انتخابات بعد تأجيل لنقابة الفنانين الأردنيين

24 مارس 2022
أثرت جائحة كورونا على المشهد الفني في الأردن (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

على وقع جائحة كورونا وبعد تأجيل دام عامين، يسعى الفنانون الأردنيون لتعديل حال مهنتهم، وهم يتوجهون صباح غد، الجمعة، إلى صناديق الاقتراع لاختيار مجلس إدارة نقابتهم الجديد، وسط فوضى وهموم ومشاكل عصفت بهم جراء تخلي الحكومة الأردنية عن رعايتهم تحت مظلتها، رغم الوعود الكثيرة التي لا يتحقق منها إلا النزر اليسير، والتي زادتها جائحة كورونا، فتفاقمت أوضاع الفنانين، ورتبت عجزاً مالياً على صندوق النقابة المالي، أدى إلى توقف صرف الرواتب التقاعدية لعائلات 45 فناناً راحلاً، و58 مسناً، منذ عام كامل.

يتنافس على مقاعد الهيئة الإدارية للنقابة في دورتها الثانية عشرة (2022 – 2024)، ثلاثة فنانين على منصب النقيب، وهم: النقيب الحالي حسين الخطيب، والنقيبان السابقان ساري الأسعد ومحمد يوسف العبادي، فيما يتنافس 37 مرشحاً على 10 مقاعد للهيئة الإدارية، توزع بواقع مقعدين لكلّ مهنة من المهن الخمس: التمثيل، العزف والغناء، التقنيات، التأليف والتلحين، الإخراج. والمرشحون هم: زهير النوباني، ومالك ماضي، ومالك برماوي، ورامي شفيق، وجهاد سركيس، وبشارة الربضي، وعصام مشرش، وصبحي الشرقاوي، ونايف الزايد، وزيد القضاة، ونادر عمار، وإبراهيم القواسمة، وعاكف نجم، وبسام المصري، وعبد الرزاق مطرية، وحسين طبيشات، ومحمد عليان، ومراد دمرجيان، ومحمد المراشدة، وبسام سعد، وفراس المصري، ومحمد أبو غريب، وأيمن سماوي، وعدنان الرهايفة، وأريج دبابنة، وحماد الزعبي، وهزاع البرماوي، وعبير اللحام، ومحمد السوالقة، وسمير الزعبي، وريم سعادة، وأنور خليل، وشايش النعيمي، ويوسف الجغبير، ومصطفى شعشاعة.

في هذا السياق، من المتوقع أن تحدث عدة انسحابات، في حال تم التوافق بين عدد من المرشحين لدعم بعضهم بعضا. واللافت في الأمر أنّ من يحق لهم الانتخاب هم 321 فناناً سددوا اشتراكاتهم السنوية، من أصل 750 هم عدد أعضاء الهيئة العامة، أي أنّه لن يحق لأكثر من 60 في المائة إبداء رأيهم في مجلس نقابتهم المقبل لعدم تمكنهم من دفع الاشتراكات المتأخرة، وبالتالي أصبحوا قانونياً خارج جسم النقابة.

وشكا فنانون من تأخر نشر التقريرين المالي والإداري، معتبرين أنّ الهدف من ذلك تمريرهما يوم الانتخابات من دون أي تدقيق أو مراجعة من الهيئة العامة، إذ قالت الفنانة مارغو أصلان، عبر صفحتها على "فيسبوك": "سؤال إلى الدكتور صبحي الشرقاوي، أمين سر النقابة، وإلى السيد ضرغام بشناق، أمين صندوق النقابة، متى ستحصل الهيئة العامة على التقارير الإدارية والمالية لمدة أربع سنوات؟ هل ستوزع يوم الانتخابات لتمر مرور الكرام؟".

يعلق الناقد الفني ماهر عريف على انتخابات نقابة الفنانين، بالقول: "تجري الانتخابات بالتزامن مع مرور 25 عاماً على تأسيس النقابة بعد أن كانت رابطة. لكن خلال كلّ هذه السنوات والنقابة تواجه إشكالات تتعلق بقانونها، وتحتاج إلى إصلاحات إدارية ومالية، ومعالجة اختلالات اعترت صناديقها، ومحاولة الذهاب أبعد في ملفات التأمين الصحي، وشروط العضوية، وتوفير ما يناسب هذا القطاع".

ويرى عريف أنّ معظم المرشحين يتفننون في"إطلاق مكتسبات صغيرة في ظل حاجات كبيرة للفنانين، وتدفق التواصل لجمع الأصوات، وتكرار الوعود باللجان والأعمال، وتزيين الحصول على استحقاقات، والتلميح لإمكانية المساعدة في تسديد اشتراكات متأخرة، وتفعيل حراك مؤقت يتبخر بعد إعلان النتائج، في إعادة لما يحصل في الانتخابات السابقة".

ويرى عريف أنّ الحاجة اليوم هي "للالتفات إلى العمل الجاد من جميع الأطراف على انتشال حقيقي للنقابة من أزماتها، والبحث عن حلول على كافة الصعد من دون شخصنة وانصياع لمصالح فردية، ومن دون استسلام لما وصل إليه المجال، ومن دون ترك الفنانين على ما هم عليه".

سينما ودراما
التحديثات الحية

بدوره، يقول الكاتب الصحافي طلعت شناعة إن الفن يحمل رسالة سامية للمجتمع في تعزيزه للقيم وتقديمه رسالة وطنية مؤثرة، وواجب الجميع الحفاظ عليه وإيصاله للأجيال القادمة حتى لا تندثر الرسالة القيمية أو تضيع، مضيفاً: "مجلس النقابة المقبل، سيقف أمام تحديات كبرى، أهمها إعادة الاعتبار للمهنة". يضيف: "الفن قوة ثقافية مؤثرة لا يستهان بها، بسبب انتشاره الواسع وقدرته على إبهار المشاهدين وتخطي الحواجز وتأثيره في المجتمع بشكل غير مباشر".

المساهمون