اليمن ومخاطر إمدادات الطاقة

27 مارس 2015
ميناء عدن الدولي في اليمن (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

التمدّد الإيراني في المنطقة العربية وإضعاف الدول المركزية، يطرح مجموعة كبيرة من التحديات الجيوسياسية وتحديات إمدادات الطاقة في السوق العالمي، خاصة سيطرة "المليشيات الحوثية" على الحكم في اليمن واقترابها من ميناء عدن.

وسيطرة هذه المليشيات على ميناء عدن، تعني سيطرة إيران بشكل مباشر وغير مباشر على مرور أكثر من 20 مليون برميل يومياً، معظمها من النفط العربي إلى الأسواق العالمية.

من هذا المنطلق، يمكن قراءة رد الفعل السعودي، بتكوين تحالف "عاصفة الحزم"، الذي بدأ أولى عملياته مساء الخميس، لضرب القواعد الدفاعية للمليشيات الحوثية في اليمن.

 كما يمكن قراءة القلق الذي انتاب أسواق النفط في تعاملات أمس، حيث ارتفعت أسعار النفط في كل من لندن وسنغافورة خلال التعاملات التي جرت في الصباح الباكر، أمس.

 ويلاحظ أن أسعار خام برنت لعقود 15 مايو/ أيار بلغت في لندن 58.82 دولاراً للبرميل لتكسب 2.38 دولار.

فيما كسبت عقود خام غرب تكساس للفترة نفسها 1.96 دولار، ليصل سعر البرميل إلى 51.17 دولاراً في تعاملات منتصف النهار.

وتحدث هذه القفزة الكبيرة في أسعار النفط، رغم تخمة الإمدادات الأميركية وزيادة إنتاج النفط السعودي فوق 10 ملايين برميل يومياً.

 وهذا القلق الذي ينتاب أسواق النفط، ليس سببه دور اليمن في إنتاج النفط، ولكن موقعها الجيوسياسي واحتمالات تطورات المواجهة بين إيران والمملكة العربية السعودية.

فاليمن دولة فقيرة ولا تنتج من النفط سوى 133 ألف برميل يومياً. ووصل إنتاج اليمن في أفضل حالاته إلى 400 ألف برميل يومياً، وذلك حسب إحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأميركية لإنتاج اليمن في العام 2013.

ولكن ما يزعج أسواق الطاقة العالمية هو موقعها الاستراتيجي على الحدود مع السعودية ووجود أحد أهم الممرات المائية على أراضيها، وهو ممر باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، وتعتمد عليه قناة السويس في مرور التجارة العالمية والعربية.

وحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن نحو 3.8 ملايين برميل يومياً تمر عبر باب المندب ونحو 17 مليون برميل يومياً عبر مضيق هرمز الإيراني، وذلك إضافة إلى شحنات الغاز الطبيعي المسال والمكثفات التي يذهب معظمها إلى الأسواق الآسيوية.

من هذا المنطلق، فإن ترك "المليشيات الحوثية" التي تدعمها إيران تسيطر على اليمن سيعني تهديداً مباشراً لأمن الطاقة العربي والعالمي.

وهذا التهديد المباشر يترجم الدعم الأميركي والتركي والعربي لعملية "عاصفة الحزم"، التي ستعطي إشارة مهمة لحكومة طهران أن تمددها في المنطقة العربية وتهديد ثروات الطاقة "غير مقبول وسيُردع بالقوة".


اقرأ أيضاً:
الحوثيون "يهددون" قناة السويس

المساهمون