استمع إلى الملخص
- شخصيات بارزة في سيليكون فالي دعمت ترامب في الانتخابات، مثل إيلون ماسك الذي تعهد بالتبرع بمبلغ 45 مليون دولار شهرياً، وجمعت حملة تبرعات ديفيد ساكس 12 مليون دولار.
- بعد انسحاب بايدن، زاد دعم هوليوود لكامالا هاريس، حيث جمع المانحون 100 مليون دولار، وتبرع ريد هاستينغز بسبعة ملايين دولار، وشمل مؤيدوها أسماء بارزة مثل ستيفن سبيلبرغ وبن آفليك.
دخل التنافس طويل الأمد بين نجوم هوليوود وسيليكون فالي مرحلة جديدة خلال الحملة التي تسبق الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. هكذا، أثار اصطفاف أباطرة التكنولوجيا خلف المرشح الجمهوري دونالد ترامب اصطفافاً مماثلاً من نجوم هوليوود خلف المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
أصل العداوة بين سيليكون فالي وهوليوود
بيبين سيليكون فالي وهوليوود عداوة قديمة بدأت منذ 29 أغسطس/آب 1997، عندما اجتمع ريد هاستينغز ومارك راندولف جنوب سان فرانسيسكو لبدء شركة صغيرة لتوصيل أقراص DVD تسمى "نتفليكس". في ذلك اليوم، بدأت مشاكل هوليوود مع انهيار التلفزيون التقليدي والكابل وإيرادات شباك التذاكر في صالات السينما. فكل هذه الأضرار التي لحقت بأرباح هوليوود كان سببها تطورات التكنولوجيا في سيليكون فالي. وامتدت هذه العداوة في جوانب عدة، من قوانين حماية الملكية الفكرية إلى نوع الحكومة التي يرى كل طرف أنها الأصلح لحكم أميركا.
سيليكون فالي مع ترامب
في هذا السياق، أعلنت شخصيات بارزة في صناعة التكنولوجيا الأميركية دعمها الصريح لحملة دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية. وقد فتحت محافظها لتمويله، إذ تعهد رجل الأعمال الملياردير، إيلون ماسك، بالتبرع بمبلغ 45 مليون دولار شهرياً لدعم حملة ترامب، وأعاد السماح له بالنشر عبر منصته إكس رغم اتهام منشوراته بتأجيج الكراهية ونشر التضليل، حتى إنه استضافه في بث عبر "إكس" ليمرّر أفكاره كما يشاء إلى الملايين من المستخدمين.
واستضاف رجل الأعمال المستثمر في قطاع التكنولوجيا، ديفيد ساكس، حملة تبرعات في سان فرانسيسكو جمعت 12 مليون دولار لحملة ترامب، متجاوزةً هدفها الأصلي البالغ خمسة ملايين دولار. وتبرع مليارديرا بيتكوين، كاميرون وتايلر وينكليفوس، بمليون دولار من العملة المشفّرة لحملة ترامب.
تشمل قائمة المتبرعين أيضاً مستشار شركة التكنولوجيا الدفاعية بالانتير، جاكوب هيلبيرغ، الذي تبرّع بمليوني دولار، ورجل الأعمال التكنولوجي جو لونسديل بمليون دولار، ودوغلاس ليون من "سيكويا كابيتال" بمليون آخر، والمستثمر التكنولوجي، بن هورويتز، الذي أعلن عن خططه لتقديم مساهمة "كبيرة".
هوليوود مع كامالا هاريس
من جهة أخرى، بات لدى الليبراليين في هوليوود حماس جديد لسباق الانتخابات الأميركية 2024 في أعقاب انسحاب الرئيس الحالي والمرشح الديمقراطي السابق، جو بايدن، واستبداله بنائبته كامالا هاريس. وذلك بعد تحفّظ نجوم هوليوود على دعم طرف إثر أداء وُصف بـ"الكارثي" لبايدن في المناظرة أمام ترامب. حينها، كتب الممثل جورج كلوني مقال رأي يحث بايدن على الانسحاب، وكذلك كتب المانح الديمقراطي الكبير والرئيس التنفيذي لوكالة المواهب إنديفور، آري إيمانويل، مقال رأي مماثلاً.
لكن، بعد أن استبدل الديمقراطيون بايدن بهاريس، ساعد المانحون الليبراليون في هوليوود في زيادة قياسية من أموال التبرعات بلغت 100 مليون دولار. وتبرّع المؤسس المشارك لشركة منصة البث نتفليكس، ريد هاستينغز، شخصياً بمبلغ سبعة ملايين دولار للجنة عمل سياسي مؤيدة لهاريس في أكبر تبرع له على الإطلاق.
وفي الانتخابات الأميركية 2020، شمل مؤيدو ترشحها، قبل انسحابها وانضمامها إلى حملة بايدن، أسماء ثقيلة في سماء هوليوود مثل ستيفن سبيلبرغ، وجيه جيه أبرامز، وبن آفليك، وريس ويذرسبون، وريجينالد وكريسيت هدلين، وجيف شيل، ودونا لانغلي، ودانا والدن، وجيسيكا ألبا، وميندي كالينغ، ورون ماير، وجيف بريدجز، وشوندا رايمز.
الانتخابات الأميركية ساحة معركة
نقلت مجلة هوليوود ريبورتر عن أحد المسؤولين التنفيذيين المعروفين في هوليوود والمؤيد لهاريس قوله: "لقد مررنا بعقد من الزمان حيث كان ماسك وزوكربيرغ وسام ألتمان يحددون ثقافتنا، والعالم ليس أفضل بسبب ذلك"، مضيفاً: "هؤلاء الرجال لديهم الكثير من القوة أصلاً. لا نحتاج إليهم لوضع السياسات وإدارة المكتب البيضاوي. أعتقد أن هذه الحملة هي فرصة لموازنة الميزان".
ويتفق أحد كبار المستشارين الديمقراطيين مع هذا الطرح فيقول للمجلة: "ليس سراً أن هوليوود لم تكن قط مولعة بهؤلاء الرجال. لا أحد يستمتع بفكرة وجود هؤلاء الأشخاص في السرير مع إدارة ترامب. هناك قدر هائل من المال هنا في هوليوود، فضلاً عن الكثير من الازدراء لهؤلاء الرجال من ذوي التكنولوجيا، وأعتقد أنك سترى الناس ينفقون الكثير من المال فقط لتعليم هؤلاء الرجال أنهم لا يستطيعون شراء الانتخابات".