صيادو غزة يحتجون ضد انتهاكات إسرائيل

15 مارس 2015
معاناة مستمرة لصيادي غزة (العربي الجديد/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

حرمت الممارسات الإسرائيلية في بحر غزة، الصياد الفلسطيني مصباح القوقا من ممارسة عمله بحرية، في الوقت الذي يتعرض فيه صيادو القطاع الساحلي المحاصر، لجملة من الاعتداءات التي بدأت بمنعهم من الدخول لمساحات واسعة، وانتهت بإطلاق النار المباشر عليهم واعتقالهم.

يقول القوقا لمراسل "العربي الجديد" إنه يستيقظ فجراً، ويجهز شباكه وينطلق لعمله الذي بات غير مجدٍ، ويشير إلى أنه عندما بدأ الصيد في التاسعة من عمره، كانت  مساحة الصيد تصل إلى 20 ميلاً بحرياً، لكن لا يمكنه الآن تجاوز 6 أميال.

وذكر أنّ معاناة الصيادين تتزايد يوماً بعد آخر نتيجة الممارسات الإسرائيلية العدائية بحقهم، وإطلاق النار المباشر عليهم، علاوة على تدمير مراكبهم وسحب شباكهم وتقطيعها، واعتقال الصيادين، وإهانتهم، عبر خلع ملابسهم، ورميهم في المياه لمدة طويلة.

وإلى جانب المُسن القوقا، يعاني المئات من الصيادين الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل بعد تقليص مساحة الصيد، وملاحقة زوارق الاحتلال لهم، والتضييق عليهم حتى في المساحة التي سمح الصيد فيها، ما ضاعف معاناتهم، ودهور أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.

ودعت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الصيادين الفلسطينيين الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في غزة إلى تنظيم وقفة احتجاجية في حوض ميناء غزة، لتوضيح تلك الممارسات، والتي شارك فيها عشرات الصيادين الذين رفعوا الشعارات التي تطالب بإنصافهم وحمايتهم.

وقال ممثل الاتحاد العام للنقابات جمال جراد، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يستخدم القوة والبطش في ملاحقة الصيادين ويحرمهم من قوت يومهم، مشيراً إلى تعمد بحرية الاحتلال استهداف الصيادين ومراكبهم بشكل يومي، ومنعهم من ممارسة الصيد في المسافات المسموح لهم الصيد فيها.

ودعا جراد الفصائل الفلسطينية إلى مراجعة اتفاقية التهدئة مع الاحتلال، بعد اعتقاله نحو

42 صياداً، ومصادرة وتدمير 22 قارباً، مستهجناً استمرار إطلاق زوارق الاحتلال الإسرائيلي النار على قوارب الصيادين الفلسطينيين، والتي حصدت الأسبوع الماضي روح الشهيد الصياد توفيق أبو ريالة.

وأكد أن الصيادين يعيشون حياة اقتصادية صعبة في ظل هذه الاعتداءات، واستمرار الحصار، ومنع إدخال المواد اللازمة لصيانة المركبات كمادة "الفيبر جلاس"، مطالباً الاحتلال بالوقف الفوري لهذه الانتهاكات المتصاعدة والمستمرة.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يتحدى كل المشاريع الرامية لإنشاء ميناء بحري، وذلك عبر جعل البحر مصدراً للرعب من خلال إطلاق النار على سواحل القطاع من الشمال إلى الجنوب، فضلاً عن خرقه اتفاقية التهدئة التي أبرمت برعاية مصرية في السادس والعشرين من آب/أغسطس الماضي.

بدوره قال نقيب الصيادين الفلسطينيين، نزار عياش، إنّ الممارسات الإسرائيلية العدوانية تزداد يوماً بعد الآخر، مشيراً إلى أنهم بعد انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، توقعوا اتساع المساحة من ستة أميال إلى 12 ميلا بحريا، وأن تخف الممارسات الإسرائيلية ضد الصيادين، لكن الذي حصل عكس ذلك.

وأوضح أنّ الصيادين يتعرضون بشكل يومي لإطلاق نار عند تواجدهم في البحر، تحديداً في الشمال والجنوب والغرب، وقال "تم اعتقال نحو خمسين صيادا، وأفرج عنهم جميعاً ما عدا ثلاثة صيادين ما زالوا في سجون الاحتلال منذ ما يزيد على شهر، بتهمة حيازة مادة "الفيبر جلاس" التي تستخدم في صناعة وتصليح المراكب.

وطالب الحكومتين الفلسطينية والمصرية بالضغط على إسرائيل من أجل توسعة الصيد، وكف يدها عن الصيادين، والالتزام بما تم الاتفاق عليه بعد حرب 2014، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة لحث إسرائيل على وقف اعتداءاتها بحق الصيادين الفلسطينيين.


اقرأ أيضاً: الاحتلال يحاصر صيّادي غزة

المساهمون