كان من المفترض وصول الممثلة المصرية منة شلبي إلى بيروت هذا الأسبوع، للبدء بتصوير المسلسل الرمضاني "بطلوع الروح" (كتابة محمد هشام عبية، وإخراج كاملة أبو ذكري). لكن عملية الإنتاج تأجلت، في انتظار شفاء شلبي من إصابتها بفيروس كورونا.
وأكد مصدر من داخل شركة "سيدرز آرت برودكشن" (صبّاح أخوان)، لـ"العربي الجديد"، أن الإمكانيات جاهزة ومؤمّنة، ولم يبق سوى المباشرة بالتصوير وتجهيز خمس عشرة حلقة لرمضان المقبل، علماً أن منة شلبي تشارك في مسلسل آخر من إنتاج "سيدرز آرت برودكشن" أيضاً، سيعرض رقمياً. كما أعلنت الشركة عن بدئها تصوير مسلسل ثالث في بيروت عنوانه "توبة" من إخراج أحمد صالح، وبطولة عمرو سعد ومجموعة من الممثلين المصريين.
لا يزال قرار منع المنتجين اللبنانيين من العمل في القاهرة سارياً، وذلك بمباركة النظام المصري الذي يتقاسم العائدات والمداخيل الخاصة بهذه الإنتاجات عن طريق شركة واحدة هي "سينرجي" التي تسلمت مهامها لفرض رؤيتها وطريقة تعاونها مع المنتجين من دون أسباب. حكي كثيراً عن تسويات تولاها عدد كبير من النافذين بشأن عودة العمل في الدراما المصرية من قبل شركات عربية. وتدخّل قبل عام المستشار السعودي تُركي آل الشيخ، كمحاولة فرض شروط للوصي السعودي على هذا الإنتاج. لكن الاجتماعات ذهبت أدراج الرياح، وأصبح كل منتج يصور "القصة المصرية" في البلد الذي يختاره.
للسنة الثالثة على التوالي، تنفذ شركة "الصباح أخوان" مجموعة من الأعمال المصرية في بيروت. قبل عام، صورت مسلسل "لحم غزال" من بطولة غادة عبد الرازق وإخراج محمد أسامة. وتزامن ذلك مع تصوير مسلسل "ملوك الجدعنة" من إخراج أمين جمال. حصد المسلسلان نسبة عالية من المشاهدات وفق إحصاءات الشركات، ولا سيما في القاهرة. واحتلَّ مسلسل "لحم غزال" المراتب الأولى، وفق قائمة الأكثر تداولاً على "تويتر" عام 2021. وكذلك دخل "ملوك الجدعنة" كل البيوت المصرية.
كل هذه النجاحات داخل القاهرة، ووفاء الجمهور المصري لإنتاجات مصرية تصور في الخارج، دفع المنتجين إلى مواصلة طريقهم رغم الهجرة المفروضة عليهم والصعوبات التي يفرضها النظام المصري.
ومع ذلك، يعمل المنتج جمال سنان على مشاركة مجموعة من شركات الإنتاج المصرية في التسويق للمسلسلات الجديدة، بعدما منع هو الآخر من ممارسة أي نشاط فعلي في الدراما من القاهرة. ويعمل أيضًا المنتج السوري محمد مشيش على سلسلة من الأفكار التي ستنفذ قريباً، بعدما لمع اسمه في السنوات الأخيرة في القاهرة، واستطاع أن يحقق شهرةً ونجاحاً في مجموعة أعمال قدمها كـ"غراند أوتيل" و"ليالي أوجيني" وغيرها من الأعمال التي قلبت المعادلة وارتفعت عن المضمون التقليدي بطريقة مبتكرة جداً، لكنه كباقي المنتجين العرب أصبح خارج اللعبة المصرية في انتظار انتهاء القرار أو تعديله.