كشف تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حساباً في منصة التراسل الفوري تليغرام، شارك محتوى عنصرياً وعنيفاً، هو في الحقيقة مرتبط مع الجيش الإسرائيلي.
ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن أكثر من 700 منشور على الحساب، تتضمن صوراً ومقاطع فيديو مسيئة، مع تعليقات تمجد العنف، وتعبر عن العداء تجاه الشعب الفلسطيني.
وأكد مسؤول عسكري كبير، لم يذكر اسمه، أن القناة التي تحمل اسم "72 عذراء – غير خاضعة للرقابة"، يديرها جيش الاحتلال.
وأعرب المسؤول عن قلقه بشأن محتوى القناة، مشيراً إلى أن الرسائل الموجودة على الحساب تشبه تصريحات شخصيات يمينية متطرفة في دولة الاحتلال.
ونقلت الصحيفة عن ذات المصدر أن "الرسائل هناك إشكالية. لا تبدو وكأنها حملة توعية لجيش مثل الجيش الإسرائيلي، ولكنها أشبه بنقاط حوار لذا شادو (مغني راب يميني متطرف)".
محتوى فظيع برعاية الجيش الإسرائيلي
وصف المتحدث إدارة جنود من جيش الاحتلال مثل هذه الصفحة الإشكالية بالـ"أمر فظيع".
وأوضحت "هآرتس" أن القناة أُنشئت في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد يومين من عملية طوفان الأقصى، وبداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتنشر القناة، كل ليلة، ملخصاً يومياً يتضمن تحديثات الجيش الإسرائيلي حول جرائمه في غزة، مع وعود بعرض "محتوى حصري" من القطاع.
وتقول: "كما هو الحال دائماً، نحن أول من يقدم لكم المعلومات من الميدان. لدينا تسجيلات مجنونة للإرهابيين، كيف يمكننا أن نقول ذلك، وهم يسبحون مع الأسماك. لدينا وثائق لا يملكها أي شخص آخر. نحن نَعِد بأكثر من ذلك بكثير!!!".
وأظهر أحد مقاطع الفيديو، الذي نُشر في الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مركبة إسرائيلية تدهس جثمان أحد نشطاء المقاومة، مصحوبة بتعليق يحث المتابعين على المشاركة وإعادة النشر.
وجاء في نص المنشور المصاحب: "جيد جداً يا غيرشون!! ادهسه، ادهسه!!! سحقاً للأوغاد! اسحقهم".
وفي الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول، احتفل منشور بأعضاء نادي جمهور كرة القدم العنصري "لا فاميليا". وأظهر ممارسة المجموعة لأعمال شغب في مركز طبي، في أعقاب شائعة مفادها أن مقاتلين من المقاومة يتلقون العلاج فيه.
نفي الجيش الإسرائيلي
بدوره، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي إدارته للقناة، وقال متحدث باسمه: "إذا كان هناك أي اتصال يجريه جنود أو أطراف أخرى مرتبطة بالجيش الإسرائيلي بالصفحة أو عملها، فقد تم ذلك من دون موافقة".
لكن، على مر السنين، استخدم الجيش الإسرائيلي تكتيكات الحرب النفسية التي تهدف إلى تقويض روايات الخصوم والتأثير على الرأي العام. وقالت صحيفة هآرتس إنها كشفت عن عمليات مماثلة نفّذها الجيش الإسرائيلي من قبل.
وفي 2021، نفذت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حملة خادعة استخدمت حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة صور الدمار في قطاع غزة. واعترف المسؤولون في وحدة المتحدث الرسمي، بعد كشف العملية، بأنهم "أخطؤوا". وحتى خلال العدوان الحالي، يلجأ الإسرائيليون إلى تزييف مقاطع الفيديو والصور، ومحاولة بثها في كل مكان، للترويج لروايتهم.