أين ذهب البشر الأوائل بعد ارتحالهم من أفريقيا؟ دراسة جديدة تجيب

26 مارس 2024
تمت الهجرة المحورية قبل ما بين 60 ألفاً و70 ألف عام (سيزار مانسو/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ظهر الإنسان العاقل (هومو سابينس) في أفريقيا قبل أكثر من 300 ألف عام، وبدأت هجرته خارج القارة بين 60 و70 ألف عام، مما أدى إلى انتشاره في العالم.
- دراسة جديدة تكشف أن الصيادين وجامعي الثمار الأوائل استقروا لآلاف السنين في منطقة تمتد عبر إيران وجنوب شرق العراق وشمال شرق السعودية، قبل أن ينتشروا في آسيا وأوروبا قبل حوالي 45 ألف عام.
- البحث استند إلى بيانات الجينوم البشري القديم والحديث والأدلة البيئية، مما سمح بتحديد "مركز" هؤلاء البشر الأوائل وتقديم صورة كاملة عن مكان وجود أسلاف غير الأفارقة في المراحل المبكرة من استعمار أوراسيا.

ظهر جنسنا البشري في أفريقيا منذ أكثر من 300 ألف عام، وكانت هجرته خارج القارة السمراء قبل ما بين 60 ألفاً و70 ألف عام إيذانا ببدء انتشار الجنس البشري (هومو سابينس)، أو الإنسان العاقل في العالم، ولكن أين ذهب هؤلاء الأوائل بعد ارتحالهم من أفريقيا؟

تقدم دراسة جديدة الإجابة عن هذا السؤال بعد سنوات من البحث.

وقال علماء إن هذه المجموعات من الصيادين وجامعي الثمار يبدو أنها ظلت موجودة لآلاف السنين كمجموعة سكانية متجانسة في مركز جغرافي يمتد عبر إيران وجنوب شرق العراق وشمال شرق السعودية قبل أن تستقر في كل أنحاء آسيا وأوروبا قبل 45 ألف عام تقريباً.

واستندت النتائج التي توصل إليها العلماء إلى مجموعات بيانات الجينوم البشري المستمدة من الحمض النووي القديم ومجموعات الجينات الحديثة، بالإضافة إلى الأدلة البيئية القديمة التي أظهرت أن هذه المنطقة كانت تمثل موطنًا مثاليا. وأطلق الباحثون على هذه المنطقة، وهي جزء مما يسمى الهضبة الفارسية، اسم "مركز" لهؤلاء البشر، الذين ربما كان عددهم يقدر بالآلاف فقط، قبل أن يواصلوا رحلتهم بعد مرور آلاف السنين إلى مناطق أبعد.

وقال لوكا باجاني، عالم الأنثروبولوجيا الجزيئية في جامعة بادوفا في إيطاليا، وهو مؤلف رئيسي للدراسة التي نشرت في دورية نيتشر كوميونيكيشنز: "تقدم نتائجنا أول صورة كاملة عن مكان وجود أسلاف جميع غير الأفارقة الحاليين في المراحل المبكرة من استعمار أوراسيا".

وأوضح مايكل بيتراجليا، عالم الأنثروبولوجيا والمؤلف المشارك في الدراسة ومدير مركز الأبحاث الأسترالي للتطور البشري في جامعة غريفيث، أن الدراسة "هي قصة عنا وعن تاريخنا، وكان هدفنا هو إماطة اللثام عن بعض الغموض حول تطورنا وتفرقنا في جميع أنحاء العالم".

وأضاف بيتراجليا: "سمح لنا الجمع بين النماذج الجينية والبيئية القديمة بالتنبؤ بالموقع الذي أقام فيه السكان الأوائل بمجرد ارتحالهم من أفريقيا".

واستفادت الدراسة من بيانات الجينوم البشري الحديثة والقديمة عن الشعوب الأوروبية والآسيوية. وقال ليوناردو فاليني، عالم الأنثروبولوجيا الجزيئية في جامعة بادوفا الإيطالية وجامعة ماينتس في ألمانيا: "لقد وجدنا أقدم بيانات الجينوم البشري، التي يعود تاريخها إلى ما بين 35 ألفاً و45 ألف سنة مضت، وهو أمر مفيد على وجه الخصوص". وابتكر الباحثون طريقة لتفكيك الاختلاط الجيني الواسع النطاق للسكان، والذي حدث منذ انتشار البشر الأوائل خارج المركز من أجل تحديد هذه المنطقة.

وكانت هناك رحلات سابقة على نطاق ضيق لأوائل البشر خارج أفريقيا قبل الهجرة المحورية التي تمت قبل ما بين 60 ألفاً و70 ألف عام، ولكن يبدو أن هذه الرحلات لم تصل إلى وجهتها في نهاية المطاف.

(رويترز)

المساهمون