إيران: احتجاجات إلكترونية على وفاة مهسا أميني وممثلات يخلعن الحجاب

19 سبتمبر 2022
دخلت أميني في غيبوبة بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران (فاطمة بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -

احتجّ عددٌ كبيرٌ من الممثلين والممثلات الإيرانيين، كلّ على طريقته الخاصة، على وفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، التي رحلت يوم الجمعة الماضي في المستشفى، بعد أيامٍ من احتجازها في مقرٍ لشرطة الآداب في طهران بتهمة عدم التقيّد بمعايير الحجاب.

وأثارت وفاة أميني، ردود فعلٍ واسعة في إيران. من جهة، اختارت ممثلات مثل تَرانة علي دوستي، وإلناز شاكردوست وبهنوش بختياري، ومخرجون مثل أصغر فرهادي، التعليق على الحادثة واستنكارها عبر منشورات على صفحاتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة "إنستغرام".

ومن جهة أخرى، وجد آخرون طرقاً مختلفةً للاحتجاج مثل خلع الحاجب أو قصّ الشعر، أو حتّى زيارة مسقط رأس الشابة للمشاركة في تشييعها.

ونشرت الممثلة كتايون رياحي صورةً لها من دون حجاب على حسابها في "إنستغرام"، ثمّ أجرت مقابلة من دون غطاء الرأس مع قناة إيران إنترناشيونال، والتي تتّهمها الحكومة بأنّها مموّلةٌ من السعودية لتحريض الشارع الإيراني.

بدورها، خلعت الممثلة، المقيمة في كندا، شبنم فرشاد جو، حجابها في مقطع مصوّر، نشرته على "إنستغرام"، وقالت إنّها اتخذت الخطوة احتجاجاً على "الحجاب الإجباري" ووفاة مهسا أميني. وفيما لقيت الخطوة استحسان البعض، إلّا أنّها عرّضتها لموجة انتقادات من مغرّدين آخرين.

وعادت الممثلة، اليوم الإثنين، لتعلن من حسابها، امتناعها عن العمل في إيران، وقالت: "ليس مهماً أين أعيش في العالم، المهم أنّني أعشق وطني، ومن الآن لن أمثّل في إيران".

أمّا الممثلة أناهيتا همتي، فقامت بقصّ شعرها احتجاجاً، في مقطع مصوّر انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

بينما اختار الممثل حميد فرخ نجاد الذهاب إلى مدينة سقز، في محافظة كردستان، مسقط رأس مهسا أميني للمشاركة في تشييع جثمانها، تعبيراً عن التضامن مع عائلتها.

وكانت شرطة الأخلاق في العاصمة قد اعتقلت الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، يوم الثلاثاء الماضي، خلال قضائها رحلة سياحية برفقة أسرتها في العاصمة طهران، وذلك بسبب حجابها "غير المناسب". لكن، وبعد ساعتين من اقتيادها إلى مركز للشرطة، نقلت إلى المستشفى في حالة غيبوبة، قبل أن تعلن وفاتها مساء الجمعة.

وأعلنت الشرطة الإيرانية أنّ دخول أميني في غيبوبة نتج عن إصابتها بـ"نوبة قلبية مفاجئة" خلال جلسة "إرشاد"، ونشرت مقطعاً مصوراً قالت إنّه يصوّر لحظة دخول أميني إلى قاعة مركز الشرطة حتّى وقوعها على الأرض.

لكن تشكّك أسرة الشابة والعديد من الناشطين والمغردين في الرواية الرسمية، وسط اتهامات للشرطة بتعذيبها وتعنيفها. كما تعالت الأصوات المطالبة بضرورة إنهاء نشاط دوريات شرطة الأخلاق في الشوارع وإلغاء قانون "الحجاب الإجباري".

وتحوّلت وفاة أميني إلى قضية رأي عام في إيران وأثارت ردود فعل واسعة. وأجرى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يوم أمس الأحد، اتصالاً مع أسرة مهسا أميني، مقدّماً التعازي لها وواعداً بإجراء تحقيقات توضح أبعاد الحادثة.

المساهمون