مع حلول موسم عيد الفطر، أتيحت سبعة أفلام هوليوودية ومصرية لجمهور السينما في فلسطين، وتحديداً في مدينة رام الله، حيث توجد دور السينما في الضفة الغربية فقط، لأسباب متعددة سياسية واجتماعية واقتصادية.
ويعرض فيلم "رمسيس باريس" لهيفاء وهبي ومحمد عادل إمام وآخرين في قاعات سينما البرج وسينما القصبة، وهو الأمر نفسه بالنسبة للفيلم الأميركي "جون ويك".
كما تعرض "البرج" خمسة أفلام أخرى، فيلمان كوميديان مصريان هما "بعد الشر" لعلي ربيع ورنا رئيس وبيومي فؤاد، و"ابن الحاج أحمد" لشيكو ورحمة أحمد وعايدة رياض وغيرهم، وفيلم الرسوم المتحركة "ذا سوبر ماريو بروس"، مدبلجاً إلى العربية، وفيلم المغامرات "دونجنز أند دراغنز"، المقتبس من اللعبة الإلكترونية الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، إضافة إلى فيلم الرعب "إيفل ديد رايز".
وتضمّ سينما البرج، وهي تجارية بالكامل، عدّة صالات عرض، فيما تحوي سينما القصبة قاعتي عرض فقط، وهي جزء من مؤسسة ثقافية غير ربحية.
ويغيب عن أفلام العيد في فلسطين فيلم "هارلي" للنجم المصري محمد رمضان، حيث يشارك إلى جانبه عددٌ من نجوم مسلسل "جعفر العمدة"، الذي حقّق شعبية كبيرة في فلسطين كما في مصر والدول العربية، منهم الممثل الشاب أحمد داش، والممثلة مي كسّاب، إضافة إلى النجمة مي عمر والفنان القدير محمود حميدة.
وذهب المدير التنفيذي لمسرح وسينماتك القصبة سامر مخلوف، في حديثه مع "العربي الجديد"، إلى أن عدم عرض "هارلي" في فلسطين يعود إلى ارتفاع ثمنه، فأفلام ممثلي الصف الأول تتطلب مبالغ كبيرة، وبالتالي هناك صعوبة في تعويض الكلفة عبر الإيرادات، خاصة أنّ سعر التذكرة يعادل 5.5 دولارات أميركية. أمّا المدير التقني والإداري لسينما البرج محمد سرحان، فبرّر غياب الفيلم بعدم التوصل لاتفاق مع الجهة المنتجة.
وأكّد سامر مخلوف أن موسم أفلام العيد في فلسطين لم يعد كما كان في السابق، حتّى "في حال تحقيقه أرباحاً، تكون هذه الأرباح قليلة". واعتبر أنّ السبب لا يعود إلى تردي الوضع الاقتصادي وحده، بل بسبب القرصنة الممأسسة، بحسب مخلوف. وشرح: "ترفق شركات الإنترنت خدماتها بأجهزة عرض أو تلفزيونات تفاعلية تحتوي على قنوات مُشفّرة رياضية وفنيّة وغيرها، وأفلام ومسلسلات أجنبية وعربية، وباشتراكات شهرية لا تتجاوز الدولارين، وبعضها يتبع لشركات كبرى". أضاف: "حتّى أنّها تعرض في بعض الأحيان أفلاماً مُنعت في فلسطين لأسباب وطنية أو اجتماعية، ولا رقابة عليها من الجهات الرسمية ذات الاختصاص، رغم تواصلنا مع العديد منها".
وشدّد مخلوف على أنّ إصرار "القصبة" على تشغيل السينما بأفلام عربية وأجنبية على مدار العام، وفي الأعياد، مردّة بالأساس الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من ثقافة ارتياد دور العرض السينمائي على ندرتها في فلسطين، مشيراً إلى "أنّنا لسنا سينما تجارية محضة، فنحن مؤسسة ثقافية بالأساس، وننظم أسابيع أفلام وعروض في إطار ما يعرف بالسينما البديلة، التي لا توفرها المنصات لحسن الحظ كونها خارج نطاق اهتمام الفئة المستهدفة لها بالمجمل".
من جانبه، أشار محمد سرحان إلى أنّ سينما البرج تختار أفلاماً تعتقد أنّها ستلقى رواجاً في فلسطين خلال العيد، مضيفاً: "الاختيارات تقوم على أسس ترفيهية تجارية بحتة".
ووصف سرحان الإقبال على عروض أفلام العيد بالجيّد، خاصةً "أننا لا نزال في مرحلة التعافي من كورونا"، وهذا التعافي هو "ما بدأنا نلمسه في موسم العيد، لا سيما أن عروضنا على مدار العام لم تكن منتظمة بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية وتبعاتها في فلسطين"، حيث إن اقتحامات قوّات الاحتلال للمدن، وارتقاء الكثير من الشهداء، رافقته إضرابات تجارية وإغلاقات، وليس من الممكن أو المقبول تقديم الترفيه في ظل ظروف كهذه.
وشدّد سرحان على تضرر سوق العروض السينمائية في فلسطين جرّاء القرصنة، وخاصةً عبر "التلفزيونات التفاعلية"، التي منعت في الأردن ودول الخليج.
واعتبر أنّ الجهات الرسمية "لا تدافع عن حقوقنا كمشاريع تجارية ربحية"، لافتاً إلى أنّ ذلك يدفعهم للتواصل أحياناً مع القائمين على هذه "التلفزيونات التفاعلية" بشكل شخصي، ليطلبوا منهم تأجيل عرض عددٍ من الأفلام إلى حين الانتهاء من عرضها في دور السينما.