افتراق مفاجئ بين "فوكس نيوز" وأبرز وجوهها التلفزيونية تاكر كارلسن

25 ابريل 2023
حظي برنامج كارلسن المسائي بشعبية واسعة بين مشاهدي القناة (تشيب سوموديفيا/Getty)
+ الخط -

أعلنت محطة فوكس نيوز أنّ أحد أبرز وجوه التلفزيون في أميركا، تاكر كارلسن، تركها بمفعول فوري بعد أيام من دفعها تعويضاً مالياً ضخماً لتسوية قضية تشهير مع شركة لآلات التصويت.

وكان كارلسن (53 عاماً) أبرز مقدّمي "فوكس"، وكان يطلّ عبر برنامج مسائي حظي بشعبية واسعة في أوساط مشاهدي القناة اليمينيين.

ويعدّ كارلسن أيضاً من أبرز الوجوه في الحلقة السياسية الجمهورية، وغالباً ما حاور الرئيس السابق دونالد ترامب، وتعرّض لانتقادات على خلفية ترويجه لأخبار مضللة، وصولاً إلى اعتماد خطاب تفوح منه رائحة العنصرية والكراهية.

وأعلنت الشبكة، أمس الاثنين، أنّ "فوكس نيوز ميديا وتاكر كارلسن اتفقا على الافتراق. نشكره على خدماته للشبكة كمضيف"، وقبل ذلك كضيف في برامجها.

ولم تقدّم الشبكة تفاصيل بشأن رحيل الإعلامي الذي انضم إليها في 2009، بينما اعتصم هو بالصمت بشأن الخطوة.

ومن خلال "تاكر كارلسن تونايت"، اشتهر المذيع بانتقاده التوجهات الليبرالية المعاصرة في الولايات المتحدة، من سياسات الهجرة، إلى تقييد امتلاك الأسلحة الفردية، ونال شعبية لدى المشاهدين جعلت برنامجه الأبرز عبر قنوات "الكابل"، وسط تقديرات بمتابعته من قبل ثلاثة ملايين شخص.

وأتى الإعلان بعد زهاء أسبوع من توصل "فوكس نيوز"، الثلاثاء الماضي، إلى تسوية مالية قضت بأن تسدّد 787.5 مليون دولار لشركة دومينيون الأميركية المصنّعة لآلات التصويت، التي تتّهمها بالتشهير.

وجنّبت هذه الخطوة الشبكة محاكمة كانت ستحظى بمتابعة واسعة وتشكّل اختباراً لنطاق حرية التعبير الإعلامية. كذلك تفادت اضطرار أسماء كبيرة فيها، مثل مالكها روبرت مردوخ وكارلسن نفسه، إلى الإدلاء بشهادة في المحاكمة.

إلّا أنّ مداولات داخلية في "فوكس نيوز" نُشرَت قبل المحاكمة، ألمحت إلى أنّ مسؤوليها كانوا على استعداد للترويج لأضاليل بشأن الانتخابات الرئاسية 2020 خشية خسارة مشاهديهم لقنوات منافسة.

وكانت شركة أنظمة دومينيون للتصويت قد رفعت دعوى قضائية ضد "فوكس نيوز"، مطالبة بتعويض قدره 1.6 مليار دولار في مارس/ آذار 2021، متهمة القناة بالترويج لمزاعم صادرة عن دونالد ترامب تفيد بأنّ آلاتها استُخدمت لتزوير نتائج انتخابات عام 2020 الرئاسية التي خسر فيها أمام جو بايدن.

وفي المداولات الداخلية، أعرب كارلسن عن "بغضه" لترامب، مؤكداً تطلعه قدماً إلى "تجاهله" في أغلب الأمسيات.

من جهتها، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال، المملوكة أيضاً من مردوخ، أنّ كارلسن أبدى أحياناً بعد انتخابات 2020 عدم موافقته على نظرية التزوير.

وفيما لم يعلّق ترامب مباشرةً على تلك التصريحات، أعرب أمس الاثنين عن "صدمته" برحيل كارلسن عن "فوكس".

وقال لقناة نيوزماكس اليمينية: "لقد فوجئت. هو شخص جيد جداً ورجل جيد جداً وموهوب جداً (...) أعتقد أن تاكر كان كذلك، خصوصاً على مدى العام الماضي. كان مذهلاً بالنسبة إلي".

وعلى رغم الانتقادات التي كان يواجهها، لطالما دعمت "فوكس نيوز" كارلسن، خصوصاً أنّه كان قادراً على إثارة الجدل والتركيز الإعلامي وجذب عائدات المشاهدة والإعلانات.

وفي مقابل شعبيته اليمينية، كان كارلسن موضع انتقادات من الطرف الآخر.

وقالت مجموعة ميديا ماترز اليسارية، الاثنين، إنّ كارلسن كان "مضلّلاً خطراً" وصلة وصل "بين فوكس نيوز وأكثر الأطراف تطرفاً في القواعد اليمينية".

وظهر كارلسن للمرّة الأخيرة على شاشة "فوكس" يوم الجمعة الماضي، حيث بدا مرتاحاً وتناول البيتزا وودّع المشاهدين بعبارة "سنعود الاثنين، نراكم حينها".

وشهدت أمسية الاثنين حدثاً إعلامياً ثانياً في الولايات المتحدة، بإعلان محطة سي أن أن فصل المذيع المخضرم دون ليمون، بعد تصريحات اعتبرت تمييزية بحقّ النساء، طاولت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية والسفيرة السابقة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، التي تعتزم الترشح للرئاسة في 2024.

(فرانس برس)

المساهمون