مهرجان جرش: افتتاح رسمي وسط دعوات شعبية للمقاطعة

25 يوليو 2024
خلال افتتاح الدورة الـ38 من مهرجان جرش للثقافة والفنون (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **افتتاح الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان جرش**: انطلقت فعاليات مهرجان جرش الأردني بمشاركة فرق فنية محلية وعربية وأجنبية، وسط دعوات لمقاطعته بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة. حضر رئيس الوزراء بشر الخصاونة وأوقد شعلة المهرجان تحت شعار "ويستمر الوعد".

- **فعاليات المهرجان وتضامن مع غزة**: تضمن حفل الافتتاح عروضاً فنية تتغنى بالأردن وتاريخه، بمشاركة فنانين من الأردن ومصر. أكدت وزيرة الثقافة هيفاء النجار أن المهرجان ينحاز للقضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين.

- **برامج متنوعة ومشاركة دولية**: يمتد المهرجان من 24 يوليو إلى 3 أغسطس، ويشمل حفلات لفرق شعبية وفلكلورية من 25 دولة، بالإضافة إلى برامج ومسرحيات تعنى بالطفل. تُجمع التبرعات للهيئة الخيرية الهاشمية، وتبرع 40 فناناً تشكيلياً بإيرادات لوحاتهم لأطفال غزة.

انطلقت رسمياً الدورة الثامنة والثلاثون من مهرجان جرش الأردني للثقافة والفنون أمس الأربعاء، بمشاركة فرق فنية محلية وعربية وأجنبية، في ظل دعوات شعبية واسعة لمقاطعته، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وحضر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة حفل افتتاح فعاليات مهرجان جرش الثامن والثلاثين، وتم إيقاد شعلة المهرجان تحت شعار و"يستمر الوعد". حمل الشعلة الشاعر والوزير الأسبق حيدر محمود، في المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية، معلناً انطلاق نسخة خاصة من التظاهرة الثقافية والفنية التي ستكون متضامنة مع الشعب الفلسطيني. وغادر الخصاونة بعد إيقاد الشعلة مباشرة.

ويقام المهرجان بشكل رئيسي على مسارح مدينة جرش الأثرية، شمالي البلاد، من 24 يوليو/ تموز الحالي إلى الثالث من أغسطس/ آب المقبل، فيما تستضيف العاصمة عمّان العديد من الفعاليات.

وقالت رئيسة اللجنة العليا للمهرجان وزيرة الثقافة هيفاء النجار، خلال الافتتاح، إنّ "المهرجان ينحاز للقضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين، ويسعى للوقوف مع الشعب الفلسطيني في غزة وما يتعرض له الإنسان والمكان والبشر والحجر من قتل وتدمير وإفناء يعجز عنه الوصف، على يد الحكومة الصهيونية المتطرفة، ونُعبر في الوقت نفسه عن اعتزازنا بالمنجز الوطني وعلى مختلف الصعد، إذ كانت الثقافة فيه ولا تزال من المحركات الرئيسة لجل النشاطات الإنتاجية". وأضافت أن "الفن جزء من الكبرياء القومي وحضارة كل أمة"، ورأت في المهرجان "امتداداً لخط النور من عمان إلى القدس وغزة".

بدوره، قال رئيس بلدية جرش أحمد هاشم العتوم إن "جرش التاريخ والحضارة تؤكد تضامن الأردنيين مع الأهل والأشقاء في غزة وفلسطين، وموقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية والعدوان الغاشم على غزة".

وقُدمت في حفل الافتتاح مجموعة أعمال تتغنى بالأردن وتاريخه ودوره تجاه الشعب الفلسطيني، وعُرضت "مغناة مملكة الحضارات"، من كلمات حيدر محمود، وألحان وتوزيع الموسيقار المصري أمير عبد المجيد. وأدى المغناة المطربون محمد الحلو ومروة ناجي من مصر، ونداء شرارة ورامي شفيق من الأردن. كما عُرضت مغناة "ملك القلوب"، من كلمات الشاعر علي الفاعوري، وألحان وغناء الفنانة روز الور، وتوزيع المايسترو محمد عثمان صديق. 

وأدت ديانا كرزون مغناة "موطن عبد الله"، من كلمات الشاعر صالح الشادي من السعودية، وألحان وتوزيع الفنان الأردني أيمن عبد الله. وغنت مروة ناجي الأغنية الشهيرة "أرخت عمان جدائلها" للفنانة نجاة الصغيرة، من كلمات الشاعر حيدر محمود، وألحان الموسيقار الراحل جميل العاص. وأدى الفنان عمر العبداللات مزيجاً من الأغاني الوطنية. وشاركت في الحفل فرقة رف للفنون الأدائية، وأوركسترا المعهد الوطني للموسيقى بقيادة المايسترو محمد عثمان صديق. ومن تأليف مفلح العدوان وإخراج ناجي سلامة، عُرضت السردية التاريخية "مملكة الزمن.. ويستمر الوعد".

ويتضمن برنامج المهرجان أيضاً حفلات لفرق شعبية وفلكلورية أردنية وعربية وأجنبية، من بينها دار الأوبرا المصرية. وتشارك 25 فرقة تمثل فولكلور دولها، إلى جانب العديد من البرامج والمسرحيات التي تعنى بالطفل، فضلاً عن وجود مشاركة مهمة لقطاع الشباب. كما تشارك أكثر من 40 دولة في فعاليات المهرجان من مسرح وشعر وفن تشكيلي.

وعلى هامش فعاليات المهرجان، هناك صناديق لجمع التبرعات للهيئة الخيرية الهاشمية، فضلاً عن "تبرع 40 فناناً تشكيلياً أردنياً وعربياً وأجنبياً بإيرادات لوحاتهم لأطفال غزة، سواء الذين يرقدون في المستشفيات الأردنية أو على أرض غزة".

وكانت قد انتشرت دعوات لمقاطعة المهرجان قبل افتتاحه بين الأردنيين، تضامناً مع الفلسطينيين في غزة حيث تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأصدرت رابطة الكتاب الأردنيين، الشهر الماضي، بياناً طالبت فيه اللجنةَ العُليا للمهرجان بـ"الوقوف عند مسؤوليّاتها الوطنيّة، والعمل على مُراعاة الظروف والمُعطيات الوطنية والقومية، وأهداف إقامة المهرجان"، ودعت إلى "جَعْل دورة المهرجان الحاليّة دورةً لغزّة، إجلالاً لأرواح الشهداء واحتراماً للأوضاع الإنسانية السائدة، ووقوفاً عند تطلُّعات الناس وآمالهم وآرائهم، لتؤكّد وقوف الشعب الأردني بمختلف مكوّناته إلى جانب الأشقّاء في غزّة وكلّ فلسطين".

يُشار إلى أن مهرجان جرش استمر منذ عام 1981 وحتى العام 2007 ليحل محله مهرجان الأردن في عمان، إلا أنه استؤنف مجدداً عام 2011، وألغي المهرجان عام 2021 بسبب جائحة كورونا لكنّه أقيم مجدداً عام 2022. وتعتبر جرش من أهم المدن الأثرية في الأردن، إذ يعود تاريخها إلى عهد الإسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد، وهي تشتهر بأعمدتها ومدرجاتها وساحاتها ومعابدها وكنائسها، وهي إحدى أبرز الوجهات السياحية في البلاد.

المساهمون