حقق تطبيق البث الصوتي "كلوب هاوس" شهرة واسعة خلال ذروة تفشي فيروس كورونا. لكنه بات اليوم أقل جاذبية بكثير.
طوال عام 2020 وبداية عام 2021، كان "كلوب هاوس" المكان المفضل بالنسبة إلى الكثيرين للمحادثات والمناقشات والمشاورات.
وشهد التطبيق في بدايته نمواً هائلاً ومعدلات تنزيل بلغت 10 ملايين في فبراير/شباط وحده، على الرغم من توافره على أجهزة iOS فقط.
لكن هذه الأيام الذهبية ولّت. في إبريل/نيسان، نُزِّل التطبيق 900 ألف مرة فقط، وهو ما يمثل تراجعاً كبيراً. كذلك شهد انخفاضاً بنسبة 70 في المائة تقريباً في متوسط المستخدمين الشهريين.
وقد نشرت مدونة شركة "سوشل باورفول" ورقة تحليلية توضح لماذا نجح التطبيق، ثم لماذا سقط.
لماذا نجح تطبيق "كلوب هاوس"؟
1. وصول إلى المشاهير: كان من السهل على مستخدمي التطبيق الوصول إلى المشاهير والمديرين التنفيذيين وقادة الفكر. فكان يمكن العثور على قائمة كبيرة من المشاهير ورجال الأعمال والسياسيين على التطبيق لمناقشة مجموعة واسعة من الموضوعات. فسمح التطبيق للجماهير بالاستماع والتفاعل من حين إلى آخر مع المشاهير المفضلين لديهم.
2. خدمة فريدة ومحتوى قيّم: بدا التطبيق فريداً لطبيعته الصوتية الحية، ومكاناً مثالياً للتحدث وتبادل الأفكار من دون أي عوامل تشتيت للانتباه مثل تدفقات الفيديو. وكان الهدف من غرف الدردشة بناء محادثات منظمة ومثمرة. فكان بإمكان المضيفين كتم صوت المتحدثين ثم إلغاء كتم الصوت، وكان على المشاركين رفع أيديهم قبل الموافقة على التحدث. وهو ما جعل النقاشات أهدأ من تلك التي تشهدها مواقع مثل "فيسبوك" أو "تويتر".
3. الحصرية: كان التطبيق حصرياً ويعتمد على الدعوات فقط. فكان الوصول بالفعل إلى التطبيق يحتاج إلى إرسال رابط إلى الأصدقاء حتى يتمكنوا من الانضمام أيضاً. وخلقت هذه المهمة البسيطة وهماً من الإحساس بالتفرد.
لكن لماذا تراجعت شعبية "كلوب هاوس"؟
1. بدعة حرّكها الوباء: يعتقد الكثيرون أن التطبيق حقق نجاحاً كبيراً خلال الوباء، نظراً لتعطّش المستخدمين لإجراء محادثة حقيقية مع أشخاص آخرين. لكن مع عودة الحياة إلى طبيعتها إلى حد ما، فقد الناس وقت الفراغ للاستماع إلى محادثات التطبيق المباشرة.
2. تصاعد المنافسة من المنصات القائمة: تعرض التطبيق للمنافسة من عمالقة بحجم "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تويتر"، التي قفزت بدورها إلى مركب البث الصوتي الحيّ بعد نجاح "كلوب هاوس"، سارقةً جزءاً من قاعدة مستخدميه. هذه المنصات ناجحة أصلاً ومحبوبة من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن الوصول إليها جميعاً بسهولة.
3. عدد كبير جداً من الإخطارات (نوتيفيكيشنز): يتعرض مستخدمو "كلوب هاوس" لمطاردة من الإخطارات، إذ يقدّم التطبيق إشعاراً لكل تفاعل ممكن. وهو ما يمثل مصدر إزعاج.
4. فقدان الحصرية: لا يزال التطبيق يعتمد على الدعوات، لكنه صار متاحاً للكثيرين لدرجة فقدان وضعه الحصري الذي كان يعطي انبطاعاً بالتميّز عند المستخدمين.