استمع إلى الملخص
- تعرض أكثر من 140 مغربيًا للاختطاف في ميانمار من قبل منظمات غير شرعية، حيث يتعرضون للتعذيب ويُطلب من أهاليهم فدية تصل إلى 100 ألف درهم، فيما يجد المختطفون أنفسهم ضحايا لعروض عمل وهمية في مجال التجارة الإلكترونية.
- شرعت السلطات المغربية في التحقيق بالقضية، مستمعةً إلى شهادات بعض الضحايا والعائلات، وحذرت النيابة العامة المغربية من محاولات استقطاب جديدة قد تكون جارية عبر الإنترنت والوسطاء، داعيةً إلى المزيد من اليقظة.
اختفى صانع المحتوى المغربي في "يوتيوب"، آدم توفيق، المعروف بلقب "نيو بطوطة"، في ظروف غامضة بعدما توجّه إلى آسيا ليصنع محتوى حول المغاربة المختطفين في ميانمار. وذكر موقع هسبريس المغربي أن أخبار توفيق انقطعت منذ أكثر من 11 يوماً عقب ذهابه إلى الحدود بين ميانمار وتايلاند، ونقل عن والد اليوتيوبر أن آخر تواصل مع نجله كان في 23 مايو/أيار، حيث كان في فيتنام وأخبره بأنه متجه إلى لاوس، ثم انقطعت إشارة الإنترنت معه.
ونقل الموقع عن اليوتيوبر المغربي، أمجد رامي، الذي كان برفقة آدم قبل اختفائه، أنه "كان معي في فيتنام وعبّر عن رغبته في أن يذهب إلى منطقة المثلث الذهبي"، الواقعة على الحدود بين لاوس وتايلاند وميانمار، وهي المنطقة التي يرجح وجود المختطفين في ميانمار بها. وأكّد أن تلك المنطقة خطرة و"يُسحَب جواز السفر لدخولها، وهو أمر مقلق جداً"، و"كل الخوف أن يكون تم احتجازه هناك".
قصة المغاربة المختطفين في ميانمار
بلغ عدد المغاربة المختطفين في ميانمار من منظمات غير شرعية تنشط في مناطق متمردة قريبة من الحدود مع تايلاند 140 مغربياً على الأقل، وقد أكّد أهالي المختطفين أن أبناءهم يتعرّضون للتعذيب في حين تطالبهم العصابات بفدية تصل قيمتها إلى 100 ألف درهم (حوالي 10 آلاف دولار). ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن سفير المغرب في تايلاند، عبد الرحيم الرحالي، أن المغاربة المختطفين في ميانمار هم ضمن آلاف الأشخاص من جنسيات مختلفة من بلدان أفريقية وآسيوية وأوروبية.
تحذير من عروض توظيف تقود إلى الخطر
نقلت الوكالة عن الأسر والناجين أن المختطفين في ميانمار وجدوا أنفسهم في هذه الوضعية بعدما تعرّضوا للإغراء بعروض عمل وهمية في مجال التجارة الإلكترونية، بأجور مرتفعة وظروف عمل جذّابة. وبعد استدراجهم نحو نقاط للقاء في ماليزيا وتايلاند، نُقِل الضحايا من شبكات تهريب إلى مناطق تسيطر عليها جماعات مسلحة متمردة في ميانمار، من أجل تشغيلهم في مراكز نداء سرية تعمل في مجال الجرائم السيبرانية.
ونبّه السفير إلى أن الأشخاص الذين وُظِّفوا يكلَّفون باستقطاب أشخاص من بلدانهم الأصلية في عمليات احتيال مختلفة، عبر بيانات تعريف مزيفة، وأحياناً بواسطة ما يسمى ببوابات الاستثمار ومواقع مزيفة لألعاب الحظ، وفي أحيان أخرى عبر منصات للنصب والابتزاز بانتهاك الخصوصية، داعياً إلى المزيد من اليقظة أمام محاولات للتوظيف، قد تكون جارية، بواسطة عملاء محليين وعبر شبكة الإنترنت.
وفتحت السلطات المغربية بحثاً قضائياً حول القضية، وشرعت في الاستماع إلى بعض الضحايا والعائلات، ولا سيما الذين تقدموا بشكاوى في الموضوع. وقد دعت النيابة العامة المغربية بدورها إلى توخي الحيطة والحذر تجاه محاولات الاستقطاب التي لا تزال جارية عبر الإنترنت والوسطاء في المغرب والخارج.