إليسا تُحصي خسائرها في ثلاث أغانٍ

منذ عامين، حاولت المغنية اللبنانية إليسا التحايل على الجمهور، وإعلان نيتها تولّي إنتاجها الغنائي بنفسها، وذلك بعد تجربة امتدت لأكثر من 16 عاماً مع شركة روتانا السعودية، التي استغلت نجاح إليسا في بداياتها، وتعاقدت معها بتمهيد من المنتج الموسيقي الراحل جان صليبا.
في البدايات، لم تكن تجربة إليسا الغنائية سهلة. ومع ذلك، اكتسبت مزيداً من الدعم الترويجي، بعد توظيف ماكينة إعلامية مساندة لصاحبة "أجمل إحساس"، الأغنية التي أرست نجاحها، لما حققته من نجاح كبير.
طموح إليسا لم يكن ليقف أمام ألبوم أو أغنية، بل تعدّى الأمر ذلك إلى مجموعة من الجوائز العالمية حازتها خلال سنوات قليلة، وكانت بمثابة الدفع الأقوى لتعزز مسارها الفنّي، وتصبح من أهم المغنيات خلال العقدين الأخيرين.
قبل عام، أعلنت اليسا انفصالها بالتراضي عن شركة روتانا. قرار جاء بعد سنوات من الخلافات بينها وبين الشركة السعودية، على أن تبقى الأخيرة المنظمة لحفلات إليسا. وهذا يدخل ضمن إطار التعاون بين الشركة والفنانين، حتى الذين انتهت عقودهم، أو قرروا مغادرتها. بعض الفنانين لم يوقّع يوماً للشركة، لكنها رغم ذلك تتولّى تنظيم حفلاتهم، مثل المغنية نانسي عجرم، التي تتعاون مع روتانا في معظم الفعاليات التي تقام داخل المملكة العربية السعودية.
هكذا، بدأت إليسا بإعلان إنتاجها الغنائي قبل ثلاثة أشهر، عندما أحدثت صدمة، من خلال الديو الذي جمعها مع المغربي سعد لمجرّد، "من أول دقيقة"، من كلمات أمير طعيمة وألحان رامي جمّال.
حقق الديو أكثر من 240 مليون مشاهدة على "يوتيوب"، وقال الجمهور إن سبب ارتفاع عدد المستمعين يعود إلى أنّ سعد لمجرّد مشارك في الديو، نظراً إلى ما يملكه من متابعين على المواقع البديلة.

بعد الديو، أصدرت إليسا أغنية "زهرة من الياسمين"، من كلمات كمال قبيسي، وألحان أسامة الرحباني. أول تعاون للأخير مع إليسا لم يحقق أكثر من مليون مشاهدة على "يوتيوب"، بعد شهرين من نشره (11 يوليو/تموز 2022).
في السادس عشر من أغسطس/آب الماضي، أصدرت إليسا "أنا وبس"، كانت قد أعلنتها في مقابلة مع زياد برجي، ملحن الأغنية. ورغم سذاجة الكلمات، تحوّل الإصدار إلى ترند، لتأتي محاولة كاتب الكلمات أحمد ماضي، لاستغلال نجاح الأغنية، وتسجيلها بصوت برجي، وتصويرها على طريقة الفيديو كليب، بإخراج جان كلود ديب.

التزمت إليسا الصمت تجاه ما قام به برجي بعد أيام من صدور الأغنية بصوتها، وآثرت الرد بطريقة تبدو "مهذبة"، في الوقت نفسه نشرت المغنية اللبنانية نسخة من التنازل المفترض أن يحميها من السرقات أو استغلال العمل. لكن كل ذلك لم ينفعها، فكان لبرجي وماضي ما أراداه في محاولة لكسب نجاح أغنية إليسا بعد أسبوعين من إصدارها بصوتها، وأكثر من ذلك في مشاركة الممثلة نادين الراسي كـ"موديل" في الكليب، بعد أن تصدرت وسم "تويتر" لأيام، إثر رحيل شقيقها المغني جورج الراسي بحادث سير.
تخسر إليسا مجدداً، ويخسر معها الكاتب أحمد ماضي والملحن زياد برجي التزام الحد الأدنى من معايير التعاون بين الفنانين أنفسهم.