أشرس معارك هوليوود: هل ترضخ وكالات المواهب لشروط المؤلفين؟

22 ابريل 2019
ميريديث ستيم مؤلّفة مسلسل "كولد كيس" (فريديريك براون/Getty)
+ الخط -
مطلع الأسبوع الماضي، بدأت شرارة معركة شرسة تظهر في هوليوود. قوام الحرب طرفان: "رابطة الكتّاب الأميركية" The Writers Guild of America وأضخم وكالات المواهب وأبرزها "إنديفور إنترتينمنت" Endeavor Entertainment، و"كريتيف أرتيست آيجنسي" Creative Artist Agency، و"يونايتد تالنت آيجنتس" United Talent Agents، و"آي سي أم بارتنرز" ICM Partners.
وقد رفعت "رابطة الكتّاب الأميركية" دعوى قضائية ضد وكالات المواهب الأربع الأضخم في هوليوود، الأربعاء الماضي، في الخطوة الأحدث والأجرأ ضمن الصراع الشرس بين الطرفين.

وزعمت الدعوى المرفوعة في محكمة مقاطعة لوس أنجليس العليا أن استخدام الوكالات لما يسمى "رسوم الحزم" غير قانوني بموجب قانون كاليفورنيا، لأنها تشكل "تضارباً في المصالح بين الكتّاب والوكالات التي تعمل وكلاء لهم".

دور الوكالات والأرباح الهائلة
وتقوم الوكالات بتمثيل زبائنها (ممثلين وكتاب ومخرجين) لدى شركات الإنتاج والاستديوهات، عند الاتفاق على أي فيلم أو مسلسل أو برنامج، مقابل مبلغ مالي ثابت تتقاضاه هذه الشركات. واعتبرت رابطة الكتاب أن هذه الأرباح غير شرعية وأنها كبيرة جداً، مقارنة بالعمل المطلوب من الوكالة أو الوكيل الذي تنتدبه. ومن أبرز الكتاب الذين شاركوا في رفع الدعوى ميريديث ستيم، مؤلفة مسلسل "كولد كيس"، وديفيد سيمون، مؤلف "ذا واير".

وتساءلت ميريديث ستيم: "ما هو السبب الذي يجعل الوكيل يأخذ مبلغ 75 ألف دولار مقابل كل حلقة من مسلسلي؟". هذا المبلغ الكبير أدى في السنوات الأخيرة إلى خفض أجور الكتاب، إذ إنّ شركات الإنتاج تتحجّج بالمبالغ الطائلة التي تدفعها لوكالات المواهب، وبالتالي تقتطعها من ميزانية المسلسل أو العمل. وتروي ستيم لموقع "فورتشن" أنها لم تكن تعلم أن وكالة المواهب التي تمثّلها أمام شركات الإنتاج أي "كريتيف أرتيست آيجنسي" تتقاضى مبلغاً مقطوعاً عن كل حلقة من المسلسل، إلا في الموسم السابع، عندما أبلغتها شبكة "سي بي أس" التي تعرض "كولد كيس"، بأنه يجب تخفيض الميزانية. لتكتشف لاحقاً أن ما تقاضته وكالة المواهب هو 94 سنتاً عن كل دولار قبضته هي، أثناء عرض العمل الدرامي.

أصل المشكلة
وكانت مجموعة من الكتّاب الأعضاء في الرابطة قد قطعت علاقتها بوكالات المواهب التي تمثلها عادة في هوليوود، علماً أن الرابطة تضم 15 ألف عضو، وتعدّ هذه المعركة الجماعية سابقة. وكان الطرفان يجريان مفاوضات مثيرة للجدل إلى أن حدّد الكتّاب مهلة زمنية محددة للوكالات كي تلتزم بقواعد السلوك الجديدة. وقبل ساعات قليلة من الموعد النهائي، أخبرت الرابطة أعضاءها بأن المحادثات قد فشلت، لذا حان الوقت لقطع العلاقات مع الوكالات. واعتبرت "رابطة وكلاء المواهب" أن "رابطة الكتاب الأميركية" تريد "نشر الفوضى التي ستؤذي الفنانين كلهم".



تعتبر هذه المواجهة واحدة من أعنف المعارك والمواجهات بين الطرفين. في 6 إبريل/ نيسان الماضي انتهت مفاعيل الاتفاقية القانونية، وعمرها 43 عاماً، التي تنظم الأعمال بين مؤلفي التلفزيون والأفلام ووكالات المواهب الخاصة. ووضعت مدونة سلوك جديدة رفضتها وكالات المواهب. وعلى الرغم من أن هذا الوضع لم يسبق له مثيل، إلا أنه لن يؤدي إلى توقف الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، لأنه سيؤثر فقط على المشاريع المستقبلية.

في المقابل، شدد الكتّاب على أن وكالات المواهب لم تعالج مخاوفهم بشأن الرسوم المالية الخاصة وغيرها من القضايا. وحزم الرسوم المالية تعني مدفوعات مربحة تتلقاها الوكالات لتجميع عملاء متعددين لعمل واحد، على سبيل المثال كاتب ومخرج وممثل، كحزمة لاستديو تلفزيوني.
وأشارت رابطة الكتّاب إلى أنها تريد "إعادة تنظيم حوافز الوكالة بحيث تتوافق مع مصالح عملاء الكتّاب، بدلاً من التنافس معهم". وتركز الوكالات على النسبة المئوية التي تحصل عليها بوصفها باحثة عن عمل لكتابها وممثليها وعملائها من المخرجين.



العمل النقابي
لرابطة الكتّاب تاريخ من التحركات القوية مع ستة إضرابات منذ عام 1960. وعام 2007، أضرب الكتّاب عن العمل لمدة مئة يوم بسبب التوزيع الرقمي، ما أدى إلى توقف كثير من الإنتاجات التلفزيونية والأفلام. ونتيجة لقوتها هذه في العمل النقابي داخل "هوليوود" نجحت الرابطة بإقناع عدد كبير من الكتاب المشهورين بالتخلي عن وكلائهم.

فكريستا فيرنوف، الكاتبة التلفزيونية والمنتجة التنفيذية لمسلسل "غريز أناتومي"، أبلغت وكيلها بعد 20 عاماً من العمل معاً بأنه لم بإمكانه تمثيلها. وكتبت في "هوليوود ريبوتر": "لقد قام بعمله بشكل جيد، وقام بتوجيه ودعم مسيرتي، وجعلني أجني أموالاً أكثر بكثير مما كنت سأجنيها بدونه، ومع ذلك استغنيت عن خدماته". وجاء موقف فيرنوف كجزء من النشاط النقابي التضامني مع قرار "رابطة الكتاب".

وإلى جانب فيرنوف، استغنى آلاف الكتاب في هوليوود عن وكلائهم، فكتب جون أوغست، مؤلف فيلم big fish، على تويتر: "وكيلي الذي رافقني طيلة 20 عاماً هو صديق عظيم ومقاتل إلى جانبي في حياتي المهنية... لكن هذا لا يتعلق به أو بأي عميل منفرد".
دلالات
المساهمون