على مدى سنوات طويلة، حققت برامج الحوارات الفنية في العالم العربي، أعلى نسبة متابعة. لكن اليوم، اختلف المشهد، وتحول الهدف إلى المنصّات الإلكترونية التي تعمل على إنتاج وبث مجموعة من الحوارات أو المقابلات الفنية التي تُعزز نسبة المتابعة أيضاً، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
تتجه معظم المحطات التلفزيونية، والمنصّات، إلى عالم الدراما، وهذا واضح بسبب "زحمة" تصوير وإنتاج مجموعة كبيرة من المسلسلات، ما بين القاهرة وبيروت، وحتى دمشق. ويدخل ذلك في إطار حصر الميزانية المالية لهذه المحطات في عالم الدراما، وبالتالي ترسيخ قاعدة لدى الجمهور الذي يتجه تلقائيًا إلى عالم المسلسلات أو السِّيَر، عبر المنصات بالدرجة الأولى.
بداية التسعينيات، شهدت ذروة الإنتاجات الخاصة ببرامج الحوارات الفنية، التي كان لبيروت الركن الأساسي لانطلاقتها إلى العالم العربي، بعد الانفتاح والتطور الفضائي، الذي خرجت به بعض القنوات العربية ومنها ART، التي كان بثها من إيطاليا، وكان لها الدور الأول في تقديم مجموعة من برامج الـ "توك شو" الفني، مع مجموعة من المذيعات، منهم جومانة بوعيد، وبعدها محاولات MBC في إعداد وتقديم طائفة أخرى من البرامج الفنية، مع مجموعة من المقدمات، ومنهم رانية برغوت. وبعدها بسنوات، فتح الباب أمام رزان مغربي التي تخطت الفضاء العربي واتجهت نحو الغرب، في إطار من التغطيات الخاصة بالمهرجانات العالمية والمقابلات الحصرية مع نجوم الغرب من مغنين وممثلين.
تشارك الممثلة المصرية يُسرا في تقديم برنامج حواري فني جديد، يُصور في بيروت، وهي المرة الأولى التي تتخذ يسرا قراراً وتتحول إلى مقدمة، في إطار لم يكشف عن مضمونه بشكل عام، لكنه لا يزال قيد التجربة، بعد أن استضافت الحلقة "التجريبية" الممثل السوري عبد المنعم عمايري، في وقت لم تقرر شركة الإنتاج، الفضائية التي ستعرض هذا البرنامج.
لجأ مجموعة من مقدمي برامج الحوارات الفنية، إلى ما يسمى بـ "استراحة المحارب". غاب نيشان قبل عامين، واختار تقديم النوع الاجتماعي السياسي في "أنا هيك"، الذي استمر عرضه ثلاثة مواسم على محطة "الجديد" اللبنانية.
ولم تحقق المذيعة المصرية وفاء الكيلاني حضوراً أو متابعة جيدة في آخر برامجها الحوارية "تخاريف" (2018) الذي عُرض على محطة MBC، ثم "السيرة" (2020) الذي بثته أبوظبي، لكنه لم يوصل هدفه الحقيقي؛ فظل محصوراً بمتابعي المحطة من دون أي تقدّم.
ويحاول اللبناني طوني خليفة العمل على مجموعة من "الفنانين" الضيوف ضمن برامجه الخاصة بمنصة صوت بيروت ومحطة LBCI اللبنانية، لكن من دون أي تقدم يُذكر، باستثناء بعض المتابعات الإضافية لحوارات خليفة الفنية، التي تزيد الأرقام من خلال المواقع البديلة فقط، وهو أمر أصبح يراهن عليه خليفة ومجموعة من زملائه، خصوصاً في القاهرة، كمحاولة إثبات أن هذه البرامج هي التي تسيطر على المشهد عموماً، لكنها لا تتعدى إطار المتابعة الفردي الخاص على المواقع الاجتماعية.
هل يحمل الموسم المقبل "موجة" متجددة من برامج الحوارات الفنية؟ سؤال يمكن الإجابة عنه بعد التجارب التي تعمل على إحياء هذا النوع، وتسجيل نسبة متابعة جيدة.