أفلام "حقوق الإنسان والهجرة": تنويعات أحوال ونفوس ومصائب

23 سبتمبر 2022
"تشابك" للإيرانية ماليهي غلام زاده: تهجير وخسائر وذكريات وقهر (الملف الصحافي)
+ الخط -

 

يستمرّ "مهرجان الأفلام حول حقوق الإنسان والهجرة ـ ما بَقَى إلاّ نوصل"، في عرض أفلامٍ مختلفة، لغاية 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022. بعد 4 أيام (14 ـ 17 سبتمبر/أيلول 2022) من عروضٍ مُقامة في "دار النمر" في بيروت، ينتقل المهرجان، الذي تُنظّمه "مؤسّسة هينرش بُلْ ـ مكتب بيروت" منذ 6 دورات، إلى مدنٍ لبنانية أخرى، ما يؤكّد شيوع تلك الظاهرة المُحبَّبة، المتمثّلة بالذهاب إلى الناس ليُشاهدوا أفلاماً، بدلاً من دعوة الناس إلى صالات بيروتية للمُشاهدة نفسها.

التجربة متداولة منذ أعوام. نجاحها غير واضحة ملامحه إلى الآن، فالبلد منهارٌ، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، والناس يبحثون عن مصدر لعيشٍ متواضع. حضور السينما في مدن وبلدات وقرى لبنانية مهمّ ومطلوب. اعتياد الناس حضورها بينهم ومعهم يتطلّب وقتاً، لكنّ الإصرار على هذا الفعل الثقافي ـ الاجتماعي قابلٌ لترجمة عملية، يقول بإمكانية كبيرة لازدياد أعداد المشاهدين، مرة تلو مرة.

"مؤسّسة هينرش بُل" تختار هذا النمط من العروض السينمائية، لأفلامٍ تتناول مسألتي حقوق الإنسان والهجرة. في حمّانا (جبل لبنان) والبقاع وصيدا (لبنان الجنوبي) وطرابلس (لبنان الشمالي)، تُعرض 4 أفلام طويلة: "لعبة الظلّ" (2017، 90 د.) للهولنديّتين إيفي بلانك فورت وإلس فاندرل، و"الشعور كأنّك مُراقب" (2019، 90 د.) للجزائرية الأميركية آسيا بن داوي، و"يوميات شهرزاد" (2013، 80 د.) للّبنانية زينة دكّاش، و"طرس، رحلة الصعود إلى المرئيّ" (2018، 76 د.) للّبناني غسان حلواني. كما تُعرض 8 أفلام قصيرة: "كيف تحوّلت جدّتي إلى كرسيّ" (2020، 10 د.) للّبناني نيكولاس فتّوح، و"تشابك" (2019، 12 د.) للإيرانية ماليهي غلام زادة، و"النجاة الثانية" (2021، 35 د.) للّبنانية ديانا مقلّد، و"غناء العصفور" (2019، 12 د.) للإيرانية فرزانه أوميدفارينا، و"الزمّور" (2018، 8 د.) للإيرانية غاسيده غلمكاني، و"جدّي كان رومنسياً" (2019، 5 د.) للإيرانية مريم مهاجر، و"بائع البطاطا المجهول" (2017، 15 د.) للمصري أحمد رشدي، و"فأر أسود" (2021، 20 د.) للّبناني أحمد النابلسي.

 

 

التباعد في تواريخ الإنتاج لن يحول دون مُشاهدة/إعادة مُشاهدة أفلامٍ، تعاين أحوال بيئات اجتماعية وثقافية وحياتية مختلفة. الهجرة حاضرة، كما في الوثائقي "لعبة الظلّ"، الذي يتابع مسارات مراهقين ومراهقات هاربين من بلدانهم، الممزّقة بفعل الحرب، إلى أوروبا، "بحثاً عن أمان وحياة أفضل"؛ وفي الروائي القصير "غناء العصفور" (تحريك)، المرتكز على وقائع حاصلة في النمسا (2015) وأيرلندا (2019)، تُروى محاولة لاجئين للوصول إلى بلدٍ آمن، فيدفعون أموالاً لمهرِّب ينقلهم عبر الحدود في شاحنة تبريد: "لكنْ، تُحوِّل درجة الحرارة الباردة في الشاحنة أملهم بمستقبل أفضل إلى صراع شرسٍ للبقاء أحياء".

يُمكن إدراج "تشابك" (تحريك قصير) في لائحة أفلام الهجرة، مع أنّ تهجيراً يحصل لأفرادٍ بسبب حربٍ تُدمِّر منازلهم، فيخسرون "ذكرياتهم وأحبّاءهم" أيضاً، ويطرحون على أنفسهم أسئلة الحياة والبقاء على حدّ فاصل بين أمل واكتئاب، ومعنى الأرض وأهمية المياه.

تفجير مرفأ بيروت (4 أغسطس/آب 2020) مادة للوثائقي "النجاة الثانية"؛ ومسألة المفقودين اللبنانيين نواة الوثائقي "طرس"، وأحوال العرب في أميركا بحسب "المكتب الفيدرالي للتحقيقات"، وقوانين الرقابة والمواطنة والتلصّص على الحياة اليومية والحميمة، بعد الاعتداء الإرهابي في 11 سبتمبر/أيلول 2001، مطروحةٌ كلّها في "الشعور كأنّك مُراقَب".

نماذج من العناوين الأساسية، المطروحة في أفلام الدورة الـ6 للمهرجان، تعكس شيئاً من اهتمامه بقضايا ملحّة، في مسألتي الهجرة وحقوق الإنسان.

المساهمون