أثار مقطع فيديو نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية الأربعاء، ردود فعل غاضبة للسوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بمحاسبة المجرمين، إذ أظهر ضابط مخابرات في صفوف قوات النظام السوري وهو يعدم ما لا يقل عن 41 شخصاً في حيّ التضامن في العاصمة دمشق عام 2013.
وجاء المقطع "الصادم" الذي حذّرت الصحيفة البريطانية من احتوائه على مشاهد قد تكون مؤلمة، مرفقاً بتقرير مطوّل عن تحقيق أجراه الباحثان أنصار شحّود وأوغور أوميت أونجور.
وأعاد التسجيل المصور مسألة "سورية الآمنة" إلى الواجهة، وخاصة المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وذهب يوسف غريبي لوصف المجزرة بكونها "لعبة الحبّار السورية" في منشور على موقع فيسبوك، قال فيه إن السوريين يموتون بالمجان لإمتاع القتلة الذين يصورون مجازرهم لمتعة رؤسائهم أيضاً، مضيفاً: "ويأتيك من يقول إن سورية آمنة وإن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام صالحة للعيش، نعم عشنا فيها من قبل إلى أن ضجر القادة وقرروا سحب عينات عشوائية من الشعب ليلعبوا بهم ويرموهم بالرصاص فوق بعضهم البعض".
وأضاف غريبي: "هذا النظام الذي ما زال هناك من يدافع عنه، حتى من قبل الشعب المسحوق الذي لا قيمة له بنظر العالم أجمع. ربما لو تحولت بعض من اليوميات السورية لمسلسل كلعبة الحبار كانت ستلقى اهتماماً وصدى أكبر وكان هناك من قد يأخذ موقفاً واقعياً ضد المجرمين".
وأكد الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، في بيان أصدره الأربعاء، أن الجريمة التي كشفت عنها الصحيفة في حيّ التضامن "جريمة حرب متكاملة الأركان، ومعلومة المنفذين، وواضحة المعالم، وتستدعي هي ومثيلاتها من الجرائم الموثقة محاسبة عادلة في محكمة الجنايات الدولية لنظام الأسد المجرم". ودعا إلى فتح ملف المحاسبة الدولية والمحاكمة العادلة للمجرمين انتصاراً للعدالة وإنهاءً لمأساة السوريين.
وتساءل الإعلامي السوري فيصل القاسم عمّا قد ينتج من ردود فعل حقيقية حول المجزرة، وكتب على "فيسبوك": "تسليط الأضواء الإعلامية الغربية على مجزرة التضامن التي نفذها هذا الفاشي الطائفي المدعو أمجد يوسف: هل هو مجرد سبق صحافي سيتبخر خلال أيام وسينساه العالم كما نسوا غيره في سورية، أم هي مقدمة لما هو أكبر على هامش الهجمة الغربية على النظام الروسي وذيوله؟".
وقال رامي السيد إن مجزرة التضامن "واحدة من مئات المجازر والجرائم التي نفذت بشكل شبه يومي في جنوب دمشق، ولا سيما من قبل شبيحة شارع نسرين في حيّ التضامن".