استمع إلى الملخص
- لاكلان مردوخ يرأس مجلس إدارة "نيوز كورب" و"فوكس كورب"، والصندوق يضم ثمانية أصوات، أربعة منها لمردوخ والأربعة الأخرى لأبنائه من زيجتيه الأولى والثانية.
- بنى روبرت مردوخ إمبراطورية إعلامية ضخمة على مدار ستين عاماً، تشمل صحفاً وإذاعات في أستراليا، بريطانيا، وأميركا الشمالية، وتقدر ثروته بنحو 17.3 مليار دولار.
يخوض قطب الإعلام روبرت مردوخ معركة قانونية ضد ثلاثة من أبنائه لضمان بقاء نجله الأكبر وخليفته المختار لاكلان مردوخ مسؤولاً عن إمبراطوريته الإعلامية، وفق ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز، أمس الأربعاء. ونقل تقرير الصحيفة عن وثيقة مختومة من المحكمة أن مردوخ يحاول توسيع نفوذ لاكلان التصويتي في "صندوق إدارة ثروة عائلة مردوخ" كي يضمن له الأغلبية وضمان ألا يتحداه إخوته. وتشمل حيازة الصندوق، ومقره رينو في ولاية نيفادا الأميركية، أسهم الأسرة في مجموعة ضخمة من شبكات التلفزيون والصحف التي يملكها مردوخ من خلال شركتي نيوز كورب وفوكس كورب.
لاكلان مردوخ هو رئيس مجلس إدارة "نيوز كورب" التي تشمل إصداراتها صحيفتي وول ستريت جورنال وذا صن، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ"فوكس كورب". ويضم هذا الصندوق حاليا ثمانية أصوات، أربعة منها لمردوخ، والأصوات الأربعة المتبقية لأبنائه الأربعة من زيجتيه الأولى والثانية. ولا تتمتع ابنتاه من زوجته الثالثة بحق التصويت في الصندوق.
وجاء في التقرير أن مردوخ يخشى أن يؤثر "غياب الإجماع" بين أبنائه الأربعة "على الاتجاه الاستراتيجي لكلتا الشركتين، بما يشمل توجهاً جديداً محتملاً للسياسة التحريرية والمحتوى". وذكر التقرير، استناداً إلى قرار من المحكمة، أن مردوخ يرغب أيضاً في تسليم لاكلان السيطرة "الدائمة" و"الحصرية" على الشركة.
ولم ترد "فوكس كورب" أو "نيوز كورب" أو محامي مردوخ على طلبات من "رويترز" للتعليق. ولم يتسن الوصول إلى محامي الأبناء الثلاثة المنخرطين في المعركة القانونية للتعقيب.
إمبراطورية مردوخ الإعلامية
بنى روبرت مردوخ على مدار ستين عاماً إمبراطورية إعلامية خارج نطاق موطنه أستراليا، جامعاً منظمات إعلامية رئيسية تمتد عبر ثلاث قارات، في مسيرة تخللتها أيضاً عدة فضائح. تمكن قطب الإعلام، عبر شركتيه نيوز كورب وفوكس كوربوريشن، من بناء إحدى أكبر المجموعات في العالم التي تضم صحفاً وإذاعات تحت سقف واحد.
وقدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 17.3 مليار دولار.
وتضم "نيوز كورب" ممتلكات مردوخ في بلده الأم أستراليا، وأهمها صحيفة ذا أستراليا اليومية الوطنية الوحيدة التي أسسها عام 1964. تملك المجموعة أيضاً في البلاد صحيفة ديلي تلغراف وموقع "نيوز.كوم. إيو."، بالإضافة إلى "سكاي نيوز أستراليا" التلفزيونية، و"فوكس تِل" التلفزيونية المدفوعة.
في بريطانيا، جاء الاستثمار الأول لمردوخ عام 1969، من خلال شراء صحيفة نيوز أوف ذا وورلد الشعبية التي أغلقت عام 2011، بعد فضيحة تتعلق بالتنصت بشكل غير قانوني على ضحايا القتل والإرهاب والسياسيين والمشاهير. اشترى مردوخ، عام 1981، "ذا تايمز" اليومية العريقة، بالإضافة إلى "صنداي تايمز"، ليضيفهما إلى الصحف المكتوبة التي تضمنت أيضاً "ذا صَن". وتشمل أملاكه في الإذاعة والتلفزيون كلاً من "تولك سبورت" و"تولك تي في" و"فيرجن راديو يو كي". وتوجد "نيوز كورب" في أيرلندا أيضاً، عبر محطات الإذاعة المحلية. أسس مردوخ إمبراطورية صحافية منحته وصولاً ونفوذاً سياسياً لا مثيل له في بريطانيا.
دخل مردوخ سوق أميركا الشمالية عام 1985، مع شرائه لصحيفة نيويورك بوست. عام 2007، استحوذت "نيوز كورب" في صفقة كبرى على مجموعة "داو جونز" الإعلامية التي تشمل ممتلكاتها صحيفة وول ستريت جورنال العريقة. استحوذت الشركة أيضاً على دار هاربر كولينز للنشر عام 1987. تسيطر الشركة أيضاً على "ريا غروب" المتخصصة في العقارات التجارية والسكنية. وفي السنة المالية 2023، أعلنت شركة نيوز كورب عن أرباح قيمتها 149 مليون دولار على إيرادات بلغت 9.9 مليارات دولار. عام 1984، استحوذ مردوخ على شركة "توينتييث سنتشوري فوكس"، وأعاج تنظيمها وتشكيلها. وباعها عام 2017 إلى "ديزني".
تتألف "فوكس كوربوريشن" اليوم من قناة فوكس الوطنية وعدد من قنوات الكابل، أهمها القناة الإخبارية فوكس نيوز المفضلة لدى المحافظين الأميركيين. وبالإضافة إلى ذلك، تشمل المقتنيات شبكة تي إم زي لأخبار الترفيه، واستوديو رامزي غلوبال الذي يضم امتياز برنامج "ماستر شيف" والشيف البريطاني الشهير غوردن رامزي. وفي السنة المالية 2023، أعلنت "فوكس" عن أرباح قيمتها 1.3 مليار دولار من إيرادات قدرها 14.9 مليار دولار.
وعلى الرغم من أنه ركز بشكل كبير على المطبوعات والتلفزيون، فإنه حاول من دون جدوى السيطرة على الإنترنت أيضاً. اشترى "ماي سبيس"، إحدى أولى الشبكات الاجتماعية، عام 2005، مقابل 580 مليون دولار. وعام 2011، باعها بخسارة كبيرة بلغت 35 مليون دولار. وقال لاحقاً إن المنصة فشلت بسبب "سلسلة من الفرص الضائعة باهظة الثمن" مع إضافة "طبقة من البيروقراطية" التي أوقفت التقدم ضد المنافسين مثل "فيسبوك" و"يوتيوب".
(رويترز، العربي الجديد)