لا يزال أكبر خط لنقل الوقود في الولايات المتحدة مغلقا منذ يوم الجمعة الماضي، بسبب الهجوم السيبراني الذي ضرب واحداً من أهم إمدادات الوقود في الولايات المتحدة، ومن غير المعروف حتى الآن متى سيعود خط "كولونيال بايب لاين" للتشغيل.
ويرى محللون أن تحديد مواعيد تشغيل نظام الأنبوب مهم لأنه يتحدد على ضوئه أسعار المشتقات النفطية والخامات النفطية التي تعيش حالياً في طي المجهول.
من جانبها قالت شركة كولونيال بايب لاين، أمس الاثنين، "سيعود النظام للتشغيل الكامل فقط حينما نعتقد أن التشغيل آمن ويتطابق مع الإجراءات الفدرالية".
وأزمة الولايات المتحدة أن خطوط نقل المشتقات وحتى المصافي والبنية التحتية النفطية متقادمة، ولم يتم الصرف عليها منذ عقود طويلة.
وقال المحلل بمصرف ويلز فارغو، روجر ريد، "تحديد مواعيد تشغيل خط كولونيال أمر مهم".
وحسب قناة "سي أن بي سي" الأميركية، وضع ريد ثلاثة سيناريوهات لمواعيد عودة تشغيل الأنبوب وهي: السيناريو الأول، عودة التشغيل في أقل من 5 أيام. وفي هذه الحالة فلن يكون هناك تأثير على إمدادات المشتقات النفطية، بسبب وجود مخزونات في المستودعات بمحطات التوزيع.
ويرى محللون أن شركات المصافي ومحطات توزيع الوقود وضعت في حساباتها ارتفاع الطلب على الغازولين والديزل في فترة الصيف، وبالتالي زادت من الفوائض في مستودعاتها لتغطية أية زيادة تطرأ في الطلب. ومن المتوقع أن تستغل شركات الوقود الفوائض لتغطية النقص.
أما السيناريو الثاني الذي وضعه المحلل ريد، فهو أن يستمر الإغلاق في فترة تراوح بين 6 إلى 10 أيام. وفي حال استمرار الإغلاق لفترة 10 أيام، فإن ذلك سيقود لارتفاع مخزونات الخامات النفطية في منطقة خليج أوكلاهوما.
وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تراجع أسعار الخامات النفطية بسبب تراجع الطلب على الخامات، ولكن أسعار الوقود سترتفع في منطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة بسبب زيادة كميات النفط التي ستحتاجها المصافي لتغطية النقص المتوقع في الولايات التي يمر بها الأنبوب.
أما السيناريو الثالث والأخير، فهو استمرار الإغلاق لأكثر من 10 أيام وفي هذه الحال فإن أسعار النفط الخام، خاصة خام غرب تكساس ستتراجع بسبب تقلص حاجة المصافي للمشتقات.
وفي ذات الشأن، قال محلل النفط، غواراف شارما، في تعليقات نقلتها بي بي سي، البريطانية: "هنالك الكثير من الوقود متوقف في المصافي بتكساس بسبب عطل الأنبوب".
ويقول شارما: "في حال لم يحل العطل اليوم الثلاثاء ستكون هنالك مشكلة في الإمدادات، خاصة في ولايتي جورجيا وتينسي ثم ستمتد المشكلة إلى أن تصل إلى ولايات الساحل الشرقي في نيويورك".
من جانبه قال محلل المشتقات النفطية بشركة "غاز بودي" في تعليقات أدلى بها لقناة "سي أن بي سي" أمس الاثنين، " السوق تتعامل بحذر شديد مع إغلاق أنبوب كولونيال بايب لاين، لأنه من غير المعروف كم سيستمر الإغلاق ومتى سيعود الخط للتشغيل.
وحتى الآن لم يكن هنالك تأثير كبير على أسعار الخامات النفطية والمشتقات في السوق الأميركي، ولكن ارتفعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية، أمس الاثنين، للمرة الأولى فى غضون الأربعة أيام الأخيرة ، بفعل مخاوف تعطل الإمدادات فى الولايات المتحدة ، بعد الهجوم الإلكتروني الذي دفع شركة "كولونيال بايب لاين" إلى إغلاق خطوط الوقود الرئيسية في عدة ولايات أميركية.
وأعلن البيت الأبيض، في وقت متأخر، مساء الأحد، حالة الطوارئ في 17 ولاية، إضافة إلى العاصمة واشنطن، إثر تعرض أكبر خط أنابيب الوقود لهجوم إلكتروني.
وتفرض حالة الطوارئ نقل الوقود عن طريق البر للعاصمة واشنطن، إضافة إلى كل من الولايات التالية: وهي، فرجينيا وماريلاند وديلاويرو وأركنساس وفلوريدا وجورجيا وكنتاكي ولويزيانا وميسيسيبي ونيوجيرسي ونيويورك وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وكارولينا الجنوبية وتينيسي وتكساس وآلاباما.
ويعد هذا الخط من أكبر الخطوط الناقلة للمشتقات النفطية من بنزين السيارات وبنزين الطائرات والديزل، إذ يمد الساحل الشرقي للولايات المتحدة بـ45% من احتياجاته، بواقع 2.5 مليون برميل يومياً. ولم يتضح على الفور حجم الهجوم، أو دوافعه، أو الجهة التي تقف خلفه.
ويذكر أن الخام الأميركي ارتفع بنسبة 1.4% إلى 65.72 دولارا للبرميل في منتصف الظهيرة أمس الاثنين، كما صعد خام خام برنت مقترباً من 70 دولاراً للبرميل.
وتعد شركة "كولونيال"، أكبر شركة لإدارة أنابيب نقل الوقود في الولايات المتحدة، وتنقل الوقود من المصافي الأميركية على ساحل الخليج إلى شرق وجنوب الولايات المتحدة المكتظة بالسكان.
وتنقل الشركة 2.5 مليون برميل يومياً من البنزين والسولار ووقود الطائرات، وغيرها من المنتجات المكررة عبر خطوط أنابيب تمتد لمسافة 8850 كيلومترا، كما تنقل 45% من إمدادات وقود الساحل الشرقي.
وتعتقد مصادر أميركية أن البرمجيات الخبيثة المستخدمة في الهجوم كانت عبارة عن برنامج فدية، مشيرة إلى أن برامج الفدى نوع من البرامج الخبيثة التي تم تصميمها لإغلاق الأنظمة عن طريق تشفير البيانات والمطالبة بدفع أموال من أجل استئناف الوصول للأنظمة، وهي عبارة عن عمليات تقوم بها عصابات سيبرانية لعرقلة شبكات الخدمات المهمة.