النظام الغذائي لمرضى السكري: المسموح والممنوع وتوقيت الوجبات

13 مارس 2021
توقيت الوجبات مهم جداً (Getty)
+ الخط -

لم يعد مرض السكري يشكّل عائقاً في حياة من يعانيه، كما كانت الحال قبل عقود. إذ بفضل العلاجات المتوافرة اليوم والتقيّد بتعليمات الطبيب، إلى جانب الالتزام بنظام غذائي مناسب، بات التعايش مع المرض ممكناً بسهولة.

في هذا المقال سنركّز على التغذية السليمة، وعلى تفادي حرمان مريض السكري من أنواع غذائية كانت تعتبر في السابق محرّمة عليه، وخطراً على صحّته.

توضح أخصائية التغذية مايا شقرا، أنه يكفي أن يتقيد المريض بالحصص المحددة له، وسرعان ما يعتاد على النظام الغذائي الخاص به وعلى شروطه التي لا تعتبر قاسية بالضرورة. ووفق ما تشرح في حديث مع "العربي الجديد" فإنّ استهلاك بعض الأصناف، بما فيها النشويات، ممكن، لكن بكميات محدودة.

مرحلة ما قبل السكري

يبدو التشخيص في مرحلة ما قبل السكري مثيراً للقلق بالنسبة للفرد على اعتبار أنه ينذر ببلوغ مرحلة السكري لاحقاً. في هذه الحالة، تشير شقرا إلى أن معدل السكر في الدم يرتفع بنسبة غير طبيعية بسبب مقاومة الأنسولين، أي عدم قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بالشكل الصحيح. قد يشكل هذا إنذاراً يسبق الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

في المقابل تشير إلى أن حالة ما قبل السكري لا تعني حكماً أن الإصابة بالسكري من النوع الثاني ستحصل. فحتى في هذه الحالة، السلاح الأفضل بيد الفرد هو التدخل السريع والمباشر حتى تعود معدلات السكري إلى طبيعتها. ويعتبر النظام الغذائي هنا في غاية الأهمية ومن الضروري اكتشاف كل الأطعمة المسموح استهلاكها سواء في هذه المرحلة أو في حال الإصابة بالسكري.

حالة ما قبل السكري لا تعني حكماً أن الإصابة بالسكري من النوع الثاني ستحصل. فحتى في هذه الحالة، السلاح الأفضل بيد الفرد هو التدخل السريع والمباشر

لكن شقرا تشير كذلك إلى أنه قد لا يكون ممكناً التحكم بكل العوامل المسببة للسكري، بينما تمكن السيطرة على عوامل أخرى، من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة.

توصيات غذائية لمريض السكري

بحسب شقرا فإنه لا يجب حرمان مريض السكري من أي نوع غذائي، لكن هناك أطعمة معيّنة لا يجب تناولها بكثرة لما قد يكون لها من تأثير على معدلات السكر في الدم، خصوصاً السكريات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأطعمة التي تحتوي على مؤشر سكر منخفض هي الأفضل دوماً. لذلك تنصح شقرا بتناول الأطعمة الآتية ضمن النظام الغذائي الخاص بمريض السكري:

* الشوفان

* الخبز الكامل الغذاء

* الخضر غير النشوية كالجزر والخضر الخضراء

* البقوليات

* البطاطا الحلوة

* الذرة

* المعكرونة

وبهدف خفض مؤشر السكر في الطعام، تنصح شقرا بالمزج بين أطعمة مختلفة في الوجبة. فعلى سبيل المثال يمكن تناول الأرز مع الخضر والدجاج ما يساعد على إبطاء عملية هضم الأرز، وعلى تجنب الارتفاع السريع في معدل السكر في الدم.

ومن المهم التركيز على معدلات الألياف في الغذاء كمعيار، في مقابل الحد من تناول مصادر الدهون المشبعة لتقليل المخاطر المرتبطة بارتفاع معدلات الكوليسترول وأمراض القلب التي ترتبط بالسكري.

و نظراً لأهمية الأطعمة الغنية بالألياف لمريض السكري، تنصح شقرا أيضاً بالتركيز على الأطعمة التي تحتوي على معدلات مرتفعة منها بشكل خاص:

* البقوليات

* الخضر والفاكهة التي لها قشرة قابلة للأكل

* الخبز الكامل الغذاء

* الحبوب الكاملة كالكينوا

لايف ستايل
التحديثات الحية

بين الأطعمة المسموحة والممنوعة

إضافة إلى التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف، يُفترض بمريض السكري التقيد بنمط حياة صحي مناسب لحالته هذه. ولا يكفي توجيهه بشأن الأطعمة التي يمكن تناولها وتلك الممنوعة، إذ حتى توقيت الوجبات له تأثير كبير على هذا المرض. وبالتالي ثمة مجموعة من الخطوات التي يجب التقيد بها:

الحرص على ممارسة الرياضة والتقيد بالنظام الغذائي المناسب في الوقت نفسه لأن نمط الحياة الصحي أساسي لمريض السكري

الإكثار من شرب الماء

تناول اللحوم الخالية من الدهون. فصحيح أن اللحوم لا تحتوي على السكريات المسيئة إلى مريض السكري، لكنها تحتوي على الدهون المشبعة بنسب عالية أحياناً والتي يمكن أن تشكل تهديداً له أيضاً لأنها يمكن أن ترفع معدلات الكوليسترول. يمكن تناول الدجاج من دون جلد، والحبش، والسمك، والبيض والمكسرات النيئة، والحمص، كمصادر للبروتينات.

الامتناع عن تناول المشروبات الغنية بالسكر المضاف، كالعصير والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.

تناول حصص أصغر من الأطعمة المفضلة تجنباً للشعور بالحرمان، أو يمكن تناولها بشكل استثنائي.

التنويع في النظام الغذائي وتناول أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية.

يعتبر تناول الفاكهة مهماً بعكس ما يعتقد كثيرون. وممكن مثلاً تناول البرتقال، والتوت، والتفاح، والفريز(الفراولة)، والكيوي، والكرز، والدراق، والإجاص. فهي من الفاكهة الفضلى لمريض السكري. أما التين، والعنب، والتمر فتحتوي على كميات أكبر من السكر،  وصحيح أنه لا يمنع تماماً تناولها لكن بمعدلات أقل.

تناول الدهون الصحية للقلب كزيت الكانولا، وزيت الزيتون، والمكسرات، والسمك كالسلمون والتونا، والأفوكادو. كما ينصح باستخدام الزيت للطهو بدلاً من الزبدة والكريمة.

تجنب المقليات والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.

تجنب الأطعمة الغنية بالملح.

تجنب الحلويات كتلك المخبوزة والسكاكر والمثلجات.

استخدام المحلّي الصناعي في القهوة والشاي.

توقيت الوجبات

عامل التوقيت مهم جداً لمريض السكري، ولعلّ النصيحة الأبرز هي أن يتناول الوجبات في الوقت نفسه يومياً. فبحسب نوع العلاج المتبع أو نوع الأنسولين قد يحتاج المريض إلى تناول الكمية نفسها من النشويات يومياً في التوقيت نفسه، وفق ما توضحه شقرا.  علماً أن مريض السكري الذي يهمل إحدى وجباته أو يؤخرها قد يعاني انخفاضاً حاداً في معدل السكر في الدم. هذا مع ضرورة التركيز على حصص النشويات التي يتناولها يومياً لأنها تتحول إلى غلوكوز ما يؤثر على معدل السكر في الدم أكثر من أي طعام آخر. وبالتالي يساعد قياس حجم الحصص من النشويات على ضبط معدلات السكر في الدم بشكل أفضل.

عامل التوقيت مهم جداً لمريض السكري، ولعلّ النصيحة الأبرز هي أن يتناول الوجبات في الوقت نفسه يومياً

أما أهم مصادر النشويات فهي الفاكهة والحليب والحلويات. ومن المهم أيضاً الحد من تناول تلك التي تحتوي على السكر المضاف والسكر المصنع كالخبز الابيض والأرز الأبيض. في المقابل يمكن الحصول على النشويات بتناول الفاكهة، والخضر، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والحليب القليل الدسم، وذاك الخالي من الدسم كمصادر فضلى لمريض السكري.

 

المساهمون