غلق سفارتي بريطانيا وكندا يثير قلق قطاع السياحة المصري

09 ديسمبر 2014
السياحة المصرية تتضرر من التحذيرات الدولية (أرشيف/getty)
+ الخط -

قال مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية، أمس، إن وزارة الخارجية المصرية تجري اتصالات مكثفة بالسلطات البريطانية والكندية للتعرف على أسباب غلق سفارتيهما بالقاهرة.
وأضاف المسؤول لمراسل "العربى الجديد" في القاهرة، أن هناك تخوفاً كبيراً من أن تحذو دول أخرى حذو الدولتين مع قرب احتفالات أعياد رأس السنة، التي يتزايد فيها التوافد السياحي لمصر، وهو ما يثير قلق شركات السياحة.

وحسب مسـؤول بالسفارة الكندية في القاهرة، فإن السفارة أغلقت أبوابها أمس حتى إشعار آخر بسبب مخاوف أمنية، وهذه هي ثاني بعثة دبلوماسية في مصر تغلق أبوابها هذا الأسبوع، حيث علقت السفارة البريطانية خدماتها للجمهور، الأحد، بسبب مخاوف أمنية، وقالت أمس إن الخدمات لا تزال معلقة.

وجددت أستراليا نصيحتها لرعاياها بخصوص السفر إلى مصر يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول، بعدما أشارت تقارير في بداية الشهر إلى أن "إرهابيين ربما يخططون لشن هجمات على مواقع سياحية ومقار وزارات وسفارات في القاهرة."

وأضافت أستراليا في تحذيراتها "مازلنا ننصح بعدم السفر لأي غرض إلى شمال سيناء. ونواصل إسداء النصح للأستراليين بإعادة النظر في حاجتهم للسفر إلى أماكن أخرى في مصر نظراً لاستمرار التوترات السياسية والتهديد بوقوع هجمات إرهابية".

وبحسب مسؤول وزارة السياحة، الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه، فإن تحذيرات الدول لرعاياها بعدم السفر لمصر أو مناطق بعينها، ستعمل على خفض الحجوزات المستقبلية لمنطقة جنوب سيناء "شمال شرق مصر" بنحو 20% مع استثناء منطقة شرم الشيخ العاصمة السياحية للإقليم.

ووفقاً للمسؤول فإن السياحة البريطانية احتلت المركز الثالث في الأعداد الوافدة لمصر خلال العام الماضي بنحو مليون سائح بعد ألمانيا. وأضاف "ايرادات السياحة البريطانية اقتربت من 800 مليون دولار في 2014، رغم الظروف السياسية المضطربة التى مرت بها البلاد".
وفي ما يتعلق بالتحذيرات الكندية، قال "السائح الكندي الوافد لمصر لم يتجاوز عدده 60 ألف سائح العام الماضي، لكن ما يثير قلقنا هو الخوف من أن تحذو دول أخرى نفس التحذيرات البريطانية والكندية خاصة دول غرب أوروبا"، وتمثل أوروبا 72% من إجمالي السياحة الوافدة لمصر سنوياً.
وبحسب المسؤول السياحي، فإن القطاع يأمل التعافي بنهاية العام المالي الجاري، في ظل النمو الكبير خلال الربع الأول من العام والذي جاوز 60% مقارنة بالفترة المماثلة للعام الماضي.

وقال هشام علي، رئيس جمعية المستثمرين بجنوب سيناء، لـ"العربي الجديد" إن التحذيرات التي أطلقتها السفارة البريطانية لا تشمل منطقة شرم الشيخ، وبالتالي لن تؤثر عليها.

وحسب عضو جمعية المستثمرين السياحيين في منطقة نوبيع طابا، شمال شرق مصر، هاني جاويش، فإن التحذيرات البريطانية لمواطنيها ستؤثر على معدل التوافد لمنطقة سيناء، خاصة أن نسب الاشغالات بها لا تتجاوز 30%.

وتراجع الدخل السياحي لمصر إلى 5.9 مليار دولار في 2014 بانخفاض 41% عن إيرادات 2013 وفقاً لوزارة السياحة.

ويعد الموسم الشتوي الفترة الرئيسية التي يزيد فيها التوافد السياحي لمصر، ويبدأ الموسم من نهاية نوفمبر/تشرين الثاني وحتى بداية مارس/آذار من كل عام.

وفقدت السياحة المصرية منذ ثورة 25 يناير 2011 نحو 10 مليارات دولار، وفقاً لرئيس الاتحاد المصري الهامي الزيات.

وتمثل السياحة أحد أهم مصادر الاقتصاد المصري في الحصول على عملة صعبة، إلى جانب تحويلات المصريين في الخارج وإيرادات قناة السويس والصادرات، ويعمل بقطاع السياحة نحو 3.8 مليون عامل، وفقاً لوحدة الحسابات الفرعية لوزارة السياحة بواقع 1.8 مليون عامل مباشر و1.7 مليون غير مباشر.

ودفعت الخسائر التي تكبدها القطاع على مدار السنوات الثلاث الأخيرة إلى تسريح أكثر من 500 ألف عامل، وفقاً لرئيس نقابة العاملين بالسياحة والفنادق باسم حلقة.

المساهمون