المؤسسات الإعلامية الغربية تعاقب الصحافيين المتضامنين مع فلسطين

21 نوفمبر 2023
عبّر صحافيون في "لوس أنجليس تايمز" عن تضامنهم مع صحافيي غزة (مؤمن فايز/ Getty)
+ الخط -

أصدرت قناة "تي في 5 موند" الفرنسية، مساء الاثنين، بياناً تنتقد فيه مذيعها محمد قاسي، بعدما أحرج في مقابلة ضيفه المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة الفرنسية أوليفييه رافوفيتش، ومنتقداً اقتحام الاحتلال للمستشفيات في غزة. ورغم أن البيان صدر بعد 5 أيام من المقابلة، إلا أنه كان متوقعاً بشكل كبير.

موقف القناة الفرنسية جزء من تعامل المؤسسات الإعلامية الغربية مع موظفيها منذ عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. إذ عملت كبرى المؤسسات الإعلامية في أوروبا والولايات المتحدة على تهميش وإحراج كل صوت صحافي ينتقد وحشية الاحتلال وحرب الإبادة المتواصلة على القطاع وأهله.

فيوم الجمعة الماضي نشر موقع سيمافور تقريراً يكشف فيه أن صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية أبلغت مجموعة من صحافييها بأنهم ممنوعون من متابعة وتغطية الحرب على غزة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعدما وقعوا على رسالة مفتوحة شديدة اللهجة تنتقد العدوان الإسرائيلي.

وكان قرابة 12 صحافياً من "لوس أنجليس تايمز" قد وقعوا على رسالة مفتوحة، في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، تدين القصف الإسرائيلي لغزة. وجاء في الرسالة أن "العمليات العسكرية تلحق الضرر بالصحافيين وتهدد الحصول على الأخبار والمعلومات". كما دعت الرسالة غرف الأخبار إلى استخدام لغة تشمل "الفصل العنصري" و"التطهير العرقي" و"الإبادة الجماعية" عند الإشارة إلى القصف الإسرائيلي لغزة.

وطالبت الرسالة التي وقعها أكثر من 1000 صحافي حالي وسابق، بإنهاء العدوان على غزة، واصفة إياه بـ"مذبحة لزملائنا وعائلاتهم على يد الجيش والحكومة الإسرائيليين". وعرضت الرسالة تقديراً لعدد الصحافيين وعائلاتهم الذين قتلهم الاحتلال، الذين بلغ عددهم بحسب الإحصاء الأخير لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، 55 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

كما انتقد الموقعون على الرسالة المؤسسات الإخبارية الرئيسية التي تغطي الحرب بـ"خجل شديد". وجاء في نص الرسالة أن بعض المشرفين على غرف الأخبار في وسائل الإعلام "يقوضون وجهات النظر الفلسطينية والعربية والإسلامية، ويرفضونها باعتبارها غير موثوقة، ويستخدمون لغة تحريضية تعزز الاستعارات المعادية للإسلام والعنصرية".

وكانت المؤسسات الإعلامية الغربية قد عبّرت عن انحيازها التام للاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومارست ضغوطاً على صحافييها ومذيعيها، الذين يملكون مواقف نقدية تجاه الاحتلال. فمع بدء العدوان أبعدت شبكة MSNBC الأميركية 3 من أبرز مذيعيها (مسلمين) عن الشاشة قبل أيام، وذلك بالتزامن مع انتقادات إسرائيلية وأميركية لتغطيتها للعدوان على قطاع غزة. ومن دون أي بيان رسمي، أبعدت الشبكة كلا من مهدي حسن (أميركي بريطاني من أصول هندية)، وأيمن محيي الدين (أميركي ــ مصري)، وعلي فيلشي (كندي مولود في كينيا، ومولود لعائلة من أصول هندية)، قبل أن يعود هؤلاء في الأسابيع اللاحقة إلى الهواء.

كما أوقفت هيئة الإذاعة البريطانية 6 من العاملين في خدمتها العربية، ولا يزالون قيد تحقيق داخلي، بسبب تغريدات ومنشورات مرتبطة بعملية طوفان الأقصى والعدوان على غزة.

بينما اضطرت الصحافية الأميركية جازمين هيوز إلى تقديم استقالتها من صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بعد توقيعها على رسالة تدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.

وقد كشفت مجلة فانيتي فير، في تقرير خاص، عن ضغوط مورست من قبل إدارة الصحيفة على هيوز في وقتٍ سابقٍ من الشهر الحالي لدفعها للاستقالة. وكانت الصحافية الأميركية، التي انضمت إلى الصحيفة عام 2015 وفازت بعدد من الجوائز الوطنية الخاصة بالصحافيين، من أبرز الموقعين على بيان نشرته مجموعة "كُتّاب ضد الحرب على غزة" في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واتهم الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الصحافيين وقتل آلاف الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر.

المساهمون