"#العرايشي_ارحل".. انتفاضة إلكترونية ضد المسؤول الأول عن التلفزيون المغربي 

10 ابريل 2022
واصل المغاربة انتقاد المسلسل (يوتيوب)
+ الخط -

تصدر وسم #العرايشي_ارحل، خلال الساعات الماضية، الترند المغربي على موقع تويتر، على خلفية الانتقادات الحادة التي طاولت مسلسل "فتح الأندلس" الذي تبثه القناة الأولى ضمن مسلسلات رمضان 2022.

وتفاعل ناشطون مغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً "تويتر"، بشكل واسع مع الوسم، فيما بدا لافتاً حجم الغضب من عرض مسلسل "فتح الأندلس"، الذي وصل إلى حد المطالبة برحيل المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (التلفزيون الحكومي) فيصل العرايشي.

ومنذ بدء عرضه، طاولت المسلسل، الذي رصدت ميزانية لإنتاجه أكثر من 3 ملايين دولار، انتقادات حادة وصلت إلى حد وصفه من قبل نُقاد مغاربة ومهتمين بالتاريخ ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ"المهلهل" و"البارد" و"الضائع" وحتى "الفاشل"، في حين تبقى التهمة الأشد هي "تحريف" تاريخ المغرب.

وانتقد المعلقون طوال الأيام الماضية ما اعتبروه تحريفاً للأحداث التاريخية تضمنها المسلسل، من حيث أصول الشخصيات ولغة ودقة بعض الخطابات وغيرها.

وانتقد الكثير من المعلقين جوانب فنية من المسلسل، معتبرين أنه يعاني من عدة أزمات تتعلق بالسيناريو وأداء الممثلين. 

كما سخروا من أخطاء في التصوير، مثل ظهور الأناناس على مائدة، وقنينة بلاستيك في أحد المشاهد، بالرغم من أن المسلسل حول حقبة تاريخية ومنطقة جغرافية لا توجد فيها مثل هذه الأشياء. 

ويتناول "فتح الأندلس"، الذي أنتجه وأخرجه المخرج الكويتي محمد العنزي، قصة القائد المغربي طارق بن زياد، خلال رحلة الفتح الإسلامي للأندلس أثناء ولاية موسى بن نصير في عهد الدولة الأموية، مستعرضاً الصعوبات التي واجهها لتحقيق هذا الفتح.

وكانت القناة الأولى المغربية قد اعتبرت أن أحداث المسلسل "التي تمتد على 33 حلقة ستقدم للمشاهد دروسًا في الشجاعة والتضحية والإخلاص، وقيم التسامح والتعايش التي كانت ضمن أولويات الفتوحات الإسلامية".

وقالت إن "برمجة مسلسل (فتح الأندلس) خلال شهر رمضان المبارك تعكس انفتاح الأولى على الإنتاجات العالمية، والتزامها بإثراء شبكتها ببرامج ضخمة ذات قيمة إنتاجية عالية، خصصت لها ميزانية كبيرة واستغرقت أشهرا طويلة من التحضير والتصوير".

وبينما لا تزال أصداء المسلسل مستمرةً بعد مرور نحو أسبوع على بدء عرضه، وجد مدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة نفسه في مواجهة انتقادات حادة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب.

وعلق الناشط حكيم راقي موجهاً كلامه إلى المسؤول الأول عن التلفزيون الحكومي: "نجحت في تبخيس القيم والأخلاق نجاحاً لم يستطع المستعمر أن يحققه لا بالسلاح ولا بالأموال. نجحت في بث التفاهة ودعم التافهين من أموال دافعي الضرائب. في فترة وجيزة لا تتعدى 17 سنة حققت النزول للقعر عار على دولة لها تاريخ عريق أن تكون ممثلها في الإعلام".

ودوّن الناشط على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يوسف أزروال: "كل يوم يتأكد لنا أن القطاع السمعي البصري المغربي يعاني من متلازمة الرجل غير المناسب في المكان المناسب. ديناصور التلفزيون، الرجل الذي بكل وقاحة منح أموال دافعي الضرائب لشخص يزور تاريخ المغاربة ويهينهم على شاشتهم العتيقة. تعبنا من الرداءة. تعبنا من السمسرة".

بدورها، قالت الناشطة فوزية المزراوي تعليقاً على الانتقادات التي طاولت مسلسل "فتح الأندلس": "إذا كانت قنواتنا الوطنية تساهم بشكل كبير في تحريف تاريخنا، فما علينا إلا لملمة أشيائنا والمضي إلى وجهة أخرى. ضقنا ذرعاً بأطماعكم التي لا تنتهي، كفاكم شراهة للأموال وأعراضنا يمرغها من هب ودب في الأوحال".

في حين كتب حساب باسم هناء: "كمغربيات ومغاربة لن نغفر لك أنك أهدرت مال دافعي الضرائب لاقتناء مسلسل إنتاجه مشرقي مليئ بالمغالطات والإساءة للمغرب ولطارق بن زياد الأمازيغي، وتصويره وكأنه عبد مأمور في حين كان بطلاً وكان فتح الأندلس بفضله وبفضل جنوده الأمازيغ".

وكان المخرج الكويتي محمد العنزي قد رد على كل الانتقادات الموجهة للعمل بالقول، في تغريدة له، إن "محاولات البعض تحجيم قادة إسلاميين مثل طارق بن زياد بأقاليم حددها لنا اتفاق (سايكس بيكو) لن تفيد، إن طارق وغيره من قادتنا إرث لأمة المليار ونصف المليار مسلم لا دولة معينة أو إقليم".

ويجسد بطولة العمل التاريخي الممثل السوري سهيل جباعي، الذي يجسد شخصية طارق بن زياد، واللبناني رفيق علي أحمد، الذي يجسد شخصية موسى بن نصير، والأردني عاكف نجم في شخصية أبو بصير شيخ طارق بن زياد، والفلسطيني محمود خليلي في شخصية جوليان حاكم سبتة، والفلسطيني السوري تيسير إدريس الذي يجسد شخصية لوذريق حاكم طليطلة، والكويتي محمد العجيمي الذي يجسد شخصية أحد قادة القوط، إلى جانب الممثل المغربي هشام بهلول الذي يجسد شخصية شداد صديق طارق بن زياد وقائد جيوشه".

ومسلسل "فتح الأندلس" من تأيف ستة كتاب، هم مدين الرشيدي من الكويت وصالح السلتي وإبراهيم كوكي ومحمد اليساري من سورية، والمصريان أبو المكارم محمد وصابر محمد.

المساهمون