الكوفية تثير حساسية مستمرة في الدول الغربية

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
14 ديسمبر 2023
الكوفية تثير حساسية مستمرة في الدول الغربية
+ الخط -

أصبحت الكوفية رمزاً للتضامن مع القضية الفلسطينية في العالم كله مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، لكنها تحوّلت إلى مشكلة بالنسبة لمن يرتدونها في الدول الغربية، بحسب "رويترز".

ووضع آلاف المتضامنين الكوفية في أثناء احتجاجات ضخمة في بريطانيا وأماكن أخرى، في تعبير عن الدعم للفلسطينيين وللمطالبة بوقف إطلاق النار.

لكن نشطاء يقولون إن الشرطة في فرنسا وألمانيا، وهما تقمعان الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، حذّرت أو فرضت غرامات أو احتجزت الأشخاص الذين يضعونها.

ويعتقد رامي العاشق، وهو شاعر من أصول فلسطينية وسورية يعيش في برلين، أنه وجد طريقة للتغلب على هذه المشكلة. فقد رسم وشماً على ساعده بشكل الكوفية.

ارتداء الشباب الكوفية الفلسطينية مشهد مألوف في كل العراق (حيدر محمد علي/ الأناضول)
(حيدر محمد علي/الأناضول)

وقال العاشق لـ"رويترز" إن "الكوفية تُجرَّم ويطالَب الناس بخلعها قبل دخول مكان. أنا قرّرت أنه، إذا أردتم أن أخلعها فأهلاً، لكن فقط إذا قطعتم يدي. وهذا كان القرار الذي اتخذته".

وأضاف، بينما كانت رسامة الوشم تضع اللمسات الأخيرة على عملها: "كنت أنا أحتفل بغضبي وثقافتي التي تتعرض للتجريم. إنه أمر جميل أيضاً ويذكرنا بألا ننسى أبداً هذا العدد الكبير من الأشخاص الذين قتلوا".

لكن صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية وصفت الكوفية بأنها "قماش المشكلة"، واقترحت على المتظاهرين الألمان المؤيدين للفلسطينيين ارتداء الزي النازي بدلاً من ذلك. ويقول أنصار إسرائيل إنها تمثل استفزازاً وتُعتبر علامة على دعم ما يزعمون أنه إرهاب.

الكوفية رمز الثورة

ظلت الكوفية زمناً طويلاً رمزاً للقومية الفلسطينية، التي جسدها زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، الذي نادراً ما جرى تصويره من دونها. وكان يطويها بطريقة تصوّر شكل فلسطين التاريخية.

وقالت مؤرخة التصاميم آنو لينغالا، لـ"رويترز"، إن الوشاح الشهير اكتسب أهمية سياسية لأول مرة مع الثورة التي استمرت بين عامي 1936 و1939 ضد الحكم البريطاني، عندما غطى مقاتلون ريفيون وجوههم به، وأضافت أنه كان يظهر مقاومة موحدة.

وجاء النمط الأبيض والأسود في الخمسينيات، عندما خصصه القائد البريطاني الجنرال جون غلوب للجنود الفلسطينيين في الفيلق العربي لتمييزهم عن الجنود الأردنيين الذين يرتدون الكوفية ذات اللونين الأحمر والأبيض، حسب ما ورد في كتاب " ذكريات الثورة" للمؤرخ الأميركي تيد سويدنبيرغ.

وارتداها في وقت لاحق مقاتلون فلسطينيون، مثل ليلى خالد، التي اختطفت طائرة أميركية من طراز تي.دبليو.إيه في عام 1969. وكان زعيم جنوب أفريقيا المناهض للفصل العنصري نيلسون مانديلا، الذي كان مؤتمره الوطني الأفريقي مقرباً من منظمة التحرير الفلسطينية، يرتدي الكوفية في بعض الأحيان.

الكوفية الفلسطينية رمز للنضال في شوارع مصر (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

ومع حظر رفع العلم الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة التي كانت تحتلها إسرائيل بين عامي 1967 و1993، أصبحت الكوفية رمزًا للنضال من أجل إقامة دولة فلسطينية.

وقال الشاعر رامي العاشق إن "ما كان يستخدم لتغطية هوية المتمردين المناهضين للاستعمار البريطاني، أصبح الآن رمزاً لإظهار هذه الهوية".

زيادة الطلب على الكوفية

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، زادت طلبات شراء الكوفية عبر الإنترنت على الموقع الإلكتروني لمصنع الحرباوي، وهو آخر مصنع للكوفية في الأراضي الفلسطينية.

وقال شريك الشركة في أوروبا نائل القسيس، لـ"رويترز"، إن القدرة الإنتاجية الشهرية البالغة 5 آلاف كوفية تعني أن الوفاء بالطلبات المتراكمة للأشخاص البالغ عددهم 150 ألفاً الذين أبدوا اهتماماً بالكوفية سيستغرق سنوات.

(Getty)

وقال البائع في أحد متاجر الزينات الشرقية في برلين، لؤي حياتلة، إن حرب غزة أدت إلى زيادة الطلب بنسبة 200 في المائة.

وقال حياتلة الذي لفت متجره انتباه الشرطة بسبب العلم الفلسطيني الذي علّقه فوق نافذة المتجر: "تعيّن علينا أن نحصل على شحنتين جويتين من سورية".

وقالت شرطة برلين وباريس إن ارتداء الكوفية ليس مخالفاً للقانون إلا إذا كانت تغطي الوجه. لكن شرطة برلين قالت إنها تستطيع فرض قيود أو حظر التجمع في الهواء الطلق إذا اعتقدت أن السلامة العامة في خطر داهم، وقد يشمل ذلك حظر الكوفية.

التهمة: ارتداء الكوفية

أوقفت الشرطة غسان مزوغي أثناء خروجه من مسيرة في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني، وطُلب منه أن يخلع كوفية حمراء كان يلفها على كتفيه.

وقال مبرمج الكمبيوتر البالغ من العمر 39 عاماً: "كانوا هادئين، لكن الرسالة كانت واضحة.. اخلعها وإلا فلن تغادر".

وطلبت الشرطة من العالمة يسرا مساعي (44 عاماً) خلع كوفيتها أثناء ركوبها مترو باريس. وعندما رفضت، غُرّمت 30 يورو بتهمة تنظيم احتجاج غير مصرح به.

وقالت: "لقد صُدمت وبكيت بالدموع. إنه رمز، وهذا أقل ما يمكننا القيام به".

ذات صلة

الصورة
تظاهرة أمام مقر إقامة نتنياهو بواشنطن 22 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون في واشنطن، أمام فندق ووترغيت مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يوجد بالعاصمة بعد دعوته لإلقاء كلمة بالكونغرس
الصورة
أطفال في دير البلح ومياه صرف صحي - قطاع غزة - 19 يوليو 2024 (بشار طالب/ فرانس برس)

مجتمع

كأنّما كانت تنقص أهالي قطاع غزّة أزمة جديدة تُضاف إلى كلّ ما يقاسونه في ظلّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليهم، فوجدوا أنفسهم أخيراً في مواجهة شلل الأطفال.
الصورة
محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب أفريقيا، 16 مايو 2024 (الأناضول)

سياسة

بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الجمعة، جلسة لإعلان رأيها الاستشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
الصورة
سكايب

منوعات

دانت مؤسسات حقوقية فلسطينية وعربية وأجنبية إقدام شركة مايكروسوفت على حظر حسابات البريد الإلكتروني وحسابات "سكايب" للمستخدمين الفلسطينيين.
المساهمون