عبّر ناشطون عراقيون ومعنيون بالآثار عن قلقهم من محاولة السلطات المحلية إجراء تغييرات في الشكل التاريخي لمدينة بابل (جنوب بغداد)، بما يهدد بخروجها من قائمة "اليونسكو" للمواقع الأثرية العالمية.
وبدأت المخاوف بعد التحذيرات التي أطلقها عالم الآثار البريطاني ريتشارد دمبريل الذي ظهر في مقابلة مع قناة فضائية عراقية حذر فيها من وجود محاولات للبناء قرب "معبد ننماخ" باتجاه عمارة الزقورة في بابل، موضحاً أنه يشعر بالقلق تجاه ما يجري هناك.
وأشار إلى قيام سلطات بابل بالحفر وإزالة الأشجار وتسوية الأرض تمهيداً لمد طريق في المدينة الأثرية.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نشروا صورا لعمليات الحفر وتسوية الطرق في المنطقة الأثرية في بابل. وقال الناشط في الأعمال الإنسانية والتطوعية زيد الويس في تغريدة: "في نينوى عبثوا بالحضارة الآشورية، واليوم العبث في الحضارة البابلية"، داعياً لـ "إنقاذ آثار بابل".
في #نينوى عبثو في الحضارة #الآشورية
— ✪ Z-Alweis زيد الويس (@zaidalweis) July 26, 2021
واليوم العبث في الحضارة #البابلية #انقذوا_اثار_بابل pic.twitter.com/bX6SXLcqW1
أما الناشطة سمر علي فقد علقت بالقول "أصبحت مدينة بابل الأثرية أكثر عرضة للهجوم والدمار الآن، خصوصا حين قرر ديوان محافظة بابل حفر طريق بين بوابة عشتار والزقورة العظيمة اللذين يعودان الى الحضارة البابلية العظيمة، وحفر ما يقرب من كيلومتر واحد من الآثار، بهذا الفعل دمرت قرون من التاريخ".
#بابل_في_خطر
— سمرعلي (@mUp12312) July 25, 2021
أصبحت مدينة بابل الاثرية أكثر عرضة للهجوم والدمار الان خصوصا حين قرر ديوان محافظة بابل حفر طريق بين بوابة عشتار إلى الزقورة العظيمة الذان يعودان الى الحضارة البابلية العظيمة، وحفر ما يقرب من كيلومتر واحد من الآثار ، بهذا الفعل دمرت قرون من التاريخ pic.twitter.com/WYtJZusN1d
وحذّر أستاذ التراث والآثار في "جامعة بغداد" أحمد الطائي من خطورة الاجتهاد وإجراء بناء وترميم غير مدروس في آثار بابل، مبيناً في حديث لـ "العربي الجديد" أن هذه المنطقة تستمد قيمتها من كونها مدينة أثرية يمتد وجودها إلى حقب تاريخية مهمة.
وأشار إلى أن العمل غير المدروس قد يفقد بابل الكثير من قيمتها، داعياً السلطات إلى الاهتمام بالمرافق التي يمكن أن تجذب السياح إلى المدينة من دون المساس بالمعالم التاريخية.
ونفى محافظ بابل حسن منديل الأنباء عن وجود مخطط لتدمير آثار بابل، مؤكداً في بيان، أن "الأعمال التي تجري في المدينة الأثرية هي بإشراف منظمة اليونسكو، ولا يتم أي شيء بدون مراجعتها".
وأشار إلى أن "الأعمال المتمثلة بتعبيد الطرق، وتأهيل المسرح البابلي، هي خارج أسوار المدينة الأثرية"، داعياً إلى زيارة مدينة بابل الأثرية، والاطلاع على سير الأعمال، ومدى تطابقها مع معايير اليونسكو.
عام 2019، صوتت لجنة التراث العالمي في "منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم" (اليونسكو)، بالإجماع، على إدراج آثار مدينة بابل جنوبي العراق، على لائحة التراث العالمي للمنظمة.
وتمثل الآثار الحضارة البابلية التي مرت بالعديد من السلالات الحاكمة التي استمرت منذ عام 1880 قبل الميلاد إلى عام 500 قبل الميلاد، وكان أبرز من حكمها القائد حمورابي والملك نبوخذ نصر، وأهم آثارها الحدائق المعلقة، ومسلة حمورابي، وبرج بابل، وأسد بابل، وبوابة عشتار.