الصليب الأحمر الدولي يسعى لإنشاء شارة رقمية تحميه من القراصنة

الصليب الأحمر الدولي يسعى لإنشاء شارة رقمية تحميه من القراصنة

04 نوفمبر 2022
تعرضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لهجوم سيبراني كبير في يناير (ماركو دي لاورو/ Getty)
+ الخط -

عندما يعمل عناصر الصليب الأحمر في مناطق النزاعات يشكّل الرمز الموجود على بزّاتهم، وهو عبارة عن صليب أحمر على خلفية بيضاء، مؤشراً على أنّه لا ينبغي استهدافهم أو الأشخاص الذين يوفرون إغاثةً لهم، لكن مع ظهور الفضاء السيبراني كميدان جديد للمعارك، ترغب المنظمة في إنشاء نسخة رقمية من هذا المؤشر التحذيري.

وتهدف هذه الخطوة إلى تحذير القراصنة بمختلف أنواعهم عند اختراقهم الأنظمة المعلوماتية الخاصة بالمرافق الطبية أو الهيئات التابعة للصليب الأحمر.

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، الدول إلى دعم فكرتها، مشيرةً إلى أنّ شارةً رقميةً مماثلة من شأنها منع المتسللين من مهاجمة الوحدات الطبية والإنسانية بالخطأ.

وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، روبير مارديني، في بيان، إنّ "العمليات السيبرانية أصبحت مع التحوّل الرقمي للمجتمعات جزءاً من واقع النزاعات المسلحة". وأشار إلى أنّ "إنشاء شارة رقمية يشكل إجراءً ملموساً سيحمي بصورة أفضل المرافق الطبية الأساسية واللجنة الدولية للصليب الأحمر في العالم الرقمي".

بدأ استخدام شارتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوقائيتين منذ 150 عاماً، وأُضيفت إليهما أخيراً شارة ثالثة هي كريستالة (بلورة) حمراء تُستخدم في الدول التي لا ترغب في إبراز أي شارة تنطوي على رمز ديني.

وتحمل الشارات الثلاث رسالة مفادها أنّه خلال النزاعات المسلحة ينبغي عدم استهداف الأشخاص الذين يضعون أياً منها أو المراكز والممتلكات التي ترفع علماً عليه إحداها، فيما يشكل الهجوم على هذه الجهات جريمة حرب.

إساءة استخدام محتملة؟

تدرس اللجنة الدولية منذ مدّة فكرة إنشاء شعار رقمي. وأطلقت المنظمة، عام 2020، مشروعاً يهدف إلى النظر في الحلول التقنية، وأطلقت نقاشات لتقييم إيجابيات نظام مماثل مقابل المخاطر التي قد يحملها سوء استخدامه.

ويخشى البعض من أن تجعل شارة مماثلة الصليب الأحمر "هدفاً سهلاً"، فيمكن للأشخاص أو الجهات الضارة قرصنتها واستخدامها بشكل غير قانوني.

وخلصت اللجنة الدولية، في تقرير أصدرته الخميس، إلى أنّ إيجابيات إنشاء شارة رقمية تفوق مخاطره. وأشار مارديني، في مقدمة التقرير، إلى أن الهجمات السيبرانية على المرافق الطبية والإنسانية قد تحمل عواقب وخيمة على الحياة الواقعية. وسلّط الضوء على العدد المتزايد للهجمات السيبرانية التي تستهدف المستشفيات منذ بداية جائحة كوفيد-19، ما أدّى إلى تعطيل العلاجات.

صدمة كبيرة

تعرّضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لهجوم سيبراني كبير في يناير/ كانون الثاني، استولى خلاله مقرصنون على بيانات أكثر من نصف مليون شخص من الفئات المعرضة للمخاطر، بينهم محتجزون وأشخاص استُبعدوا عن عائلاتهم بسبب صراعات أو كوارث أو نتيجة الهجرة.

وأكّد مدير التحول الرقمي والبيانات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتازار ستايلين، في تصريح أدلى به أخيراً، أنّ هذا الهجوم "شكّل صدمة كبيرة".

وأوضح مارديني أنّ "حماية البيانات الشخصية وضمان توافر وسلامة بياناتنا وأنظمتنا في الفضاء الرقمي أمران ضروريان لمساعدة الناس وحمايتهم في العالم الحقيقي".

وفي يناير/ كانون الثاني، استهدف قراصنة شركة خارجية تتخذ من سويسرا مقراً وتتعامل معها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتخزين بياناتها. وأكدت اللجنة الدولية أنّ "الهجوم السيبراني كان يستهدفها، لأن القراصنة أنشأوا تعليمات برمجية مصممة فقط لتستهدف خوادم اللجنة الدولية".

وأكد تيلمان رودنهاوزر، وهو محامٍ من المنظمة، خلال إعلان التقرير، أنّ شارةً رقميةً ما كانت لتمنع هجوماً مماثلاً، لكنّها "توفر حماية إضافية" في حالات كثيرة.

وتعمل اللجنة الدولية مع عدد كبير من الجامعات والمنظمات الأخرى، لتطوير الحلول التقنية الضرورية لإنشاء شارة رقمية.

وتتعدد الاحتمالات في هذا الصدد، منها مؤشر خاص لربط الشارة الرقمية باسم نطاق (مثلاً www.hospital.embleme)، أو شارة ترتكز على عناوين بروتوكول الإنترنت (آي بي) وتستخدم تسلسلاً معيّناً من الأرقام لتحديد الموارد الرقمية المحمية.

ولتنفيذ هذا المشروع وإنشاء شارة رقمية تحذيرية، ينبغي أن توافق الدول على استخدامها ودمجها في القانون الدولي الإنساني إلى جانب الشارات الثلاث المستخدمة حالياً.

(فرانس برس)

المساهمون