استمع إلى الملخص
المغنية الفلسطينية ميسا ضو تعبر عن خوفها من السياسات القمعية تجاه التضامن مع غزة، مشيرة إلى أن الاعتقالات والتهديدات تجعل الفنانين في دائرة الخطر.
- **رامي جي. بي: تأثير الحرب على الإنتاج الموسيقي**
مغني الراب الفلسطيني رامي جي. بي يعبر عن تراجع قدرته على الإنتاج الموسيقي بسبب الحرب المستمرة على غزة، مبرراً ذلك بالخوف من الاعتقال أو التهديد الشخصي والعائلي.
- **سناء موسى: تعقيدات الأوضاع والخوف المبرر**
الفنانة سناء موسى تشير إلى تعقيد الأوضاع لفناني الداخل الفلسطيني، معبرة عن خوفها المبرر من تقديم أغنيات عن الحرب بسبب عدم قدرة الفن على التعبير عن حجم التضحيات اليومية في غزة.
اعترفت المغنية الفلسطينية الشابة ميسا ضو، المقيمة في مدينة حيفا، من دون مواربة، بأن الخوف يتملكها جراء السياسات التي تُقابل فيها أي ردود فعل متضامنة مع قطاع غزة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، لافتة إلى أن هذا الجانب مُغيّب كثيراً على مستوى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث الواقع معقد وصعب وخطير، و"شاهدنا اعتقال العديد من العاملين في الوسط الفني، ومنهم من كان المتطرفون يقفون على مقربة من منازلهم".
ضو، خلال مشاركتها في ندوة "تطور سياق الأغنية المقاومة في الزمن الحاضر"، بتنظيم معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في مدينة رام الله، قالت إن ما "حدث ويحدث معي، منذ اندلاع الحرب المتواصلة، يجعلني أشعر بالخجل والغضب، لأن الاعتقال واحد من أدوات القمع الممارس بحقنا، وهناك وسائل تُمارس علينا، تجعلنا في دائرة الخطر الحقيقي، وتهدد حيواتنا"، واصفة ما يحدث بأنه "من أصعب التجارب التي مررت بها في حياتي، لكنها من أهم التجارب أيضاً، لأنها أدخلتني إلى عوالم لم أكن قد اقتحمتها من قبل، وقربّتني أكثر من التراث الموسيقي الفلسطيني". وخلصت ضو إلى أن الصفعة التي طاولت الجميع جرّاء ما يحدث في قطاع غزة، جعلت كثيرين يفكّرون في المواءمة ما بين المواقف الوطنية المطلوبة، وما بين الواقعية أيضاً، مشددة على أن الموسيقى خاصة والفنون عامة في فلسطين، لن تكون بعد انتهاء الحرب، كما كانت عليه قبلها.
من جهته، أشار مغني الراب الفلسطيني المقيم في السويد، رامي جي. بي، إلى أنه لم يعد لديه القدرة على الإنتاج، مثل ما كان في السابق، وهو ما ازداد حدّة بعد حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، رغم أن التكنولوجيا المتوفرة هذه الأيام تزيد سهولة إنتاج الأغنيات التي تشكل هويته الموسيقية، في إطار ما يقدمه من أغنيات "راب" وموسيقية إلكترونية أحياناً. وعزا ذلك إلى أنه أنجز عدّة أغنيات عن غزة، ما بعد انتهاء العدوان على القطاع الذي عاش أكثر من عدوان في العقدين الأخيرين، إلى أن عدم إنجاز أي أغنية تحاكي ما يحدث الآن من حرب إبادة يعود لكون الحرب متواصلة، أي أننا لا نزال نعيش تفاصيلها، بل تزداد بشاعة وقبحاً بشكل لا يُعقل يوماً بعد يوم. وبرّر موقف من لا ينجزون أغنيات من الفنانين الفلسطينيين المقيمين في فلسطين، وخاصة في الأراضي المحتلة عام 1948 والقدس، بدافع الخوف، سواء من الاعتقال أو التهديد الشخصي أو العائلي حتى، "خاصة أن عدوي، أي الاحتلال، لن يتورّع حتى عن قتلي، والعالم لن ينتصر لي".
ولفتت الفنانة سناء موسى إلى أن الأوضاع بالنسبة لفناني الداخل معقدة منذ زمن، وازدادت تعقيداً مع تواصل حرب الإبادة على قطاع غزة، إذ ارتفع منسوب الجرائم التي يمارسها المستوطنون في عموم فلسطين، وخاصة في الداخل. وأشارت موسى إلى أن الخوف شعور إنساني مبّرر، ولكن بالنسبة لها، كان عدم تقديمها أي أغنيات تتعاطى مع واقع الحرب المتواصلة، يعود إلى قناعتها بأن أي عمل قد تقدمه لا يمكن أن يرقى لحجم التضحيات التي يقدمها الفلسطينيون يوميّاً، في قطاع غزة، خاصة أن ما يحدث في غزة غير مسبوق تاريخياً، وعلى مستوى العالم، مؤكدة أنه "أمام قمة البشاعة والنذالة الحيوانية التي تمارس ضد أهلنا في غزة، فإن أي كلمة ولحن عاجز عن التعبير عمّا يحدث، ومتقزم بلا شك مقارنة بهذه المعاناة التي لا تُوصف".