محمود بريش ينتظر فرصته

01 أكتوبر 2016
المخرج الفلسطيني محمود بريش (العربي الجديد)
+ الخط -
تزخر المخيمات الفلسطينيّة في لبنان بالمواهب والفنانين، من الغناء إلى التمثيل والإخراج لكن قلة منهم من استطاعوا شق طريقهم نحو النجومية نتيجة المعوقات التي تواجههم بسبب جنسيتهم. 
محمود بريش فلسطيني من قرية البصة قضاء عكا في شمال فلسطين المحلتة ومقيم في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان) تعلّم الإخراج التلفزيوني. يقول في حديثه مع لـ"العربي الجديد"، "عندما غادر أهلي فلسطين سكنوا في منطقة بنت جبيل في جنوب لبنان ثم انتقلوا إلى مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا حيث إن عائلتنا صغيرة والعديد من أفرادها سافر إلى أوروبا وكندا وأميركا".
يضيف، "بعد شهادة الثانوية العامة توجهت إلى العمل حيث تعلمت التصوير والمونتاج من خلال انتسابي لدورات تعليمية، وعملت بعدها مع مخرجين كمساعد مخرج، وبعد فترة قررت أن أحصل على شهادة أكاديمية ودرست في الأكاديمية اللبنانية اختصاص إخراج تلفزيوني، وبدأت العمل مع مخرجين عدّة ومع قنوات فضائية وشركات إنتاج".
يلفت إلى أنه لم يستمر بالعمل في الإخراج لقلة فرص العمل في الشركات أو المؤسسات الإعلامية، ولم يستطع العمل بمفرده وبشكل شخصي لأن كلفة الإنتاج عالية ووضعه المادي لا يسمح بذلك، عدا عن أن الجنسية الفلسطينية تشكل عائقاً وخاصة في محطات التلفزيون اللبنانية التي ترفض أن تُوظّف فلسطينياً، بسبب حسابات سياسية كثيرة.
وقال "اتجهت للتمثيل في المسرح وعملت مع مخرجين في مسرحيات للأطفال، ثم اتجهت إلى مسرح الدمى وتعلمت بشكل فردي على صناعة الدمى وتحريكها وكسبت خبرة من فنانين فرنسيين كانوا في بيروت بعد أن عملت معهم لفترة، وكنت احصل على تمويل من مؤسسات وجمعيات دولية لأقدم العروض أمام أطفال المخيمات الفلسطينية، لكن بعد الأزمة السورية توقف العمل بسبب اهتمام هذه الجمعيات بالنازحين السوريين ولم أعد أحصل على التمويل".
اتجه بريش بعدها بالتعاون مع جمعيات لإقامة دورات في التصوير والمونتاج للشباب المبتدئين وتعليمهم صناعة الأفلام وهي خطوة كي استطيع العمل في المجال الذي أحبه وأتقنه.
يختم بالقول إنه يتمنى من الجهات الرسمية الفلسطينية أن تهتم بالمخرجين الفلسطينيين الذين يتعلمون ولا يجدون تشجيعاً أو فرص عمل وخاصة في لبنان ما يدفعهم للعمل بمهن ليست من اختصاصهم، وأن تساهم الجهات الرسمية الفلسطينية في إنتاج أعمال تلفزيونية وسينمائية فلسطينية لإبراز المواهب المدفونة داخل أزقة المخيمات. 

المساهمون