"فاو" تحذر من انتشار الأمراض الوبائية بين مواشي مصر... والخسائر بالملايين

21 مارس 2019
مزارعة مصرية ترعى الماشية (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -
حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"من تفاقم انتشار الأمراض الفتاكة بين الحيوانات في مصر، خاصة "الحمى القلاعية" و"الجلدي العقائدي" و"مرض اللاهوائيات". فيما أكد خبراء على أن هذه المشكلة تنعكس خسائر بملايين الجنيهات على مربي الماشية في البلاد، (الدولار = 17.39 جنيها).

وطالبت المنظمة الجهات المصرية المسؤولة بتوفير اللقاحات اللازمة لحقن الماشية الحية من الأبقار والجاموس والماعز، ووضع ضوابط في استيراد الحيوانات الحية، وسيناريوهات مستقبلية لتنمية الثروة الحيوانية بالبلاد حتى عام 2050.

وطالبت المنظمة خلال ورشة عمل عقدت بالقاهرة لمدة ثلاثة أيام انتهت أعمالها أمس الأربعاء بالتعاون مع وزارة الصحة والزراعة والبيئة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بوضع عدد من الإجراءات الوقائية لحماية المواشي، تشمل أيضاً برامج توعية للمربين من خلال ندوات إرشادية، وتوصيات للمربين بتحصين الماشية دورياً، والإبلاغ عن الحيوانات المصابة بأسرع وقت ممكن.

فيما حذرت نقابة البيطريين خلال ورشة العمل من انتشار الأمراض بين الحيوانات، التي تهدد الثروة الحيوانية، على رأسها الأمراض الطفيلية والحمى القلاعية في الماشية، وأنفلونزا الدواجن في الطيور، وعدم الاهتمام بأصل السلالة ونوعية الغذاء وكميته.

كما لفتت النقابة إلى نقص خبرة الفلاحين، وعدم درايتهم بتكنولوجيا الإنتاج الحيواني، وقالت إن مصر من أفقر بلاد الوطن العربي في الثروة الحيوانية، وأكثر البلدان ازدحاماً بالسكان.

وطالبت نقابة البيطريين بضرورة إنشاء وزارة للثروة الحيوانية للدفاع عن الثروة الحيوانية من الأمراض المختلفة، وتوفير غذاء آمن للشعب المصري.

وحمل أحد الأطباء البيطريين، الحكومة المصرية مسؤولية انتشار الأمراض الوبائية بين الحيوانات في مصر، بسبب ما وصفه بالاستيراد العشوائي للقاحات الطبية من ناحية واستيراد الحيوانات المصابة من ناحية أخرى.

ودعا الطبيب المشارك في الندوة إلى بضرورة إنشاء سلسلة من المحاجر البيطرية بالدول الموردة للحيوانات والذبائح الحية للكشف عنها قبل استيرادها، وتوظيف عدد أكبر من البيطريين لسد العجز في أعدادهم، لوجود علاقة وطيدة بين نقص إعداد البيطريين ونفوق الحيوانات.

وأوضح أن هناك عجزا في الأطباء البيطريين بوزارة الزراعة يصل إلى 6 آلاف طبيب بيطري، لافتاً إلى أن الأمراض الوبائية انتشرت وتنوعت بين الحيوانات في مصر منذ عشر سنوات، دون تحرك فعلي من جانب الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الزراعة، وهو ما أدى إلى خسائر تقدر بملايين الجنيهات، نتيجة نفوق آلاف من الحيوانات، والضحية المربون على مستوى المحافظات المصرية.

وطالب الطبيب، الذي رفض ذكر اسمه في تصريحات خاصة، الحكومة المصرية بالنظر إلى الحمى القلاعية بالاعتبار بعدما استوطنت بالبلاد، ورفع يد وزارة الزراعة عن مشاكل الحيوانات وإسنادها إلى المتخصصين.

وقال إن وزارة الزراعة سبب تدمير الثروة الحيوانية، مشدداً على "أننا أمام معركة كبيرة، ويجب على الحكومة إنتاج اللقاح محلياً ووضع ضوابط وشروط لاستيراد الماشية".

وطالب بإعداد قاعدة للبيانات عن الثروة الحيوانية تساعد في تفعيل حملات التطعيم ضد مرض الحمى القلاعية، وفرض رقابة صارمة على أسواق الماشية، وألا يسمح بدخول حيوان واحد إلا بعد التأكد من خلوه من الأمراض وحصوله على كل التطعيمات المقررة.

المساهمون