ألبوم وأغنيتان منفردتان: مواقف تتفجّر في النغمات

19 مارس 2024
المغنية الأميركية أدريان لينكر (باري بريشتاين / Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ثلاثة فنانين عالميين أطلقوا أغانٍ تعبر عن تضامنهم مع قطاع غزة، مسلطين الضوء على القضية الفلسطينية من خلال فنهم.
- جيمي فوكس ومايكاي أعادا تسجيل "Black Boys on Mopeds"، مهدين عائداتها لمخيم عايدة للاجئين، بينما تعبر الأغنية عن العنصرية وتحولت إلى رمز للتضامن مع فلسطين.
- أدريان لينكر ولورا ريد أصدرا أغاني تعكس تضامنهما مع غزة، مخصصين عائداتهما للإغاثة، وتعبر كلماتهم عن الألم، الأمل، والتضامن مع الشعب الفلسطيني.

في ظل سباق إنساني مستمر منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول يخوضه الفنانون حول العالم، صدرت ثلاث أغان جديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الأولى للمغنيين الأيرلنديين جيمي فوكس (Jamie Fox) ومايكاي (Maykay)، والثانية للمغنية الأميركية أدريان لينكر (Adrianne Lenker) والثالثة للجنوب أفريقية ـ الأميركية، لورا ريد (Laura Reed).

صلاة من شينيد... وتبرّع كم أجل غزة

أصدر جيمي فوكس ومايكاي من فرقة الروك المعروفة Fight Like Apes، تسجيلاً جديداً لأغنية Black Boys on Mopeds للمغنية الأيرلندية الراحلة شينيد أوكونور (Sinéad O'Connor)، ليهدي ثنائي الروك العمل الغنائي إلى الشعب الفلسطيني.
ومن المقرر أن تؤدي الفرقة الأغنية في حفل سيقام في مسرح أوليمبيا يوم إبريل/نيسان المقبل، وسيتم التبرع بجميع عائدات الإصدار الجديد إلى مخيم عايدة للاجئين، في الضفة الغربية.
جاءت هذه الأغنية في ألبوم شينيد الثاني I Do Not Want What I Haven't Got، الذي يعود تاريخه إلى عام 1990، وحملت انتقاداً حاداً للسياسات الإنكليزية في عهد مارغريت تاتشر، وما اتسمت بها من عنصرية.
وعن الأغنية وعلاقتها بفلسطين، يقول مايكاي: "كنت في مخيم عايدة للاجئين في الضفة الغربية السنة الماضية، عندما سمعت أن شينيد أوكونور قد رحلت، لم يكن أحد هناك يعرف من هي ولماذا كانت مهمة جداً لنا". وأضاف الفنان الأيرلندي: "في تلك الليلة، كنا نغني حتى وقت متأخر أغاني شينيد، ومن بينها أغنية Black Boys on Mopeds، وكان الفلسطينيون يغنون أغانيهم الشعبية الجميلة باللغة العربية".
وأوضح مايكاي أنه عندما أصدرت أوكونور هذه الأغنية في عام 1990 "جاءت مثل معظم الأشياء التي فعلتها، إذ كان من الشجاعة أن تتحدث بهذه الطريقة".
لهذا، ففي رأي مايكاي أنه "بسبب شينيد وإصرارها، الذي لا هوادة فيه، على قول الحقيقة للسلطة، ليس من الخطورة هذه الأيام أن يتحدث أشخاص مثلنا علناً. لقد مهدت الطريق، ونحن مدينون لها بذلك".
تابع مغني الروك "إنه لأمر محزن للغاية أن تمتد الصلة بين تلك الأغنية وأيامنا هذه، وربما بصورة أقوى، عما كان عندما صدرت قبل 34 عاماً، Black Boys on Mopeds هي صلاة من أجل الإنسانية، صلاة من شينيد لكي لا يضطر طفلها إلى العيش في عالم غير عادل وخال من الرحمة".

أدريان لينكر

في 11 مارس/آذار الحالي، صدر ألبوم جديد للمغنية الرئيسية لفرقة Big Thief الأميركية، أدريان لينكر (Adrianne Lenker)، ومن المفترض أن تخصص عائدات الألبوم بالكامل إلى الجهود الإغاثية في قطاع غزة.
كتبت لينكر لدى إعلان إصدارها الجديد Bright Future: "كل ما يمكن أن أتفوه به من تعبيرات لن يبلغ القوة اللازمة لإيصال رسالتي التي يحملها هذا العمل. لا أستطيع التعبير عن مدى حزني وغضبي إزاء العنف المستمر ضد الفلسطينيين".
تابعت المغنية الأميركية: "يجب أن يتوقف القتل، إن الحاجة إلى وقف إطلاق النار أصبحت ملحّة جداً، وهذه المجموعة الجديدة من الأغاني التي أعتز بها هي إهداء إلى فلسطين".
وفي مقابلة لها مع صحيفة ذا نيويورك تايمز، صرحت لينكر قائلة: "من السذاجة الاعتقاد بأن هذا الإصدار الذي بادرنا إليه تضامناً مع غزة يمكن أن يمر من دون أن يتعرض لالانتقاد، لكني أصر على الاستمرار في دعم تلك القضية العادلة".


وكشفت المغنية في المقابلة أن العدوان على قطاع غزة وموقف الفرقة منه قد أوقع اضطراباً بين أعضائها، في إشارة إلى عضو الفرقة، عازف الغيتار ماكس أوليرتشيك، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية.
كان أوليرتشيك سبباً في تعرض الفرقة لهجوم حاد شنّه عدد من النشطاء الحقوقيين الفلسطينيين والعرب إثر إعلانها في 2022 عزمها تقديم حفلين في دولة الاحتلال الإسرائيلي، كونها مسقط رأس أوليرتشيك.
ردود الأفعال الغاضبة دفعت Big Thief إلى التراجع، معلنة وقتها في بيان أذاعته: "لكي نكون واضحين، نحن نعارض الاحتلال غير القانوني والقمع المنهجي للشعب الفلسطيني، ونؤمن بالحرية الكاملة وتقرير المصير لجميع الفلسطينيين".
يذكر أن الفرقة الأميركية المرشحة إلى جائزة غرامي، قد خصصت عائدات الألبوم بالكامل لصندوق إغاثة أطفال فلسطين (PCRF).

لورا ريد

تحت اسم Their Falastin أذاعت المغنية الجنوب أفريقية ـ أميركية لورا ريد (Laura Reed) أغنية جديدة أهدتها إلى "جميع الشهداء والمصابين والأطباء والصحافيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والإغاثة والفلسطينيين المقيمين في فلسطين والشتات".
وكتبت المغنية الأميريكية على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي لدى إطلاقها الأغنية: "يشرفني ويحزنني كذلك أن أشارك اليوم أغنية كنت أتمنى ألا تكون هناك حاجة إليها، لكن المحرض عليها يجلس على مذبح عقلي وقلبي وروحي يومياً".

وأضافت ريد: "مثل كثيرين حول العالم، فجرت مقاطع الفيديو من غزة والضفة الغربية قلبي، ولن أعود أبداً كما كنت، أما هذا العمل فقد استوحيته بتواضع من أولئك الذين يخاطرون بحياتهم، ويقاتلون من أجلها، ومن أجل منازلهم، ومن أجل فلسطينهم".
وتقول كلمات الأغنية التي صدرت في 8 مارس/آذار الحالي: "الثوار ينهضون من بين الأنقاض، منهم الشهداء والحكماء والمتواضعون/ العالم يحزن وهو يشاهدهم يحفرون/ حياة مدمرة ومصاعب كثيرة/ تحلق الطائرات الورقية لتكريم الشعراء/ الحاملين أقلامهم ضد الرصاص".

المساهمون