم". ولم تصنع HBO سلسلة من هذا النوع في تاريخها الذي امتد لأربعة عقود، مع مخاوف من أن نجاح "صراع العروش" غير قابل للتكرار.
بدأ "صراع العروش" مسلسلاً صغيراً في 2011 من دون توقعات كبرى لنجاحه. توقعات خالفها المسلسل متحولاً إلى ظاهرة كسبت أكبر عدد من جوائز إيمي على الإطلاق. وقد يكون فشل مسلسل "بيت التنين" محرجاً للغاية ومكلفاً، بينما سيعني نجاحه تحقيق إيرادات بمليارات الدولارات. هكذا ومع هذه التحديات قررت HBO خوض المغامرة.
وتنقل مجلة هوليوود ريبورتر عن طاقم العمل أن مناقشة المسلسل بدأت مبكراً، إذ "كانوا قلقين للغاية بشأن الفشل وعدم الالتزام بالمسلسل الأصلي".
"لا أعتقد أنه كان هناك الكثير من الثقة داخلياً في أن صراع العروش يمكن أن يتحول إلى سلسلة أعمال، لأن المسلسل كان كبيراً جداً ومؤثراً جداً"، تتذكر نائبة الرئيس التنفيذي للدراما في HBO فرانشيسكا أورسي.
وتوضح أورسي قائلة: "لقد رأينا أنها فرصة لمواصلة سرد القصص بطريقة رائعة، ولكن ليس بالضرورة لمحاولة استبدال (صراع العروش) كأكثر مسلسل ملحمي في التاريخ".
البداية من "رقصة التنانين"
طار جورج آر.آر. مارتن، مؤلف الروايات التي استند إليها "صراع العروش"، من سانتا في إلى لوس أنجليس للقاء مديري HBO التنفيذيين. طرح فكرتين في البداية:
- سلسلة مستوحاة من رواياته "إيف ودانك" حول فارس يتجول في قارة ويستروس الخيالية التي تدور فيها أحداث "صراع العروش" و"بيت التنين".
- "رقصة التنانين" التي تدور حول الحرب الأهلية بين أسلاف بطلة المسلسل دينيرس تارغريان، وهي أحداث مزّقت ويستيروس قبل 180 عاماً من أحداث "صراع العروش".
ويقول مارتن إن "رقصة التنانين" "تتضمن كل المؤامرات، والمنافسة على العرش الحديدي، وجرائم القتل، والمبارزات، والمعارك الكبيرة".
جهود مضنية لتكرار نجاح "صراع العروش"
أحب التنفيذيون "رقصة التنانين"، لكنهم لم يرغبوا في ربط مصير نجاح السلسلة بعمل واحد فقط.
وبحثت HBO في مجمل أعمال مارتن وجمعت حوالي 15 فكرة عمل، والتقت بمجموعة متنوعة من الكُتّاب. يقول كبير مسؤولي المحتوى في الشركة كيسي بلويز: "لقد جربنا كل شيء".
اختيرت خمس أفكار في النهاية ووُضعت قيد التطوير. كانت جميعها عبارة عن مسلسلات حول ما قبل أحداث "صراع العروش".
إحدى المحاولات كانت عبارة عن نص حول تدمير إمبراطورية تارغريان القديمة في فاليريا، وأخرى عن الملكة المحاربة نيميريا، وأخرى عن غزو إيغون ترغاريان لقارة ويستروس.
عملية البحث بدأت قبل الموسم الأخير
عام 2018، قبل عام واحد من عرض الموسم الأخير من "صراع العروش"، أعلنت HBO عن طلب تجريبي لعمل محتمل بعنوان Bloodmoon تقع أحداثه في عصر الأبطال قبل أحداث "صراع العروش" بكثير.
وفقاً لأورسي، فاز Bloodmoon بجدارة. يقول أورسي: "لقد برز العمل حقاً على أنه مختلف، مع بناء فريد للعالم. بدا متطوراً وذكياً".
لكن مارتن يقول إن المهمة كانت صعبة للغاية، "نحن نتعامل مع أناس أكثر بدائية. ولم يكن هناك تنانين بعد".
وقال رئيس مجلس إدارة شركة WarnerMedia لـ HBO روبرت غرينبلات: "لم يكن الأمر بعيد المنال أو فظيعاً أو أي شيء آخر. لقد تم إنتاجه بشكل جيد للغاية وبدا غير عادي. لكنه لم يأخذني إلى المكان نفسه مثل المسلسل الأصلي. لم يكن يتمتع بهذا العمق والثراء كما كان في المسلسل الأصلي".
أُلغي هذا العمل، لكن "بيت التنين" قُبل. في 2021، وقعت الشركة مع مارتن صفقة ضخمة مدتها خمس سنوات. كل مشروع وضعته HBO قيد التطوير بناءً على عمله حصل على موافقته.
وبدلاً من حلقة تجريبية من "بيت التنين" اختارت HBO الانتقال مباشرة إلى المسلسل. لقد كانت خطوة جريئة، مع الأخذ في الاعتبار أن المحاولتين السابقتين لتصوير حلقة أولى من سلسلة مبنية على عمل مارتن فشلتا، فهل سينجح المسلسل الجديد؟