صيادو غزة يعيشون أسوأ مواسمهم بسبب الاحتلال والوباء

15 مايو 2020
تفاقم معيشة الصيادين بسبب الفيروس(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

يمر الصيادون الفلسطينيون في قطاع غزة بأسوأ مواسمهم في السنوات الأخيرة، نتيجة لشحّ الكميات التي يصطادونها، إلى جانب الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحقهم، من عمليات إطلاق نار واعتقال ومصادرة لمراكبهم ومعداتهم.

وساهمت جائحة كورونا التي تعصف بالعالم هي الأخرى في التأثير بعمل الصيادين نتيجة لقلة إدخال المعدات الخاصة بالصيد أو المراكب عبر المعابر الحدودية المرتبطة بالأراضي المحتلة عام 1948، وهو ما فاقم من الخسائر المادية.

ويعمل في مهنة الصيد بغزة قرابة 4 آلاف صياد يعيلون 24 ألف أسرة، إذ انخفضت أعداد الصيادين بشكل ملحوظ جداً خلال الأعوام الأخيرة، فيما انخفض إجمالي الناتج الإجمالي لمساهمة قطاع الصيد إلى أقل من 1 في المائة.

ويقول الصياد أحمد أبو حمادة، إن الموسم الحالي للصيد هو الأسوأ منذ سنوات، نتيجة لقلة كميات الصيد، وهو ما انعكس على قدرة العاملين في هذه المهنة على تلبية احتياجات أسرهم وعوائلهم، وخصوصاً خلال شهر رمضان.


ويرجع الصياد أبو حمادة في حديثه لـ"العربي الجديد" أسباب التراجع في كميات الصيد هذا العام إلى عوامل، أبرزها اعتداءات الاحتلال شبه اليومية وانعكاسات أزمة كورونا على إدخال المعدات، بالإضافة إلى عدة عوامل طبيعية متعلقة بهجرة الأسماك.

وشهدت الأعوام العشرة الأخيرة تراجعاً واضحاً في معدلات الصيد لدى صيادي القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام الرابع عشر على التوالي، وهو ما انعكس سلباً على معيشتهم.


ويعيل الصياد أبو حمادة 7 أفراد، فيما يعمل معه على ذات القارب بضعة من أشقائه ووالده، ويشكل هذا القارب مصدر رزق لنحو 35 فرداً، وقد أثر ضعف الموسم الحالي سلباً عليهم خلال الفترة الأخيرة لقلة البيع.

وتلعب التقلبات المناخية وعدم استقرار الحالة الجوية دوراً بارزاً في التقليل من كميات الأسماك، فضلاً عن عدم سماح الاحتلال للصيادين بالدخول إلى مسافات تتجاوز الـ 15 ميلاً بحرياً.


الصياد مفلح أبو ريالة، لم يختلف حاله كثيراً عن سابقه، إذ يصف الموسم الحالي لصيد الأسماك بأنه الموسم "الصفري" نتيجة لشحّ الكميات التي تمكن من صيدها هو وغيره من الصيادين، وما سببه من تداعيات اقتصادية سلبية.

ويقول أبو ريالة لـ"العربي الجديد" إن الموسم الحالي هو الأسوأ خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، وتكبد الصيادون خلالها خسائر مالية كبيرة من أجل ترميم معداتهم وقواربهم، أو من أجل توفير الوقود اللازم لتشغيل القوارب للعمل عليها.


ولا يعمل الصياد الفلسطيني أبو ريالة في مهنة أخرى غير الصيد، في الوقت الذي يعتمد فيه على هذه المهنة لإعالة أفراد أسرته البالغ عددهم 7 أفراد.

وبحسب نقابة الصيادين الفلسطينيين، يحتاج السوق المحلي في غزة ما بين 5 إلى 6 آلاف طن سنوياً، فيما يصدَّر بعض الأنواع إلى الخارج عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الذي يربط القطاع بالأراضي المحتلة عام 1948.


في الأثناء، يقول نقيب الصيادين نزار عياش، إن الموسم الحالي من أسوأ المواسم على العاملين في حقل الصيد البحري نتيجة للانخفاض الحاد في إجمالي الكميات التي اصطيدَت منذ بداية الموسم واستمرار الملاحقة الإسرائيلية.

ويضيف عياش لـ"العربي الجديد" أن الموسم الحالي هو الأقل بأكثر من 50 في المائة من الموسم السابق الذي شهد بعضاً من التراجع في الانتهاكات الإسرائيلية نتيجة للتفاهمات التي جرت بين الفصائل والاحتلال بوساطات عديدة.


وعن آثار جائحة كورونا، يلفت إلى أن الصيادين تأثروا كغيرهم من أصحاب المهن نتيجة لضعف التجهيزات الخاصة بهم وعدم وجود كامل المعدات في القطاع وصعوبة جلبها من الخارج بسبب القيود المفروضة وارتفاع تكلفتها.

أما على صعيد الاعتداءات الإسرائيلية، فلم تتوقف هي الأخرى، وخلال العام الجاري أرجع الاحتلال الإسرائيلي مساحة الصيد مرتين واعتقل 4 صيادين خلال عملهم ضمن المسافة المسموح بها، فيما أصاب ما يزيد على 10 صيادين بجراح مختلفة نتيجة لملاحقتهم خلال عملهم اليومي، بحسب عياش.

المساهمون