اليمن: الجوع يهدّد سكان عدن المحاصرين

05 ابريل 2015
فوضى عارمة في شوارع عدن بعد دخول الحوثيين (أرشيف/getty)
+ الخط -

تعيش مدينة عدن اليمنية، جنوب البلاد، وضعاً مأساوياً، حيث يسقط المئات يومياً ضحايا لرصاص وقذائف مسلحي الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذين يستميتون في القتال من أجل السيطرة على المدينة، التي أعلنها الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة.

ويحيط الموت سكان المدينة من كل جانب، ومَن لم يمت قتلاً بالرصاص يموت جوعاً بالحصار، وفق سكان محليين.

وقالت فيروز محمد، مهندسة اتصالات، من سكان محيط مطار عدن، في حديث هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "هناك اشتباكات مستمرة بين الحوثيين وشباب عدن، ونحن محاصرون في منازلنا والمؤن الغذائية نفدت عندنا، ولو لم نمت بالقصف لمتنا من الجوع".

وقالت منظمات عاملة في المجال الإنساني محلياً، منها المرصد اليمني لحقوق الإنسان، إن الجوع يهدد سكان عدن، وإن المدينة تواجه كارثة نتيجة نفاد المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء والمياه.

وبحسب بيان للمرصد، فإن "هناك مخاطر أخرى تهدد سكان عدن، كانتشار الأوبئة والأمراض، نتيجة تناثر الجثث والأشلاء في الشوارع وعدد من المباني وتكدسها تحت أنقاض بعض المنشآت المدمرة".

ولم تدخل الأحياء المحاصرة في عدن أي مواد غذائية وطبية ومستلزمات الأطفال، ولم تتلقّ المدينة أي مساعدات منذ أن بلغت المعارك أوجها بين الحوثيين وشباب عدن، ولا يستطيع السكان مغادرة منازلهم والنزوح، بسبب سيطرة الحوثيين على جميع الطرق المؤدية إلى المدينة واستمرار القتال داخلها.

وتقول أريكا أحمد، موظفة: "نعتمد على المؤن المخزّنة داخل المنازل من قبل الحرب، لكن عند نفادها لن نستطيع الحصول على تموين بسبب القتال وعدم وجود محلات مفتوحة، فكل محلات المواد الغذائية مغلقة".

وسيطر الحوثيون على أحياء داخل مدينة عدن، منها حي خور مكسر وحي كريتر ويخوضون حرب شوارع. وتقول تقديرات لمنظمات إنسانية إن عدد القتلى بلغ 560 قتيلاً، وهناك مئات من الجرحى. وصرحت متحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود أنه قد وصل أكثر من 500 مصاب من جميع أنحاء اليمن إلى مستشفاها خلال الأسبوعين الماضيين.

وأكد ناشطون، لـ"العربي الجديد"، أن مستشفيات المدينة تعاني من نقص حاد في الأدوية والمحاليل الطبية، وأن خزانات الشرب في المدينة ومولّدات الكهرباء تعرّضت للقصف العشوائي من قبل الحوثيين.

وكانت وكالة المساعدات الدولية، "أوكسفام"، قد ذكرت، الأسبوع الماضي، أن الاقتصاد اليمني على حافة الانهيار، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن.

وأضافت "أوكسفام" أن أكثر من 60% من سكان اليمن يعتمدون بالفعل على المساعدات، مشيرة إلى أن استمرار الحرب يؤدي إلى نقص في الغذاء والوقود ويسرّع بوتيرة تفاقم الأزمة الإنسانية.


اقرأ أيضاً:
إغلاق مطار عدن والمنافذ البرية والبحرية جنوب اليمن

المساهمون