اليمن: الصيف ينعش تجارة المكيفات الصحراوية في حضرموت

02 يوليو 2018
سوق مدينة سيئون في وادي حضرموت شرق اليمن (Getty)
+ الخط -
ما إن يحل فصل الصيف في محافظة حضرموت شرق اليمن، حتى تزدهر معه صناعة "المكيفات الصحراوية"، التي باتت أداة السكان المحليين، لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة.

وتنتعش صناعة المكيفات الصحراوية تحديدا في مديريات وادي حضرموت، ذات المناخ الصحراوي الجاف، ومع حلول فصل الصيف تضاعف المصانع المحلية طاقتها الإنتاجية، وتستقطب المئات من الأيادي العاملة لمواجهة الطلب المتزايد، موفرة بذلك فرص عمل كثيرة للشباب العاطلين.

ويلاحظ زائر وادي حضرموت أن المكيفات الصحراوية باتت سمة بارزة تميز واجهات المنازل المبنية من الطين، فلا يكاد يخلو بيت منها، نظرا إلى كلفة شرائها المعقولة، وملاءمة استخدامها في المناخ الحار والجاف.

يشير عمر بامعبد، وهو مدير مصنع الصديق الصيفي للمكيفات الصحراوية بمديرية تريم، إلى أن عدد الأيدي العاملة بالمصنع في فصل الصيف يصل إلى قرابة 80 عاملا، بزيادة 100% عن أشهر السنة الأخرى، وهو ذات الأمر الذي يتكرر في معظم المصانع. ولفت في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن القدرة الإنتاجية للمصنع في فصل الصيف تصل من 70 إلى 80 مكيفاً يومياً.
ووفقًا لبامعبد فقد وصل سعر المكيف هذا العام إلى 50 ألف ريال يمني، أي ما يعادل 100 دولار أميركي، بزيادة تقدر بـ 16% عن الأعوام الماضية، نظرا إلى ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني.

وكشف بامعبد عن تجرية تصدير المكيفات الصحراوية إلى خارج اليمن وتحديدا إلى دول الجوار في السنوات الماضية، لكن ظروف الحرب الحالية وتعقيدات المعاملات الجمركية، حالت دون مواصلة ذلك.

وتشهد اليمن حرباً مستمرة منذ ثلاث سنوات بين جماعة الحوثيين والحكومة المدعومة من تحالف بقيادة السعودية، وأسفرت الحرب عن أزمة إنسانية متفاقمة واقتصاد مدمر، وقدر مكتب الأمم المتحدة أن 13 مليون يمني يعادلون نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر.

وبخلاف سيطرة القاعدة على المدينة، والذي انتهى بدخول القوات الحكومية، في 24 إبريل/نيسان 2016، لم تصل الحرب الدائرة بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي ومليشيا الحوثي وصالح إلى حضرموت، إذ بقيت المحافظة بعيدة من أجواء الصراع، واستقبلت عشرات الآلاف من النازحين إبان اندلاع الحرب الجارية واستقطبت رؤوس الأموال الهاربة من مناطق الصرع.

وتمر صناعة المكيف الصحراوي بعدة مراحل، بدءا من تشكيل أجزاء المكيف من المادة الخام وهي "الزنك المجلفن" مرورا بتجميع الأجزاء التي تشكل صندوق المكيف مع خرطوم الهواء، قبل الانتقال إلى مرحلة الطلاء الحراري مرورا بتركيب الأجزاء الكهربائية من مروحة شفط الهواء وتركيب القش الذي يبلل بالماء، وانتهاء بعملية فحص الأداء قبل تسويق المنتج.

ولم يكتف المصنعون المحليون بالشكل التقليدي للمكيف الصحراوي، فأدخلوا عليه تقنيات جديدة لتطوير أدائه، يقول "بامعبد" إنهم أدخلوا عددا من الآلات الحديثة التي تسرع عملية الإنتاج، فضلا عن إدخال الطلاء بمادة "الفيبر" التي تزيد من عمر المكيف، إلى جانب تقنية التحكم من بعد "ريموت كنترول". ويتم حاليا تبادل الأفكار لتنفيذ التكييف العمومي للمنشآت الكبيرة كالصالات والمساجد وغيرها.
وقبل مطلع الألفية الجديدة التي ظهرت معها صناعة المكيفات الصحراوية، كان شراء مكيف "كلوروفلوروكربون" أو ما يطلق عليه شعبيا "الفريون" مقتصرا على العائلات الثرية، ومن الصعوبة بمكان شراؤه من قبل المواطنين العاديين الذين يعتبرونه جزءا من الكماليات، نظرا إلى ارتفاع أسعارها مقارنة بمعدل دخل الفرد، لكن على العكس تمامًا وجدت المكيفات الصحراوية طريقها إلى كل منزل ومنشأة تقريبا.

يقول المواطن "زكي عمر" إنه يفضل اقتناء المكيف الصحراوي نظرا إلى سعره المناسب، مقارنة بالمكيف المستورد، إضافة إلى إمكانية شرائه بالتقسيط المريح، ومواءمته طبيعة الجو الصحراوي بوادي حضرموت.

ويعتقد زكي في حديثه لـ"العربي الجديد" أن المكيف الصحراوي حقق منافسة جيدة للمكيفات المستوردة، الذي لم يستطع شراءه من قبل هو ولا أحد أفراد عائلته، مشيرا إلى أن المجتمع في منطقته كان يواجه الصيف بـ"المراوح" فقط، أو افتراش أسطح المنازل، قبل ظهور المكيفات الصحراوية، في ظل اقتصار شراء المكيف الخارجي على أعداد قليلة لا تكاد تذكر من أرباب الأعمال وأصحاب الدخل المرتفع.

يذكر أن المصنعين المحليين بوادي حضرموت، لم يكتفوا بصناعة المكيفات الصحراوية فقط بل انتقلوا إلى صناعة برادات المياه بطريقة تنافس البرادات المستوردة، وفق عاملين في هذه الصناعة.
المساهمون