بمنحة هولندية... ترميم حمّام الشرايبي في القاهرة

18 ديسمبر 2018
جانب من الحمام بعد إنجاز المرحلة الأولى (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت وزارة الآثار المصرية، اليوم، الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال الصيانة والترميم لحمام الشرايبي في منطقة الأزهر بالقاهرة.

وبعد ستة أشهر من العمل المتواصل، أزيلت المخلفات والتي بلغت 235 متراً مكعباً، وجرى تدعيم إنشائي لخمسة عناصر معمارية، خاصة منطقة الفرن. أما المرحلة الثانية من المشروع فتتضمن أعمال ترميم الحمام معمارياً وإنشائياً.

وتأتي عملية الترميم بالتعاون مع المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث، وبمنحة من مؤسسة الأمير كلاوس في هولندا.

أما عن تاريخ الحمام، فيعود إلى العصر المملوكي، حين شيده السلطان قنصوه الغوري سنة 1500، بالقرب من ضريح الشيخ علي النملي. جاء أحد التجار المغاربة ولقبه "الشرايبي" فأصبح أحد أكبر تجار مصر العثمانية، منشئاً، بجوار الحمّام، وكالة تخصصت في بيع المنسوجات الهندية والخزف الصيني، ومن ثم جدّد الحمّام فسمّي باسمه.

أما طريقة عمله، فقد كان يوقد على القمامة المجموعة في موقد خاص، كي يولّد البخار ويوزّع الحرارة عبر مجموعة من المواسير المصنوعة من الرصاص أو الفخار، فكانت تُضبط الحرارة عبر ثلاث مراحل: الغرفة الباردة (المشلح أو المسلخ)، والغرفة الدافئة (حيث المكيّساتي والتدليك الخفيف)، والغرفة الساخنة (البيت الجوّاني والمغطس والتدليك بكيس من صوف أو شعر الخيل). وفي سقف تلك الغرف قباب بها فجوات لإصدار البخار، وبين المراحل ممرات ضيّقة.

ومن بعض الملامح المعمارية للحمّام، ممر طويل منحنٍ، يفضي إلى صالة كبيرة مكشوفة، أرضيتها فسيفساء. يتوسط صالة الاستقبال فسقية من الرخام الملون يعلوها شخشيخة (فانوس) محمولة على ثمانية أعمدة ويحاط بالفراغ أربع مصاطب بها فتحات، لحفظ الأغراض، وبوابة تطل على شارع الشرايبي.

ظلّ الحمّام يعمل ويستقبل الزبائن حتى سبعينيات القرن الماضي، ثم توقف عن العمل، وأصابه الإهمال لدرجة أدت إلى تدمير زخارفه الداخلية، وتهدم أجزاء منه، إضافة إلى شقوق وتصدعات بالجدران والأسقف.

المساهمون