عودة تلفزيونية لجيم كاري: فكاهة إيمائية وأزمة عائلية

12 أكتوبر 2017
جيم كاري (أماندا ادوارد /WireImage)
+ الخط -
يبدأ بثّ المسلسل التلفزيوني الجديد Kidding، للفرنسي ميشال غوندري، في مارس/آذار 2018، لحساب "شوتايم". السينمائيّ الفرنسيّ، الذي يعمل في أميركا بين حين وآخر، يتولّى إخراج الحلقات الـ10 الأولى تلك، متعاوناً ـ بعد 13 عاماً ـ مع الممثل الكندي جيم كاري، الذي شكَّل Eternal Sunshine Of The Spotless Mind عام 2004 تعاونهما السينمائيّ الأول. 

والفيلم هذا، الفائز بـ "أوسكار" أفضل سيناريو أصلي (لغوندري وتشارلي كوفمان، عن فكرة أساسية لهما ولبيار بيسموث)، يتناول مسائل العلاقة القائمة بين الناس، وحالات الحبّ المنتهية، والمظاهر المخادعة، عبر قصة الثنائي جويل (كاري) وكليمانتين (كايت وينسلت)، التي تخضع لعملية "غريبة" في عيادة خاصّة بمحو الذكريات، لأنها غير قادرة على الاستمرار بعيش حياة مزيّفة معه.
وفي مقابل ميزانية إنتاجية تساوي 20 مليون دولار أميركي، حقَّق الفيلم إيرادات دولية بلغت نحو 73 مليون دولار أميركي؛ علماً أن هناك 655 ألفاً و656 مُشاهداً فرنسياً له، في 39 أسبوعاً.

أما المسلسل الجديد، الذي ابتكره دايف هولشتاين، فيروي حكاية مُقدِّم سابق لبرنامج تلفزيوني خاصّ بالأطفال، يُصبح مالكاً لشركة تُقدَّر أرقامها المالية بمليارات الدولارات الأميركية. غير أن الأموال والثراء والحياة المرفّهة هذه لن تُحصِّن جيف (كاري)، المعروف باسم "السيد بيكلز"، من خراب محيط به. فهو، لأسباب عديدة، سيواجه أزمة عائلية، ستكون مُدمِّرة.
بحسب لائحة أعماله التلفزيونية، بدأ جيم كاري (1962) العمل بتقليد الأصوات، في برنامج The All Night Show. له فيلمان تلفزيونيان: RubberFace (أو Introducting… Janet)، وهو إنتاج كندي (1983)، للثنائي غلن سالزمان وريبيكا ياتس: جانيت مراهقة منطوية على نفسها، لديها حسّ التدمير الذاتي على نفسها، ما يُساعدها على إقامة علاقات صداقة كثيرة. بفضل سخريتها اللاذعة والمُضحكة، تُصبح لها شعبيّة كبيرة، فتحلم بالعمل كممثلة كوميدية. تلتقي منتجاً، فكاهته مشكوك بها. لكن، معاً، سيكتشف كلّ واحد منهما حجمه وموقعه وماهيته وحقيقته.

أما Doing Time On Maple Drive، للأميركي كِن أولِن، فيسرد تفاصيل عائلية متشعّبة ومعقّدة، عبر قصّة طالبٍ شاب يزور أهله وأقاربه كي يتعرّفوا إلى خطيبته. لكنه يكتشف أن العلاقات القائمة بين الجميع متكلِّفة ومتوترة وغير سوية، وأن هناك أسراراً عديدة مخبّأة خلف المظاهر "البرّاقة"، تظهر لحظة استقبال الخطيبة الشابّة، ما يؤدّي إلى كمٍّ من الفضائح المتنوّعة.

تُشكِّل المسلسلات والبرامج التلفزيونية جزءاً من سيرته المهنية، من دون أن تكون أساسية. فحضوره التمثيلي يُلفت الأنظار، بفضل مشاركات له في أفلامٍ، بعضها كوميديّ بامتياز، ما يتيح له فرصاً كبيرة لتقديم هذا النوع من الشخصيات التي تعيش حالات عادية، لكنها تواجه مآزق تتمكّن من غلبتها بفضل طيبتها وفطرتها وحسّها الكوميدي الضاحك والساخر. لكن بعض الأفلام الأخرى ستكون انعكاساً لحِرفيته البديعة في اختبار أفضل ما يُمكن من أداء تمثيلي درامي، يستفيد من ليونة الجسد والحركة التي يتمتّع بها، كي يضع الشخصيات أمام مصائرها.

له، على الشاشة الصغيرة، إطلالات تتراوح بين مشاركة عابرة في حلقة أو أكثر من مسلسل أو أكثر، وحضور دائم: "ذو تونايت شو" ("أن. بي. سي."، 1983) مثلاً؛ لكن هناك أيضاً: Mike Hammer: Murder Takes All عام 1989 لجون نيكوليلا، وIn Living Color عام 1990 لكينِنْ إيفوري وايانس، وThe Office عام 2011 لغريغ دانيالز، وغيرها.

كوميدياته مبنية على الفكاهة الإيمائية وعلى التعابير المضحكة في الوجه، وعلى غمزاته وحركاته، و"هذا ما يُصبح علامته الخاصّة في عالم الكوميديا والتمثيل"، كما يوصف دائماً. لكن، في مقابل براعته في تقديم شخصيات مُضحكة، يصنع جيم كاري لنفسه مكانةً بارزة في الأدوار السينمائية الدرامية، خصوصاً في "رجل الكايبل" (1996) لبن ستيلر، و"استعراض ترومان" (1998) لبيتر واير، و"رجل على القمر" (1999) لميلوس فورمان وغيرها.




المساهمون