الاحتلال يستهدف ماضي غزة وحاضرها

13 يناير 2024
استهدف الاحتلال مسجد الأمين محمد في خانيونس (عبد زقوت/ الأناضول)
+ الخط -

أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية، قبل أيام، التقرير الشهري الثالث لرصد أثر العدوان الإسرائيلي على القطاع الثقافي في غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، واحتجاز نحو 250 رهينة.

ورصدت وزارة الثقافة الفلسطينية، في التقرير، ما تعرض له القطاع الثقافي من تدميرٍ واعتداءات طاولت الممتلكات الثقافية، بعد ثلاثة أشهر من حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، و"مواصلة اعتداءاته على كل مقدّرات شعبنا".

ووفقاً للتقرير، فقد المشهد الثقافي العديد من المبدعين في مختلف المجالات، عُرف منهم حتى اللحظة 41 استشهدوا، من بينهم 4 أطفال، وتضرر عدد من المراكز الثقافية بشكل كلي أو جزئي عرف منها 24 مركزاً، كما تضرر نحو 195 مبنى تاريخياً، منها 10 مساجد وكنائس، وتضررت 8 دور نشر ومطابع، و3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، في التقرير نفسه، إن "حرب الرواية والسردية التي تقوم بها دولة الاحتلال من أجل استهداف وجود شعبنا هي استكمال لجريمة النكبة التي لم تتوقف منذ قرابة ستة وسبعين عاماً. فالاحتلال يستهدف المباني التاريخية والمواقع التراثية والمتاحف والمساجد والكنائس التاريخية، بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية من مراكز ومسارح ودور نشر ومكتبات عامة ومحلات بيع وجامعات ومدارس وجداريات فنية وكتب، ويقوم باغتيال الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين".

وأضاف عاطف أبو سيف أن "الحرب التي يشنها الاحتلال على شعبنا تطاول البشر والحجر والشجر والمكان والزمان بماضيه وحاضره ومستقبله، في محاولة بائسة لطمس الهوية الوطنية ومحو الذاكرة الجمعية لشعبنا، وتدمير كل شواهد وجوده وارتباطه بالأرض"، مؤكداً أن الثقافة الفلسطينية "الجين الوراثي لهويتنا الوطنية، وهي جوهر وأساس سرديتنا التاريخية ومرافعتنا الحقوقية والسياسية".

وهذا العدوان الإسرائيلي على الثقافة والتراث الفلسطينيين ليس محصوراً بقطاع غزة، ففي نهاية عام 2023، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية تقريراً أوجزت فيه مجمل الانتهاكات الإسرائيلية بحق قطاع الثقافة في فلسطين، حيث يواصل الاحتلال سرقة التراث والآثار والمقتنيات الثقافية، وسلب ونهب منجزات الشعب الفلسطيني، ومحاربة روايته الوطنية.

وبيّنت وزارة الثقافة أن الإجراءات الإسرائيلية شملت مجموعة من الانتهاكات بحق القطاع الثقافي، يتمثل أبرزها بالتالي: اغتيال وقتل الفنانين والكتاب، واعتقال بعضهم على خلفية أعمال فنية ومحتوى فني، والأسرلة والتهويد، خاصة في المناطق الأثرية والبلدات القديمة في القدس، نابلس والخليل وسبسطية، وتدمير مبانٍ تاريخية وأثرية ومتاحف، وتدمير ميادين عامة ونصب تذكارية وأعمال فنية في الميادين العامة وجداريات فنية، وسرقة الآثار واللقى الأثرية في مناطق القدس ونابلس والخليل وغزة، وهدم مؤسسات ثقافية ومسارح ومطابع وغاليرهات فن ومكتبات ودور نشر ومراكز للأرشيف، وإغلاق مؤسسات ثقافية ومؤسسات عاملة في قطاع الثقافة بالقدس، ومنع نشاطات ثقافية في القدس، والحرمان من التنقل للمشاركة في فعاليات ثقافية داخل فلسطين، ومنع العديد من الفنانين والكتاب من السفر للمشاركة في فعاليات ثقافية خارجية.

المساهمون