انقطاع المازوت "المحسن" عن إدلب: تصفية حسابات

24 أكتوبر 2022
تواصل أزمات الوقود في إدلب (الأناضول)
+ الخط -

أدى انقطاع المحروقات في محافظة إدلب (شمالي غربي سورية) لنشوب أزمة اقتصادية في المنطقة الواقعة تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، وخاصة مع بداية فصل الشتاء، لتبدأ معالم تأثير الاقتتال الفصائلي على المدنيين بالظهور، وفق ما أدلت مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
نور العرفي، من مدينة إدلب، قال لـ"العربي الجديد" إن "مادة المازوت من النوع المحسن، والتي تعتبر من أكثر أنواع الديزل استخداما في محافظة إدلب، انقطع استيرادها من مناطق سيطرة الجيش الوطني المعارض المدعوم من أنقرة، بسبب الاقتتال الذي دار بين هيئة تحرير الشام والفيلق الثالث قبل أيام في مناطق ريف حلب الشمالي".
وأكد العرفي أن "الفيلق الثالث منع شاحنات تحمل مادة الفيول من الخروج من مدينة الباب بريف حلب، والتي كانت متوجهة إلى محطات شركة وتد التابعة للهيئة بإدلب، والتي بدورها تعمل على تكريرها واستخراج المازوت المحسن، وإقحامه بالأسواق".
وأشار العرفي إلى أن "انقطاع المادة لفترة زمنية أطول قد يسبب أزمة اقتصادية كبيرة، تنعكس أثارها على المدنيين، وخاصة أن المادة تستخدم للتدفئة، في ظل فرق السعر الكبير بين المازوت المحسن الذي يبلغ سعر اللتر الواحد منه 12 ليرة تركية (الدولار = نحو 18.6 ليرة تركية)، وبين سعر المازوت المستورد الذي يدخل عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا والذي يبلغ سعره 19 ليرة تركية".
مواطن من محافظة إدلب، أحمد الخطيب، قال لـ"العربي الجديد" إن "انقطاع مادة المازوت المحسن عن منطقة إدلب أربك جميع الحسابات الخاصة في فصل الشتاء، ونحن في طور تجهيز الكميات الخاصة للفصل البارد".


وطالب الخطيب "الفصائل العسكرية بتصفية حسابتها بعيدا عن قوت المدنيين، وعدم استخدام المواد التي تعتبر أساسية بالمعيشة كسلاح بين الفرقاء".
في السياق نفسه، قال أحد موزعي الغاز المنزلي بمدينة أريحا، أحمد شقيفي، لـ"العربي الجديد"، إن "مادة الغاز المنزلي مقطوعة من الأسواق منذ أربعة أيام، وأصبحت المادة قليلة جدا، بسبب توقف إحدى الباخرات في ميناء مرسين بتركيا".
ولفت شقيفي "إلى أن الغاز يجرى استيراده عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا من الدول الأوروبية من خلال شركات خاصة مرخصة لدى شركة وتد التابعة لهيئة تحرير الشام".
ويبلغ سعر أسطوانة الغاز في محافظة إدلب 11.3 دولارا لوزن 24 كيلوغراما، بحسب ما أدلى شقيفي لـ"العربي الجديد".
وتسيطر شركة "وتد" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" على أسواق المحروقات في محافظة إدلب، وتعتبر المورد الرئيسي للمواد في المنطقة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اندلعت اشتباكات استمرت أياماً بين "هيئة تحرير الشام" وفصيل "الفيلق الثالث" في ريف حلب الشمالي، حيث تسببت تلك الاشتباكات بتوقف حركة التجارة بين مناطق سيطرة الطرفين، وإغلاق المعابر الفاصلة بينهما.

المساهمون