المستخدمون يهجرون "غوغل" إلى "إنستغرام" و"تيك توك" في عمليات البحث

19 يوليو 2022
المستخدمون الأصغر سناً يرغبون في تسهيلات بصرية أكثر واستخدام كلمات أقل (روبين بيك/Getty)
+ الخط -

يتخلى المستخدمون الأصغر سناً عن "غوغل" أثناء عمليات البحث والاكتشاف، ويلجؤون إلى منصات أخرى على رأسها "إنستغرام" و"تيك توك". وقد أقر مسؤول تنفيذي في "غوغل" بأن المزيد من المستخدمين يفضلون وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو في الاكتشاف والبحث.

أشار نائب الرئيس الأول، برابهاكار راغافان، الذي يدير مؤسسة المعرفة والمعلومات في "غوغل"، إلى التطبيقات الاجتماعية الشهيرة في محادثة أوسع في مؤتمر Fortune's Brainstorm Tech حول مستقبل منتجات "غوغل" واستخدامها للذكاء الاصطناعي.

وفي مناقشة حول تطور البحث، قال: "نستمر في التعلم، مراراً وتكراراً، وإن مستخدمي الإنترنت الجدد ليس لديهم التوقعات والعقلية التي اعتدنا عليها؛ الاستفسارات التي يطرحونها مختلفة تماماً".

وأضاف: "في دراساتنا، ما يقرب من 40 في المائة من الشباب لا يقصدون محرك البحث أو خرائط غوغل عندما يبحثون عن مكان لتناول طعام الغداء، بل يتجهون إلى تيك توك أو إنستغرام".

وأشار موقع تك كرانتش التقني إلى أن هذا الرقم يستند إلى بحث داخلي شمل مسحاً لمستخدمي الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً. وهذا يعني أن كل الجهود التي بذلتها "غوغل" على مر السنين يمكن أن تضيع بسبب مستخدمي الإنترنت الأصغر سناً.

وأوضح راغافان أيضاً أن الشباب عامة مهتمون "بأشكال غنية بصرياً" للبحث والاكتشاف، ولم يقتصر ذلك على أماكن تناول الطعام.

وأشار إلى أن الشباب الذين يدخلون عبر الإنترنت اليوم لم يروا أبداً خريطة ورقية، وصُمّمت منتجات الخرائط لتبدو وكأنها خريطة ورقية على الهاتف. وقال إن هذا لا يلبي توقعات المستخدمين الأصغر سناً.

لحل هذا المشكلة، تعمل خرائط غوغل الآن على دمج الواقع المعزز لمساعدة المستخدمين على وضع أنفسهم في بيئتهم، بدلاً من إجبارهم على اكتشاف الطريق الذي يجب اتباعه بناءً على وميض نقطة زرقاء على الشاشة.

كما أعلنت الشركة أخيراً عن تحسينات أخرى لخرائط غوغل في مؤتمرها للمطورين، حيث عرضت أوضاعاً ثلاثية الأبعاد جديدة ومناظر غامرة، من بين أشياء أخرى، تجعل الخرائط أقل شبهاً بالشكل الرقمي للخريطة الورقية.

قال المسؤول نفسه إن المستخدمين في السابق كانوا يكتبون بضع كلمات رئيسية أساسية في محرك بحث للحصول على قائمة نتائج. في وقت لاحق، أصبحت محركات البحث قادرة على فهم اللغة، ثم أضافت ميزات للتعامل مع الأسئلة الصوتية. 

وأضاف أن هؤلاء المستخدمين لا يميلون إلى كتابة الكلمات الرئيسية، بل يبحثون عن المحتوى بطرق جديدة وأكثر شمولاً، مشيراً إلى أن الصوت يقود الآن 30 في المائة من جميع الأسئلة في بعض البلدان، حيث لا يكلف مستخدمو الإنترنت الجدد أنفسهم عناء الكتابة.

اليوم، تتطلع "غوغل" نحو الجمع بين الصور والنصوص لأنها تتخيل مستقبلاً حيث يمكن للمستخدمين حمل هواتفهم، أو ربما ارتداء نظارات الواقع المعزز، لبدء البحث بناءً على ما يرونه.

وفي غضون ذلك، يتعين على "غوغل" أن تتعامل مع عدم كونها المحطة الأولى لبعض المستخدمين عندما يتطلعون إلى اكتشاف أماكن أو معلومات جديدة.

وأصبح هذا الاتجاه واضحاً لدرجة أن شركة التكنولوجيا العملاقة أكدت الخريف الماضي أنها تعمل على صفقات تسمح لها بفهرسة مقاطع فيديو "إنستغرام" و"تيك توك" في البحث.

ويمكن للقارئ رؤية بعض هذا التقدم بالفعل، إذ يكفي البحث عن كلمة رئيسية متبوعة بكلمة "تيك توك"، وسيعرض "غوغل" صفوفاً من نتائج مقاطع فيديو "تيك توك" قبل أن يرى الباحث أي صفحات ويب تقليدية.

وقال راغافان إن "غوغل" بدأت أيضاً بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحليل مقاطع الفيديو في الإنترنت وتوجيه المستخدمين إلى نتائج بحث أكثر ثراءً.

المساهمون