دكتوراه افتراضية لزهير رمضان

25 ديسمبر 2017
أكّد مراقبون أنَّ الجامعة ليست سويديّة (فيسبوك)
+ الخط -
أخيراً انضمَّ، زهير رمضان، الممثلُ السوري الذي يشغل منصب نقيب الفنانين، والمعروف بتأييده القوي لنظام الأسد، إلى قائمة "الدكاترة" الفخريين. فقد نشرت صحيفة "الوطن" التي يمتلكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري وشريكه الاقتصادي، قبل أيام، خبراً عن منح إحدى الجامعات السويدية، واسمها "الحياة الجديدة" شهادة الدكتوراه الفخرية لزهير رمضان، أثناء زيارة وفد الجامعة المذكورة لمقر نقابة الفنانين بدمشق. 

عبّر رمضان عن سعادته الكبيرة، بحسب الصحيفة، لحصوله على هذه الشهادة من جامعة معروفة بتاريخها العلمي العريق! وعزا رئيسُ الجامعة الذي ترأس الوفد، اختيارَ زهير رمضان لهذه الجائزة، إلى إنجازاته، ومسيرته الفنية.

بعد انتشار هذا الخبر، لجأ صحافيون سوريون مقيمون في السويد، ومنهم الصحافي المعارض بسام يوسف رئيس تحرير صحيفة "كلنا سوريون"، إلى محرك البحث "غوغل" ليتعرفوا إلى هذه الجامعة التي لم يسبق لهم أن سمعوا بها، وكانت النتيجة أنها ليست سويدية، وإنما هي جامعة افتراضية مصرية اختصاصُها منح شهادات الدكتوراه لمن يرغب، (أي بمقابل مادي) بغض النظر عن المؤهل العلمي الذي يحمله هذا الراغب. كما جرت العادة أن ترسل مندوبيها إلى البلد التي يقيم فيها "الدكتور المقصود" لمنحه الشهادة ميدانياً.

من الجدير بالذكر، أن الدكتوراه الفخرية تُمنح لشخصيات قدمت للإنسانية خدمات جليلة، أو كان لها إنجازات عظيمة في مجال عملها، وهذا لا ينطبق على نقيب الفنانين السوريين، لأنه، بدلاً من أن يدعم الفنانين الذين يمثلهم، ويجدر به أن يدافع عن حريتهم في الرأي والتعبير، عمد إلى فصل ثلاثين منهم لأنهم يخالفونه الرأي، وسعى إلى تخوينهم إذ اتهمهم بالضلوع بسفك الدم السوري، ومن هؤلاء الفنانين، جمال سليمان، مكسيم خليل، عبد الحكيم قطيفان، سامر رضوان.
وجاء رد الفنان، جمال سليمان، على هذا القرار، بأنَّ زهير رمضان بدل أن يمارس مهامه كنقيب فنانين، وهي الدفاع عن زملائه الفنانين، فَضَّلَ أن يمارس دوره كـ "شبيح فاشستي".

يجري تصنيف الفنانين في الوسط الفني السوري ضمن مراتب هي: الممثل النجم، الممثل صف أول، الممثل صف ثان، الممثل صف ثالث، الكومبارس.. وزهير رمضان لم يتمكن، طيلة مسيرته الفنية، من العبور إلى مرتبة "النجوم" التي تضم جمال سليمان وسلوم حداد وكاريس بشار وتيم حسن وأمل عرفة وبسام كوسا، وبقي بين ممثلي الصف الأول، وهو، حقيقة، يتقن أدوارَه، ويستطيع أن يصنع الشخصية الكوميدية المرسومة على الورق بشكل جيد، كما فعل أثناء أدائه لشخصية المدير العام في مسلسل "بطل من هذا الزمان" تأليف ممدوح حمادة وإخراج هشام شربتجي، وشخصية أبو جودت في "باب الحارة" لبسام الملا، وشخصية المختار "عبد السلام البيسة" في مسلسل ضيعة "ضايعة" لممدوح حمادة والليث حجو.

ويبدو أن زهير رمضان، بعد أن أصبح دكتوراً فخرياً، قد امتلك الجرأة على استثمار شخصية "المختار البيسة" التي نجحت في مسلسل "ضيعة ضايعة" في مسلسل آخر يحمل اسم "يوميات مختار"، تأليف محمود عبد الكريم وإخراج علي شاهين، متجاهلاً حقوق المؤلف الذي ابتكر الشخصية ممدوح حمادة، والمخرج، والشركة المنتجة، ما أثار حفيظة الكاتب ممدوح حمادة الذي أعلن في تصريح لـ "العربي الجديد" بتاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأوّل 2017، أن زهير رمضان ارتكب خطأً قانونياً وأخلاقياً، بعدم أخذ موافقة أصحاب مسلسل "ضيعة ضايعة" لاستثمار الشخصية.

تجاهل "الدكتور" زهير رمضان اعتراض حمادة، وبدأ، فعلياً، بتصوير مسلسله "يوميات مختار". وتعتبر شخصية البطل هنا امتداداً لشخصية "المختار البيسة". يتلاعب المسلسل الجديد على الأحداث التي مرت بها سورية، فيفترض أن المختار "البيسة" نزح، مع عائلته، من ضيعة "أم الطنافس الفوقا" التي احتضنت مسلسل ضيعة ضايعة، بعد دخول "الإرهابيين" إلى منطقة أخرى.



دلالات
المساهمون