المخرج نيو سورا: الكاميرات "تواطأت" في الإبادة الإسرائيلية

16 أكتوبر 2024
نيو سورا في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، 2 سبتمبر 2024 (مات وينكلماير/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تحدث المخرج نيو سورا عن تواطؤ الكاميرات ووسائل الإعلام في الإبادة الإسرائيلية في غزة منذ أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن السينما العالمية لم تسلط الضوء بشكل كافٍ على هذه الجرائم.
- خلال مهرجان البندقية السينمائي 2024، انتقد سورا محاولات المهرجان لإظهار تكافؤ زائف بين الأفلام الإسرائيلية والفلسطينية، معبراً عن دعمه للقضية الفلسطينية.
- أكد سورا على مسؤولية الفنانين في فضح الانتهاكات الإسرائيلية ورفع الوعي العالمي، مشيراً إلى الأثر النفسي العميق للإبادة الجماعية عليه.

رصد المخرج السينمائي الأميركي الياباني نيو سورا "تواطؤاً" للكاميرات في الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إما عبر سينما لم تسلط الضوء على تلك الإبادة بما يكفي، أو من خلال تورط وسائل إعلام في شرعنتها إذا اتفق ذلك مع مصالحها.

هذا ما عبر عنه المخرج نيو سورا خلال مقابلة مع وكالة الأناضول، تحدث فيها عن تجربة مشاركته في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2024 الذي عقد أوائل سبتمبر/أيلول الماضي. فخلال المهرجان، ظهر سورا مرتدياً الكوفية الفلسطينية وحاملاً العلم الفلسطيني مع عبارة "فلسطين حرة"، وحظي بتصفيق حار من الجمهور.

وبشأن ذلك، أكد نيو سورا أن المهرجان كان فرصة مهمة له لدعم القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن خطاب الكراهية والخطاب الصهيوني ضد صعوده على المسرح بالكوفية والعلم الفلسطيني "كان أقل" من المتوقع. إلا أنه أعرب عن استيائه من جدول أعمال مهرجان البندقية السينمائي، وقال: "شعرت بخيبة أمل لأن منظمي المهرجان حاولوا إظهار نوع من التكافؤ الزائف من خلال عرض فيلم إسرائيلي وفيلم فلسطيني في القسم نفسه". وأكد أن هذا التصرف غير عادل؛ لأن "إسرائيل تمارس احتلالاً وتنفذ تطهيراً عرقياً ضد الفلسطينيين". وأضاف أنه كان من بين الموقعين على رسالة مفتوحة تعارض إدراج الفيلم الإسرائيلي في المهرجان، مشيراً إلى أن الفيلم مرتبط بشركات إنتاج "متواطئة" في الإبادة الجماعية في غزة.

وفي المهرجان، عرض فيلمان في قسم "آفاق"، أحدهما الفلسطيني Happy Holidays من إخراج إسكندر قبطي، ويتناول المعاناة اليومية للعائلات الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وقد حاز جائزة أفضل سيناريو في المهرجان. والثاني هو الفيلم الإسرائيلي Of Dogs and Men للمخرج داني روزنبرغ الذي يروي قصة فتاة تبحث عن كلبها المفقود في مستوطنة نير عوز بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس.

واعتبر نيو سورا أن الفنانين يقع على عاتقهم مزيد من المسؤولية تجاه فضح الانتهاكات الإسرائيليية في الأراضي الفلسطينية، بحيث يعملون على رفع مستوى الوعي بين الناس بما يحدث هناك. وأوضح أن ذلك يمكن أن يشمل تواقيع على خطابات تضامن والمشاركة في حملات توعية، وغيرهما.

واتهم سورا بعض وسائل الإعلام بـ"شرعنة" الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين. وقال: "نعلم مدى تواطؤهم (وسائل الإعلام) في إضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية إذا كان ذلك يناسب مصالحهم، وفي الوقت نفسه يحرفون الواقع لصالح المصالح السياسية". كما اعتبر أن "صناعة السينما العالمية لم تسلط الضوء بشكل كاف على الإبادة في غزة".

سورا تحدث عن الأثر النفسي العميق الذي تركته الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة عليه منذ بدئها في السابع من أكتوبر 2023. وقال: "وجدت صعوبة في فهم ما إذا كنت أستطيع مواصلة العمل في صناعة الأفلام. فما الفائدة من سرد قصص عن الكرامة الإنسانية بينما نشاهد عنفاً وحشياً يحرم الناس من إنسانيتهم؟". وأضاف: "ما يحدث لا يمكن فهمه إلا في سياقه التاريخي. هذه إبادة جماعية، وبدأت قبل السابع من أكتوبر بفترة طويلة".

وأوضح أن إسرائيل تمارس تطهيراً عرقياً في فلسطين منذ 76 عاماً، وأن هذا التطهير هو السبيل الوحيد لاستمرار مشروعها الاستعماري. وأشار إلى أن ضحايا الإبادة الجماعية في غزة اضطروا إلى بث معاناتهم مباشرة عبر وسائل الإعلام، في محاولة لحشد التعاطف ونقل الحقيقة.

واختتم حديثه بالقول: "استمرار الإبادة الجماعية لأكثر من عام، وامتداد فظائع إسرائيل إلى دول أخرى مثل لبنان، يدل على أننا (كفنانين) لا نفعل ما يكفي".

وبدعم أميركي، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 142 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين. وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون